منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ألسنة وأقلام د. بابكر إسماعيل يكتب : تحالف الكرامة .. وإعادة البناء

0

ألسنة وأقلام
د. بابكر إسماعيل يكتب :

تحالف الكرامة .. وإعادة البناء


إن حرب الكرامة هي لحظة تاريخية في مسيرة الدولة السودانية ومآلات الحرب وتجلياتها ستغيّر تاريخ السودان إلى الأبد بحيث لن يكون سودان ما بعد الحرب هو ذلك السودان الذي نعرفه.
التغيير سيطال الناس وما جبلوا عليه من عادات وثقافات وسوف تتغير القوانين وأسلوب الحكم وتحالفاته وفي تقديري أن السودانيين إذا اغتنموا هذه الانعطافة التاريخية فإن الفرصة سانحة لإعادة بناء السودان على أسس متينة وقوائم راسخة وسيكون ذلك خيراً للأجيال القادمة.

دولة السودان الحديثة تأسست في عهد السير ريجنالد ونجت باشا الذي حكم السودان منذ ديسمبر ١٨٩٩ وحتى العام ١٩١٦ وكان ريجنالد وينجت ضابط استخبارات في الجيش البريطاني وأحد منسوبي التنظيم الماسوني العالمي ثم صار سردار الجيش المصري بالسودان (القائد العام) وحاكم السودان والطريف أن أعباء ونجت باشا كانت مطابقة لأعباء الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش الحالي والذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس السيادة وكلا الرجلين (ونجت والبرهان) امتلكا سلطات مطلقة مع وضعنا في الاعتبار فروقات الوقت. وكلاهما آلت إليه السلطة بعد حكم مدمر وحروب مستعرة أشعلها عربان الشتات في أرض السودان.
والدولة السودانية التي وضع لبنتها الماسوني ونجت باشا كان الهدف منها العمل بإخلاص لخدمة المستعمر الأجنبي على حساب المواطن السوداني حيث استطاعت دولة ونجت باشا (وليست دولة ٥٦) من القيام بهذه المهمة خير قيام منذ العام ١٨٩٩ وحتى تاريخ اليوم عدا عن بعض الإشراقات الوطنية هنا وهناك في سودان ما بعد الاستقلال.
مآلات حرب الكرامة:
وهي ما تؤول إليه الأوضاع عقب هذه الحرب المدمرة وما تتطلبه من تدابير وتشريعات حتى يستقيم الأمر بالسودان ويتمكن الشعب السوداني من إعادة الحياة لطبيعتها وتنقسم هذه التدابير إلى عدة أقسام:
١/ عاجلة
٢/ وسيطة
٣/ طويلة الأمد
فالعاجل منها ما يرتبط بالحرب وجذورها وإفرازاتها .. وطويل الأمد ما يعنى بالتنمية والوسيط ما يتداخل فيه الاثنان.
وسوف يكون جلّ اهتمامي في هذا المقال مبنياً على التدابير العاجلة وهي:
١/ المحافظة على الخدمات الأساسية والمرافق الاستراتيجية وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين من طعام وأمن ومأوى في فترة ما بعد الحرب وإعادة فتح الأسواق وتأمينها.
٢/ تأمين المرافق العسكرية وضبط الطابور الخامس وتنقية صفوف القوات النظامية
٣/ إغلاق الحدود السودانية أمام الأجانب وانكفاء الشعب السوداني لمعالجة جراحه وبناء دولته وأقترح أن يكون الإغلاق لمدة ثلاثة أعوام على الأقل ويشمل الإغلاق البعثات الدبلوماسية ومراسلي الإعلام الأجنبي والسياح والمستثمرين ومنظمات الإغاثة الأجنبية وحتى لا يتضرر المواطن فيمكن لمنظمات العون الإنساني الوطنية استلام الإغاثة عند وصولها للميناء وتوزيعها للمستحقين.
٤/ مراجعة كل الأرقام الوطنية الصادرة منذ العام ٢٠١٣ وإلغاء كل رقم صدر بطريقة استثنائية وغير مستوفٍ لشروط الإصدار من تحرٍ ومستندات مؤيدة الخ .. وإلغاء كل الجوازات السودانية الحالية وتغيير لون الجواز السوداني
٥/ إعادة قطاعي الصحة والتعليم للعمل بصورة تدريجية ومطّردة. ولتعويض الفاقد من الأعوام الدراسية أقترح إلغاء عطلة السبت والعمل لنصف يوم في أيام الجمع وزيادة ساعتين لليوم الدراسي وبذا يمكن إكمال عامين دراسيين في العام الواحد أي أن العام الدراسي يكون في حدود أربعة أشهر ونصف
٦/ الاهتمام بعلاج جرحى العمليات وإنشاء مصنع للأطراف الصناعية وحصر الشهداء وتكفّل الدولة بأسر الشهداء وإصدار سجل يوّثق لحياتهم ومناطق استشهادهم والأدوار التي قاموا بها في حرب الكرامة وذلك بغرض التوثيق والتكريم
٧/ تكوين لجان الكرامة (لجان إسناد الكرامة) لإسناد الجيش والقوات المسلحة والخدمة المدنية وإسناد المواطنين في لجان الأحياء والقرى والمدن. وتقوم هذه اللجان بإسناد القوات المسلحة في حرب الكرامة وفي إعادة الإعمار والقيام بدور لجان الخدمات في الأحياء السكنية وبضبط الخدمة المدنية ومحاربة الرشوة والفساد والمحسوبية.
ويتم التصعيد منها رأسياً لتكوين مجالس شورى الكرامة المحلية والولائية ومجلس شورى الكرامة الوطني.
٨/ أن تتوافق الأحزاب على تجميد العمل السياسي الحزبي لمدة عشرة أعوام تتكون فيها مظلّة سياسية جامعة نسميها تجمع الكرامة لبناء السودان ويمكن تكوين منابر سياسية تعمل تحت هذا الكيان الكبير.
٩/ تجييش الشعب السوداني بتكوين جيش احتياط من كل السودانيين من الجنسين ويشمل ذلك تدريب الرجال والنساء من الأعمار ١٨ – ٤٥ عاماً .. ويعطون أرقاماً عسكرية وبندقية لكلٍ ويكون هنالك مسئول تجنيد ومسئول استخبارات ومندوب من جهاز الأمن في كل وحدة إسناد كرامة بالأحياء والمرافق الحكومية .. ويكون هنالك مقر عسكري في كل حي به أسلحة متطورة وسيارات عسكرية يكون هدفها تأمين الحي أو الوحدة الحكومية ويكون العاملون بها هم من سكان الحي أو منسوبي لوحدات الحكومية نفسها ..
١٠/ يُنشيء السودانيون المغتربون والمهاجرون صندوق الكرامة لدعم الشعب السوداني ويشمل الدعم من هذا الصندوق بالإضافة لأسر الشهداء والجرحى يشمل ترقية خدمات الصحة والتعليم لكل السودان. وتحدد إدارة الصندوق قيمة سهم الكرامة السنوى وهي مساهمات طوعية أوجبها المغتربون على أنفسهم ويكونون مجلس إدارة للصندوق من أنفسهم للإشراف على العاملين بالصندوق ولضمان سلامة الإجراءات وبنود الصرف.
١١/ إنشاء مجلس للخبراء السودانيين بداخل السودان وخارجه (مع تعريف الخبير) وتكوين مجالس إسناد كرامة من الخبراء في كل وزارة وولاية وتكوين مراكز بحثية لدراسة الأمن والعلاقات الخارجية والاقتصاد والتنمية الاجتماعية والسلوك الجمعي والفن والثقافة ليمهد كل ذلك لإعادة صياغة الشعب السوداني نحو الأفضل.
١٢/ إعادة صياغة مناهج التعليم والبحث العلمي مع التركيز على الصناعة والزراعة وإدارة الأعمال والتنمية.
١٣/ إعادة كتابة تاريخ السودان بغرض الاستفادة من الدروس والعبر وعدم الوقوع في نفس الأخطاء السابقة
١٤/ حظر الدعم السريع واعتباره منظمة إرهابية وتجريم الانتماء إليه أو الترويج والدعوة للانضمام إليه عبر كل وسائل التعبير بما فيها الوسائط الاجتماعية
١٥/ استفتاء الشعب السوداني حول الوثيقة الدستورية الانتقالية ودستور ٢٠٠٥ واعتماد ما يختاره الشعب السوداني دستوراً دائماً للسودان
١٦/ إعادة العمل الحزبي السياسي بعد عشر سنوات وإجراء انتخابات حرة نزيهة وعودة الجيش لثكناته.

المعالجات الوسيطة:
وتشمل المعالجات الوسيطة الآتي:
١/ إعادة تخطيط المدن وتأمين المرافق العامة عبر لجان من القوات المسلحة وجهاز الأمن والاستخبارات ولجان إسناد الكرامة.
٢/ إعادة تكوين الإدارات الأهلية بالتعيين المباشر من ولاة الولايات وتعمل الإدارات الأهلية تحت رعاية الحكم المحلي ويكونون موظفين بالدولة التي تعتمد الشيوخ والعمد والنظار ويترأس الشيخ والعمدة والناظر لجان إسناد كرامة الإدارة الأهليّة بالقرى والمحليات أو الولايات وتعمل تحت إشراف ديوان الحكم الاتحادي بمستوياته المختلفة.
٣/ اعتماد إذاعات وتلفزيونات محلية تتحدث مع المواطنين في الشأن المحلي وقيام بعثات دعوية وتعليمية ومحو الأمية في الولايات المتخلفة والتي تنادي بالعصبيات والحروب وذلك من أجل رتق النسيج الاجتماعي والتئام الجروح.
٤/ استحداث عطلة الحصاد لمدة ٤٥ يوماً في العام للسماح للعاملين بالدولة والشباب والطلاب والمرأة بالمشاركة في حصاد الزروع والمحاصيل السودانية وادخال الميكنة في مجال الزراعة وفي مجال البناء والإنشاءات وعدم استجلاب أو السماح لأي عمال من خارج السودان لأداء هذه الأعمال.
٤/ منع استحلاب عمالة منزلية من خارج السودان أو السماح للأجانب بالقيام بأي أعمال يمكن للسودانيين القيام بها ويقتصر السماح للأجانب بالعمل في المجالات التي لا يتوفر فيها عدد كاف من الأيدي السودانية
٥/ عمل برامج تعريفية بالسودان لأطفال المغتربين والمهاجرين تحت رعاية وزارة الهجرة التي ستستحدث لهذا الغرض وللاستفادة من الخبرات السودانية بالخارج عبر برامج الانتداب والإجازات السبتية ولرعاية المصالح السودانية
٦/ تنظيم القطاع الطوعي الإنساني وإخضاع منسوبيه للفحص الأمني وضبط المعونات الخارجية إلا عبر مواعين العون الإنساني المعتمدة.
٦/ سيطرة الدولة على قطاع التعدين الأهلى وفرض نسبة ٥٠٪؜ من الذهب المستخرج لصالح صندوق الكرامة الوطني وحظر الأجانب والشركات الأجنبية تماماً من العمل في هذا القطاع الحيويّ.

أما المعالجات طويلة الأمد: فهذه تندرج تحت متطلبات التنمية والملينيوم قولز المعروفة والمتداولة.

https://whatsapp.com/channel/0029VamosTXJJhzfLSbFzY3E/132

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.