منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*القائم بأعمال سفارة السودان بتشاد يثمن انتصارات الجيش، ويبشر بعودة قريبة للاجئين إلى السودان..* *ولاية النيل الأبيض : أدوار بطولية للشباب في معركة الكرامة و الوالي يؤكد انهم المرتكز الأساسي لنهضة ... *ولاية النيل الأبيض : المجلس الأعلى للثروة الحيوانية والسمكية تعول عليه الدولة في زيادة الدخل القومي... *ولاية النيل الأبيض : اللجنة العليا لرعاية جرحي ومصابي معركة الكرامة تبحث ترتيبات دعم مستشفيات الولا... *ولاية النيل الأبيض : بنك ام درمان الوطني و دفع عجلة الاقتصاد والتنمية* كوستي - متابعة بخيت بقادي *ولاية النيل الأبيض : النقل النهري - جاهزية في إنعاش حركة التجارة الحدودية ودعم الاقتصاد الوطني* كوس... *ولاية النيل الأبيض : شركة التأمين الاسلامية تؤمن على برامجها في تأمين الأصول الثابتة و المتحركة ودو...  وجع الحروف  ابراهيم أحمد جمعة  *محلية شيكان: (البان جديد)* *ثلاثية: (الفقر والجهل والمرض)* 1 وجع الحروف أبراهيم أحمد جمعة *الصياد* *(نجاض أم جربة وكشكشة الترير)* 4 *ولاية الجزيرة محلية شرق الجزيرة - افراح بلا سلاح تنطلق من قرية ود الأمين شرق رفاعة* خالد توير_رفاع...

✍️ السفير.د. معاوية التوم *حفتر والمثلث الحدودي: عدوان سافر على السيادة السودانية و تهديد متصاعد للأمن الإقليمي!؟*

0

✍️ السفير.د. معاوية التوم

*حفتر والمثلث الحدودي: عدوان سافر على السيادة السودانية و تهديد متصاعد للأمن الإقليمي!؟*

في خطوة خطيرة وغير مبررة، أقدم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الأسبوع المنصرم ، على اختراق المثلث الحدودي السوداني الليبي المصري المعروف بـ”مثلث العوينات”، فاتحًا بذلك جبهة جديدة تُنذر بعواقب وخيمة على سيادة السودان، وعلى الأمن الإقليمي لكل من السودان وليبيا ومصر. هذا التطور الميداني لا يمكن قراءته بمعزل عن هشاشة الوضع الداخلي في السودان، والانقسام السياسي الحاد في ليبيا، والتوازنات الأمنية الدقيقة على الحدود المصرية الغربية. وما اشرت اليه في مقالي السابق عن محاولات قوات الدعم السريع المتمردة فتح جبهة جديدة بالتواجد في حدود البلاد الشمالية، وما لذلك من تداعيات على مآلات الحرب. واحاول هنا استعراض دلالات هذا الخطوة لجنرال الحرب حفتر على النحو التالي:
أولًا: انتهاك صارخ للسيادة السودانية
يمثّل هذا التوغل العسكري تعديًا فجًّا على وحدة التراب السودان، واختراقًا خطيرًا لقواعد القانون الدولي ومبدأ احترام السيادة الوطنية. السودان، رغم ما يواجهه من تحديات داخلية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، لا يزال دولة كاملة السيادة ومعترف بها دوليًا، لها حدود معروفة وحقوق سيادية غير قابلة للمساومة. وما أقدم عليه حفتر ليس فقط استفزازًا سياسيًا، بل هو عدوان عسكري صريح، قد يستوجب ردًا دبلوماسيًا، بل وربما عسكريًا، إن تطورت الأمور.
ثانيًا: مأزق ليبيا بين حفتر والدولة الرسمية
المفارقة المؤلمة أن ما يحدث لا يُنسب إلى الدولة الليبية ككيان موحد، بل إلى أحد أمراء الحرب الذين يختطفون القرار العسكري والسياسي في شرق البلاد في بنغازي وما حولها. بهذا، يكون حفتر قد ورّط ليبيا في أزمة عسكرية دبلوماسية جديدة مع السودان، وربما مع دول أخرى. كما فتح على نفسه باب الانتقادات الدولية، لا سيما من القوى الإقليمية والدولية التي تحاول الحفاظ على تماسك وحدة ليبيا واستقرار محيطها ووضعها على جادة التسوية.
ثالثًا: ارتدادات أمنية على مصر
لعل الجانب المصري يُدرك أكثر من غيره خطورة ما يجري في المثلث الحدودي، باعتباره أحد أركان المعادلة الجغرافية الثلاثية. فالمثلث يقع على مشارف الحدود الغربية المصرية، وأي توتر أو صراع فيه من شأنه تهديد الأمن القومي المصري، سواء عبر تدفقات التهريب أو تنامي نفوذ الجماعات المسلحة. رغم ما يُعرف عن العلاقات الوثيقة بين القاهرة وحفتر، فإن هذا التحرك الأحادي يراد له أن يُحرج الجارة الشقيقة مصر ويضعها في موقف دبلوماسي حرج أمام الخرطوم، خاصة إن استمر التصعيد بحكم علاقة حفتر بحميدتي.
رابعًا: أبعاد إقليمية مقلقة
تحرك حفتر لا يبدو معزولًا عن أجندات خارجية، فثمة مؤشرات تربطه بالدعم الإماراتي والغطاء الذي تمنحه بعض القوى الكبرى، وهو ما يُعيد إلى الأذهان التنافس المحموم على النفوذ في السودان ما بعد ٢٠١٩، خصوصًا في المناطق الحدودية الغنية بالمعادن والمفتوحة على العمق الإفريقي. دخول مثلث العوينات بهذا الشكل يشجّع على نشر الفوضى العابرة للحدود، من تهريب وتجارة للسلاح والبشر والذهب وحتى تحركات ميليشياوية تهدد الأمن القومي لدول الجوار.
خامسًا: تهديد مباشر لوحدة السودان
يأتي هذا العدوان في لحظة تاريخية حرجة يمر بها السودان، حيث تُهدد الحرب الدائرة بنيته ووحدته ومؤسساته. فتح جبهة خارجية جديدة يصب في خانة استنزاف الدولة السودانية، وقد يُعطي ذريعة لقوى انفصالية أو مسلحة للتحرك، ويدفع نحو مزيد من الفوضى. كما يُضعف من فرص التوصل إلى تسوية سياسية داخلية، ويحول دون تركيز الجهود على إيقاف الحرب الداخلية. ومحاور القتال الان انتقلت بالفعل لجبهتي كردفان ودارفور
خاتمة: ضرورة تحرك دبلوماسي سوداني عاجل
أمام هذه التطورات، من الواجب على الحكومة السودانية – وقيادة الجيش بحسبانها القوة الشرعية والمعترف بها دوليا – أن تتحرك عاجلًا في المحافل الإقليمية والدولية. برفع القضية إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي، وإثارتها في مجلس الأمن الدولي، ومخاطبة جامعة الدول العربية، لإدانة هذا العدوان، والتحذير من تبعاته.
فصمت المجتمع الدولي، أو تقاعسه، سيفتح الباب لمزيد من التعديات على الأراضي السودانية، ويُكرّس مشهد دولي جديد يُبرر التدخل ويفضي الي ان الساحة السودانية هشة وضعيفة في حدودها يمكن اختراقها تحت غطاء الأمن الحدودي أو محاربة الإرهاب.

فالسودان ليس ساحة مستباحة كما تريد هذه المحاولة ان تشير ، وهو قادر بجيشه وسنده القومي للاحاطة والدر القوي ، ومدرك وواع بالتبعات وقادر على حماية حدوده وجواره الجغرافي. وله تاريخ نضر ومشهود في حماية طهر الجوار ومنع اي اعتداء من شأنه الإضرار بمصالح دول الجوار او ينال من أمنه القومي، وعلى القوى الإقليمية التي تقف خلف التمرد وحفتر، أن تعي أن إشعال نار جديدة في المثلث الحدودي من الجهة الشمالية الغربية قد تلتهم الجميع، دون استثناء. وتنذر بنزاع إقليمي موسع او توترات في المنطقة ينبغي الانتباه له.
—————
١٤ يونيو ٢٠٢٥م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.