قيد في الأحوال لواء م عثمان صديق يكتب: السودان ودول غرب إفريقيا.. من هنا يبدأ التحرُّر !
قيد في الأحوال
لواء م عثمان صديق يكتب:
السودان ودول غرب إفريقيا.. من هنا يبدأ التحرُّر !
كتبنا في المقال السابق ، بأن سفر البرهان لدول غرب إفريقيا أغضب الأمريكان ، ذلك لأن تلك الدول تحكمها مجالس عسكرية أولي إهتماماتها ، عدم هيمنة الغرب علي مواردها الإقتصادية ، وأهمها (الذهب) ، وقد أعلن زعيم المجلس العسكري في بوركينا فاسو ، إبراهيم تراوري ، قبل أشهر ، أنّ بلاده تخطط لسحب تراخيص التعدين من بعض الشركات الأجنبية ، وقال في خطاب هام لشعبه ، “نحن نعرف كيف نستخرج (ذهبنا) ، ولا أفهم لماذا نسمح للشركات المتعددة الجنسيات بالقدوم وإستخراجه؟!”.
وفي خطوة عملية جادة ، حسب “رويتر” ، بدأ المجلس العسكري في جمهوري مالي أمس ، في تنفيذ أمر مصادرة مخزون (ذهب) الشركة الكندية “باربك غولد”، ويقدر بحوالي ثلاثة أطنان ، قيمتها 245 مليون دولار ، تم نقلها بالفعل بطائرات هليكوبتر من موقع تعدين الشركة إلي خزينة حكومة مالي
والأهم من ذلك كله ، أن دول غرب إفريقيا التي جلس معها البرهان قبل أيام ، كلها تحكمها مجالس عسكرية ، يؤيدها في ذلك المحور الروسي . والذي أزعج الإتحاد الإفريقي الذي يرتمي في حضن الغرب ، أن جمهورية النيجر ، ومالي ، وبوركينا فاسو ، وهي دول يقودها الجيش ، قد وقّعت معاهدة “إتحاد كونفدرالي” خارج المجموعة الإقتصادية “إيكواس” والتي تدعو للحكم الديمقراطي .
ومعلوم أنّ هذه الدول في غرب إفريقيا ، والتي تحكمها مجالس عسكرية ، ومن ورائها ، شعوبها التي تساندها ، بدأت في تحرر الإقتصاد من الهيمنة الفرنسية والبريطانية الأمريكية ، وبدأت في شراكات مع روسيا ، التي لا تتدخّل في شئونها الداخلية .
ماحدث في “مالي” وأخواتها من سيطرتها علي إنتاج الذهب في بلادها ، نتمني أن يصدر مثله قرار مماثل في السودان ، يجعله يضع يده علي كل أوقية ذهب ، تخرج من الأرض ، بعد عقد شراكة روسية مدروسة ومعلومة ، تعود بفائدة أكبر علي السودان ، مع منع أي تعدين أهلي أو عشوائي، وتشديد الرقابة بمنع التهريب ، وذلك بتفعيل وتأهيل قوات مكافحة التهريب بأحدث الوسائل ، مثل الطائرات ، وأحدث الأسلحة والأجهزة التقنية ، وترغيب تلك القوات مادياً ، ذلك لأن الذهب إذا تم إستخراجه من الأرض و”ذهب” ، لن ينبت وينمو مجدداً مثل الزرع. وعلي المجلس السيادي في السودان ، إمّا أن يحرص علي ذهبه مثل المجالس العسكرية في دول غرب إفريقيا ، التي عمّمت الشركات الأجنبية وصادرت ذهبها بعد الإنذار ، وإمّا أن يظل هذا الذهب تحت الأرض للأجيال ، وهو أمانة في عنق المجلس السيادي ، عليه أن يوليه كل اهتمامه، وهو رصيد قيِّم ، إن تم إستغلاله الإستغلال الجيد ، فلن يحتاج السودان لدولار واحد من الخارج .
أخر القيود :
إن شا الله حال جمهورية مالي وإخوانها “حالي” !، وحال بلدي “بعد الحال”. وليس ذلك علي الله بمحال .
والله خير المعين
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
19 يناير 2025
قيد رقم (306″