تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : *مثّل دخولها نقطة تحول في مسار الحرب…. القيـادة العـامـة،، نهــايـة الدعم ( الصريع)*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :
*مثّل دخولها نقطة تحول في مسار الحرب…. القيـادة العـامـة،، نهــايـة الدعم ( الصريع)*
الجيش يواصل كسر شوكة الميليشيا وينفتح على مناطق جديدة في الخرطوم..
صورة للبرهان بمكتبه في القيادة تحصد إعجاب منصات التواصل الاجتماعي..
معاوية دانيال: دخول القيادة دقَّ آخر مسمار في نعش الميليشيا..
مصدر عسكري: تنتظر المتمردين أيام مجنونة لن تتوقف إلا بنهاية آخر ميليشي..
تواصل القوات المسلحة والقوات المساندة لها كسر شوكة ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وبسط سيطرتها الكاملة بتحرير عدد من الأحياء في ولاية الخرطوم، واستعادة مرافق حيوية ظلت قرابة حولين كاملين تحت يدي ميليشيا آل دقلو، وانفتحت القوات المسلحة بشكل كبير في مناطق الخرطوم بحري بتنظيف عدة أحياء شهيرة من جيوب المتمردين والمتعاونين معهم، كأحياء الشعبية وشمبات والصافية، وعبرت القوات جسر كوبر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري، وقامت بتجريف الأحياء المجاورة لجسر كوبر في بري وامتداد ناصر من دنس الميليشيا، وترنو القوات المسلحة والقوات المساندة لها إلى التمدد في مناطق شرق النيل وجنوب الخرطوم، وتأتي هذه التطورات الميدانية المتسارعة بُعيد أيام من التحام الجمعة المباركة والذي ربط بين الجيش القادم من منطقة الكدرو بجيش سلاح الإشارة، لتقترن الجيوش كاقتران النيلين في مقرن الخرطوم، وتنحدر بقوة نحو القيادة العامة، كاسرةً قيد الحصار الذي كان مضروباً على قيادة الجيش قرابة العامين.
صورة البرهان:
ودخل الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، مكتبه داخل القيادة العامة بعد أن غاب عنه منذ 24 أغسطس من العام 2023م، في وثبة خاطفة ألجمت أفواه المتمردين، وألقمت صلفهم وغرورهم حجراً ما يزال يسدُّ حناجرهم التي تتلوى من غُصَّة وحريق، وحصدت صورة البرهان وهو يجلس داخل مكتبه بالقيادة العامة، إعجاباً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اكتست ملامح الرجل بشجن عميق وهو يضع يده الشمال على خده الأيسر في لحظة تأمل وتفكير طويل لا يخلو من سعادة واعتزاز وافتخار بما أنجزته القوات المسلحة وهي تفك الخناق عن رقبة القيادة العامة التي تمثل أيقونة ورمزية تأريخية للقوات المسلحة، وتحكي نظرة الفريق البرهان فصول رواية جسَّدت قيم البطولة والتضحية والفداء، كتبها بأرواحهم ودمائهم، نفرٌ كريم من حراسته الشخصية من ضباط وضباط صف وجنود، بذلوا أنفسهم رخيصةً فداءً له، ومَضَوا راضين مرضيين ليقابلوا ربهم شهداء، وقد ربحوا البيع، فربح بعدهم الوطن سيادته وإرادته، وربح الجيش صموداً وفخاراً، وقدرة على رد الاعتبار، والمضي قدماً على طريق الانتصار.
ترابط وتماسك:
لقد كشف دخول القوات إلى مباني القيادة العامة، عمق الترابط، وتماسك اللُحمة الذي يجمع بين أفراد الجيش السوداني في مختلف الوحدات العسكرية، فقد تسابق الجنود والضباط وضباط الصف لزيارة قبور الشهداء والترحم عليهم، وتجديد العهد بأن تمضي المسيرة القاصدة حتى يتم تحرير كل شبر من الوطن من دنس ميليشيا الدعم السريع ومن أعوانهم من المرتزقة والخونة والعملاء والمأجورين، بكى الجميع وتعانقوا وتواثقوا، واستمدوا من دفء العناق، وغزارة الدموع طاقة إيجابية وزاداً لمشوار طويل صدقوا فيه عهدهم مع الله، ووعدهم الذي قطعوه لإخوتهم من الشهداء، وقطعاً جيش يتمسك بهذه القيم وهذه المبادئ حريٌّ به أن يُدهش جيوش العالم، وينال اهتمام كبريات المعاهد وأكاديميات العلوم العسكرية العالمية لتُعمل البحوث والدراسات، وتسبر أغوار هذا الجيش الذي لا تعترف قواميس عقيدته القتالية بمفردة المستحيل.
مثال يحتذى:
ويؤكد الخبير العسكري العميد دكتور معاوية علي عوض الله ( معاوية دانيال) أن القوات المسلحة السودانية مثالٌ يحتذى في التضحية والشجاعة والبسالة والإقدام، وقال عوض الله في إفادته للكرامة إن ما قدمه الجيش السوداني خلال واحد وعشرين شهراً، شيئاً من الإعجاز والإبهار يدعو للاعتزاز والفخار، مبيناً أن الحكاية بدأت بصمود وانتهت بانتصار، وقال إن دخول الجيوش إلى مبنى القيادة العامة قد دقَّ آخر مسمار في نعش ميليشيا الدعم السريع المتمردة والتي كانت تعرف معنى القيادة العامة ورمزيتها وقدرتها على تحويل موازين الحرب فحرصت على حصارها ومنع الجيوش من دخولها، ولما فشلت في ذلك، ها هي الآن تلملم أطرافها في محاولة جادة للهروب من الخرطوم لقناعتها بأن القادم أسوأ مما سبق في ظل تمكن الجيش من الالتحام ببعضه البعض، وارتباطه على مسافة تزيد عن التسعين كيلو متراً بكامل العدة والعتاد الحربي، وطالب معاوية دانيال نسور الجو بضرورة التصدي لأي محاولة لهروب الميليشيا وأسرهم وهم يحملون منهوبات المواطنين ويتوجهون إلى غرب السودان عبر طريق جبل أولياء، مبيناً أن أي تدمير لرتل من المتمردين المغادرين من الخرطوم فيه انتصار ورد اعتبار للشعب السوداني الذي ظل صامداً وصابراً وداعماً للجيش رغم ما أصابه من انتهاكات وجرائم اقترفتها أيادي الميليشيا الآثمة، وحيا العميد معاوية صمود القوات المسلحة داخل القيادة العامة، وداخل سلاح المهندسين وسلاح المدرعات، وفي مناطق أخرى من السودان في الفاشر، وبابنوسة، والأبيض، كما ثمن عالياً الاستراتيجية العسكرية، والخطط القتالية التي رسمتها القيادة العليا للجيش بقيادة البرهان وكباشي والعطا طوال سني الحرب، والتي قال إنها بدأت تؤتي ثمارها حالياً في دحر ميليشيا آل دقلو الإرهابية.
دلالات فك الحصار:
فك الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة كان ضرورياً ومهماً، يقول مصدر عسكري رفيع، ويبين في إفادته للكرامة أن القيادة العامة بمكانة الروح من الجسد بالنسبة للقوات المسلحة، وأن استعادتها مثَّل نقلة مهمة في مسار المعارك، ومؤشراً لكتابة نقطة النهاية لحرب الكرامة، ويرى المصدر العسكري الرفيع الذي فضَّل حجب اسمه أن القيادة العامة قد رفعت الروح المعنوية للقوات المقاتلة وللشعب السوداني باعتبار أن القيادة العامة تعني وجود السودان ورمز عزته وكرامته حسب تعبيره، مجدداً التأكيد على أن استعادة القيادة العامة كانت ضرورية لإجلاء الجرحى والمصابين والمرضى، ولتوصيل الإمدادات والمعدات، وللتخطيط العملياتي للمرحلة المقبلة، وتحريك القوات والمناورة في أراضي واسعة تشمل الخرطوم والولايات المتأثرة بوجود ميليشيا الدعم السريع، وختم المصدر العسكري الرفيع أفادته للكرامة بأن المتمردين تنتظرهم أيام مجنونة من القتال الذي لن يتوقف إلا بإبادة آخر عنصر منهم.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فقد قصم استعادة القيادة العامة وفك الحصار عنها، ظهر ميليشيا الدعم السريع، وأحكم سيطرةً واضحة على نقاط محورية، من شأنها أن تعجِّل بالقضاء على الميليشيا المتمردة، وتكتب نقطة لنهاية الحرب، ويُحسب لقيادة الجيش إصرارها على فك الحصار ودخول القيادة العامة لما تمثله من قيمة معنوية ومهنية حاسمة للصراع العسكري بولاية الخرطوم، والانفتاح على الولايات التي ماتزال ترزح تحت وطأة الانتهاك المريع لميليشيا الدعم (الصريع).