عبدالعزيز يعقوب يكتب من فيلادلفيا : انتهت الحرب ليتضح أن الأوطان اعلي شأنًا من القبائل و الاحزاب والأفراد
عبدالعزيز يعقوب يكتب من فيلادلفيا :
انتهت الحرب ليتضح أن الأوطان اعلي شأنًا من القبائل و الاحزاب والأفراد
[email protected]
٢٠ يناير ٢٠٢٥
(١)
الرافضون دائماً هم متشائمون و عدميُون، أصابهم واقعهم السيئ في مقتل في الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتي السياسية بالتشاؤم فاصبحوا يرفضون كل شئ . كولن ولسون صاحب كتاب “اللامنتمي”وهو أحد رواد الفلسفة الوجودية والذي دخل عالم الفلسفة والفكر بروايته “اللامنتمي” كان قد ترك الدراسة في عمر ١٦ سنة وتهرب من الخدمة العسكرية، وعمل كعامل نظافة في مصنع لكن كان لديه نهم شديد جدًا للقراءة فقرأ لكل الفلاسفة في ذلك الوقت سارتر وكانط وغيرهم وأنتهي به المطاف ان يصبح كاتبًا و فيلسوفًا بعد ان كان رافضا لواقعه وغاضبا منه لكنه لم يقتل ولم يكن يري الدنيا من نقطة التصويب في بندقية اعطيت اليه هدية من الشيطان، ليشار اليه بالبنان لاحقا كمؤلف لموسوعة من الكتب اختطها بنانه تقدر بمئة كتاب و رواية، ويعتبر اهمها علي الاطلاق “اللامنتمي”.
(٢)
كثيرون يمكن ان يخدعهم عنوان الرواية “اللامنتمي” ويعتقدوا بان اللامنتمي هو شخص ضعيف الوطنية خائن او عميل من جراء نفسية التشائم التي اصابته واصابت بعضنا واصابت مجتمعنا حينا من الوقت ولازالت، لكن اللامنتمي من وجهة نظر كولن ولسون اذا استوفي شرط العلم والمعرفة يمكن ان يكون شيئا مختلفا (أنَّ اللامنتمي إذا تعلّمَ ليعرف نفسه، وشدَّ العزم ليسطُره على حياته بدلاً من أنْ ينجرف ورائها لانتهى رائداً في سُلَّم الحضارة بدلاً من أن يكون رافضاً له)، لم نتعلم ان تعامل مع تنوعنا ولكن للاسف تعلمنا ان نرفض بشكل مجنون كل ما نعتقد انه مختلف عنا او يخالفنا، لذلك اصبح الكل ضد الكل وادي ذلك لاعاقة حركة المجتمع والسياسة والاقتصاد، لان كل مجموعة او قبيلة او حزب اعتقدت بانها وحدها الصحيح المطلق وما عداه هو الفشل والاخفاق و النقيصة من الكمال، وهكذا كل يوم نصنع لنا عدو جديد ونفقد صديقا قديم قد يكون حزبا وغدا قبيلة وبعد غدا فئة مهنية وهكذا بلا نهاية في دائرة مظلمة بعيدة عن الحق!!، وذلك قادنا ببلاهة ان نجعل كل المنابر “النقابات، و الادارات الاهلية، والاتحادات ومنظمات العمل المدني و منصات التواصل الاجتماعي وحتي الفرق الرياضية منابر للعراك والتشاحن والخصومات الشخصية والسياسية مما عمق الخلاف والجراح.، وجعلنا نتقن فن الخلاف ونفشل في ان نجعل حياتنا سهلة وممتعة ونعمل معا لتحقيق مصالحنا المشتركة وعادي ممكن نقول”العن ابوا دي بلد” وهاجرنا نبحث عن كنز الخير والمال والسترة والجمال في الخارج وهو في ارضنا وبلادنا.
(٣)
انتهت الحرب ليس لان الغلبة العسكرية لجانب قوات الشعب المسلحة فقط وليس لتفوقها النوعي بالسلاح او العدة والعتاد والعدد لكنها تفوقت وانتصرت للالتفاف الشعبي والجماهيري الذي يعبر عن التنوع و الرافض ان يقاد كالقطيع بقبيلة واسرة وان يقاد بالقهر والسلب والخوف والجبروت، نعم انتهت الحرب ولكن ليستمر هذا الانتصار ونري ثماره ويصل الي غاياته و يعبر عن الشعب السوداني المرابط فلابد لهذا الرفض ان يتطور مفاهيماً وتتحول معانيه الي قيم وثوابت و اهداف نتعلم منها
1. ان وحدتنا ووحدة اراضينا وشعبنا بتنوعه هي المفتاح الي وحدة الاهداف والغايات.
2. ان نتعلم مما يجري بانه لن يحكم بلادنا حكم شمولي اُحادي واِِن تمتع بدعم حزبي او قبلي.
3. ان نتعلم ان الدولة يكون بها جيش واحد، وان استخدام القوة والسلاح هو من واجبات الدولة
4. ان نتعلم ان العدالة تزيل الغُبن والضغائن ولن تترك مساحة للفتنة. ولا تسمح بابتزاز الدولة والوطن باسم المظلومين والمسحوقين.
5. ونتعلم ان التباين والتنوع هو مصدر للقوة والابداع وليس العكس.
6. ونؤمن ان معركة البناء والتعمير تحتاج لجهد أكبر من جهد الحرب.
7. ولا بد ان نعي جيدًا انه “ليس كل من يخالفك عدو” ونفهم ايضا “ليس كل يبتسم اليك هو صديق” فلابد من التوازن في العلاقات مع الاخرين.
8. وان نتعلم بان التضحية والتفاني في الانتاج “الزراعي والصناعي” وفي الخدمة العامة هي مرتبة تضاهي الدفاع عن النفس والوطن لان” غير المنتج في عالم اليوم غير موجود”
9. لا بد ان نستفيد من تجارب الاخرين بان بقاء الشخص القيادي في موقعه اكثر مما يحدده القانون بدورة او اثنيين يقلل فرص النجاح في الموقع ويعطل الدورة الطبيعية لافراز قيادات جديدة.
10. الشباب هم الحاضر الزاهي وصناع المستقبل ولابد ان تسخر كل امكانيات الدولة لتدريب الشباب علي الاعمال التقنية والالكترونية والهندسية والصناعية والزراعية.
11. لا بد ان نفهم ان الامن الغذائي ليس حكرا علي الدولة ولابد ان يهتم المواطنيين بان يجعلوا منازلهم وشوارعهم واحيائهم مخضرة بالاشجار المثمرة .
12. لابد ان نعي بان الامن الغذائي لابد ان يكون في حديقة المنزل الخلفية يكون فيها احواض صغيرة للخضروات واقفاص تربية الدواجن والاغنام .
13. ولابد ان نتعلم اعطاء الاجير حقه قبل ان يجف عرقه، وان تخدم الناس في الوظيفة العامة كما تحب ان تُخدم، ونحارب الرشوة والمحسوبية.
هذه النقاط مسارات يمكن تقودنا الي بثقة الي مشارع الخير والحق والنهضة ويمكن ان تتوسع بحسب كل مجال لتخلق شعبا واعيا وامة لاتنخدع ووطن لايهزم.