حديث العقل عبدالبديع المكابرابي يكتب : *مستشفى النو.. الحكاية التي لن تموت رغم الدمار والنهب*
حديث العقل
عبدالبديع المكابرابي يكتب :
*مستشفى النو.. الحكاية التي لن تموت رغم الدمار والنهب*
في قلب أم درمان، كان مستشفى النو شاهدًا على آلاف القصص، بين ألم يُداوى وجرح يُشفى، وبين صرخات الولادة وابتسامات التعافي كان دائمًا الملاذ الأول لكل محتاج، لكل من أنهكته الحمى، ولكل من أرهقه المرض لم يكن مجرد مبنى طبي، بل روح المدينة ونبضها، يخدم القريب والبعيد، الغني والفقير،
بلا تمييز ولا توقف.
لكن فجأة، تغير كل شيء قبل ساعات قليلة، اجتاحت ميليشيا الدعم السريع المستشفى، لتضيف إلى سجلها الأسود جريمة جديدة لم يكتفوا بتدميره، بل نهبوا كل ما يمكن حمله، من معدات طبية إلى أدوية كانت تداوي المرضى، وحتى أسرّة المرضى لم تسلم من سطوهم لم يرحموا حتى الأطباء والممرضين الذين كانوا يقاتلون لإنقاذ الأرواح وسط هذا الجحيم وكأن الحرب وحدها لا تكفي، جاء التخريب والسرقة ليكملوا فصول المأساة
لكن مهما حاولوا طمس معالم الحياة، يبقى الحق أقوى الجيش السوداني والمقاومة الشعبية وكل الأحرار الذين يقفون مع الوطن، هم السد الذي لن ينكسر أمام هذا الخراب هذه الأرض التي صمدت في وجه الأزمات لن تخضع، وهذه المدينة التي أنجبت الأبطال لن تنحني
قد ينهبون المستشفيات، وقد يدمرون المباني، لكنهم لن يستطيعوا أن يسرقوا الإرادة نصر الله السودان وجيشه وشعبه، وستعود أم درمان كما كانت.. بل أقوى.