بهاء الدين مسعود يكتب :
*لا فكاك*
في منتصف تسعينات القرن الماضي وعندما تحالف التجمع الوطني الديمقراطي مع جون قرنق وتم تأليب كل دول الجوار علي المشاركة في الحرب ضد الجيش السوداني يومها خرج السيد محمد عثمان الميرغني بصفته رئيسا للتجمع مخاطبا الرئيس عمر البشير في كلمات مقتضبات معبرات عن ثقة التجمع والحركة الشعبية ودول الجوار المشاركة في الحرب ومن خلفهم أمريكا وأوروبا وإسرائيل ان النصر أوشك او قاب قوسين او ادني . قال السيد محمد عثمان الميرغي لعمر البشير .. لا فكاك اكتمل الحصار سلم تسلم ولكن بشجاعة الفرسان وصمود الرجال وبعون الله انتصر الجيش السوداني والمجاهدين انتصارا ساحقا وعادت قوات المتمردين تجرجر اذيال الخيبة والهزيمة وتلعق جراحها المثخنة والنازفة
ما اشبه الليلة بالبارحة في ١٥ أبريل خرج المتمرد حميدتي وهو واثق من النصر ليصرح للإعلام ما من سبيل للبرهان سوي التسليم او القتل (لا فكاك اكتمل الحصار سلم تسلم ) ولكن علي الباغي تدور الدوائر بعد أن كان مزهوا فخورا بقواته وعتاده والدعم الذي يصب عليه صبا ودون حساب من الدوائر الخارجية والاستخبارات العالمية أصبح الان مطاردا خائفا يترقب ولا يجرؤ علي الظهور علنا وإنما يخاطب جنوده والعالم من وراء جدر .
والبرهان الذي كان محاصرا في مساحة لاتتعدي كيلو متر مربع علي مدار عدة شهور الان يتجول في مواقع وجبهات القتال ويخاطب جنوده كفاحا وعلي الهواء مباشرة
سبحان مغير الاحوال من حال إلى حال المعز المذل
الان جاري الاطباق علي العاصمة من كل الجهات وحصار محكم يجري الاعداد له وخلال الايام القادمة سيتم اكتساح الخرطوم وبنصر الله فاليفرح المؤمنين
حميدتي( لافكاك اكتمل الحصار سلم تسلم )
بهاء الدين مسعود
