الانتصار الحقيقي فى هذه الحرب يتمثل فى إبراز القيم الأخلاقية ….. إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛؛؛؛ الخميس ٢٠٢٥/١/١٦
الانتصار الحقيقي فى هذه الحرب يتمثل فى إبراز القيم الأخلاقية …..
إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الخميس ٢٠٢٥/١/١٦
الحرب التى تدور فى السودان من أعقد أنواع الحروب فى العصر الحديث والقديم ؛ الانتصار فيها يحتاج إلى وعى الشعب السودانى بطبيعتها …
حرب لها أطراف متداخلة هناك مقاتل تابع للمليشيا يحمل السلاح ويقاتل الجيش والشعب معاً… وآخر متعاون يساند المليشيا بالمعلومات وهناك قادة قبائل وسياسيين أعلنوا وقوفهم ودعمهم للمليشيا بدوافع مختلفة ..
وهناك مواطنين أجبرتهم الظروف للتعايش مع المليشيا لأنهم لم يجدوا حيلة للخروج من دارهم واضطرتهم ظروفهم للبقاء بمنازلهم فى أماكن سيطرة المليشيا …
هذه الفئات تحتاج إلى تعامل باحترافية ومهنية حتى تكرر بعض الأخطاء التى كادت أن تعصف بوحدة الشعب السودانى لولا وعيه وإدراكه …
إن تجاوز الشعب هذه المحنة وهو متماسك ونسيجه الإجتماعى قوى ومترابط هو الانتصار الحقيقي ….
المقاتل الذى يحمل السلاح ويواجه القوات النظامية فهذا عدوٌ تعامله معروف وفق قواعد الحرب فمصيره القتل أو الأسر وإذا جُرِح فى أرض المعركه فإنه لا يُجْهَز عليه إنما يسعف وبعدها يقدم لمحاكمة وهذا من عدالة الإسلام وأخلاقيات الحرب …
أما المتعاون الذى تبث أنه كان دليلاً للمليشيا ومرشداً إلى بيوت المواطنين مؤذياً للأبرياء فهذا يقدّم لمحاكمة وينال جزائه وفق القانون …
إن وعى المواطنين فى عدم التعاطف مع المليشيا والتستر على المجرمين يساعد الأجهزة الأمنية فى القيام بواجبها ويقلل من المواجهات والخسائر ….
معلوم أن إيواء المجرم والتستر عليه جريمة تستوجب اللعن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله من آوى محدثاً ) إذا كان لك ابن أو أخ أو جار انتمى لهذه المليشيا ونهب وسرق حقوق المواطن أو شارك فى قتل أبرياء فإن التستر عليه جريمة لذلك يجب التبليغ عليه أو حثه على تسليم نفسه للجهات المسؤولة حتى لا يجر على الأبرياء وبالاً…
أما قيادات القبائل التى ساندت المليشيا عليهم التحلى بالشجاعة وتسليم أنفسهم بدلاً من التهور وإدخال مجتمعهم فى مواجهة مع الدولة …
بمثلما أخطأوا فى التقدير فى دعم التمرد عليهم أن يتحلوا بالشجاعة والحكمة ويجنبوا أهلهم الدمار والتشرد ….
إن الأضرار التى وقعت على الشعب السودانى بسبب تمرد المليشيا لن تعالج إلا بمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة وجبر الضرر وتعويض الضحايا وإزالة الأذى عنهم …
هناك فرصة لتجنيب الولايات التى تقع تحت سيطرة المليشيا مواجهة المواطنين مع القوات النظامية وهى استسلام المليشيا وإلقائها للسلاح ؛ وتسليم المتعاونين من المدنيين أى تهور يعنى مزيداً من سفك الدماء وزيادة الخسائر البشرية والمادية ….
حتى لاتكون المعركة القادمة فى دارفور فيها مزيداً من الضحايا الأبرياء على قادة الدعم السريع التحلى بروح المسؤولية الأخلاقية وأن يتعلموا من أخطائهم ويجنبوا العزل والأبرياء مزيداً من التشرد والنزوح …
بمثلما اغروا المكونات القبلية للدخول فى هذه الحرب ومحاربة الدولة بطراً وطغياناً عليهم أن يوجدوا لهم مخارج فالرجوع للحق فضيلة…
اتخاذ القرارات الشجاعة ليست جبناً بقدر ما هى تقدير وموقف يحسب لصاحبه..
وما القائد الذى قبّل رأس كسرى لإنقاذ الأسرى وقبّل رأسه الفاروق عنا ببعيد!