ضل الحراز علي منصور حسب الله يكتب : *مساندة جماهير محلية الطينة للقوات المسلحة ورفضها لمؤتمر نيروبي*
ضل الحراز
علي منصور حسب الله يكتب :
*مساندة جماهير محلية الطينة للقوات المسلحة ورفضها لمؤتمر نيروبي*
شهدت اليوم محلية الطينة بولاية شمال دارفور حدثًا بارزًا تمثل في خروج جماهيرها في مسيرات حاشدة، تعبيرًا عن دعمهم الكامل للقوات المسلحة والقوات المشتركة، وتأكيدًا على التزامهم بالوقوف مع قيادة الدولة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
تُعد الطينة من أهم المناطق الحدودية في السودان، حيث يقع معبر الطينة الحدودي، الذي يُعتبر واحدًا من أهم المعابر البرية، ويفصلها عن الحدود الشرقية لجمهورية تشاد ويمر عبرها وادي موسمي يُعرف محليًا بـوادي أب سون، الذي تتناغم ثورته الموسمية مع تاريخ المنطقة النضالي. على جانبي هذا الوادي، تطل الطينة بمبانيها المميزة المصنوعة من الحجر والطين، شاهدة على ماضٍ عريق وحاضرٍ ممتد.
لطالما ارتبطت الطينة بتاريخ طويل من المقاومة والنضال، حيث خاض أبناؤها معارك شرسة ضد المستعمرين الإنجليز في السودان، والفرنسيين في تشاد، مما أدى إلى تقسيمها بين الدولتين بموجب الاتفاقية الفرنسية-البريطانية الموقعة في مطلع عام 1914. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الطينة تحمل هوية مزدوجة تجمع بين شعبين وأرض واحدة، تعكس ترابطًا حضاريًا عميقًا.
وفي هذه المسيرات الحاشدة، انطلقت الهتافات من مختلف المناطق التابعة للطينة، حيث شارك أهالي من أحياء الطينة مثل
طونا جقربا
طونا توقيي
طونا أب سون
تامتي هنو مرة
وغيرها كلهم عبروا عن موقف موحد، مجددين ولاءهم للوطن، ومؤكدين وقوفهم مع القوات المسلحة والقوات المشتركة كحامي للأرض والعرض.
أكدت الجماهير خلال المسيرات أن القوات المسلحة السودانية هي العمود الفقري لاستقرار البلاد، فهي التي تقف سدًا منيعًا في وجه التهديدات الأمنية، وتحمي حدود الوطن، وتتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار. وفي ظل الأوضاع السياسية المعقدة، أصبح دعم هذه القوات واجبًا وطنيًا لا يقبل التهاون.
كما لم ينسَ أهالي الطينة الإشادة بـ القوات المشتركة والمستنفرين، الذين يسهمون في حفظ الأمن وتعزيز السلم الأهلي، خاصة في المناطق التي تواجه توترات أمنية متكررة. هؤلاء الجنود والمجاهدون يمثلون خط الدفاع الأول عن استقرار المجتمعات المحلية، ويستحقون كل التأييد والمساندة من المواطنين.
أما فيما يتعلق بـ مؤتمر نيروبي، فقد عبرت جماهير الطينة عن رفضها القاطع لمخرجاته، معتبرة أنها تمثل تهديدًا لمصالح السودان، وتمس سيادته الوطنية. يرى المواطنون أن مثل هذه المؤتمرات غالبًا ما تكون أداة لتمرير أجندات خارجية تهدف إلى تقسيم البلاد وزعزعة استقرارها. إن رفض مخرجات هذا المؤتمر لا يعني فقط رفض محتواه، بل هو أيضًا رسالة قوية بأن الشعب السوداني لن يقبل بأي حلول أو تسويات تمس سيادته، أو تتعارض مع تطلعاته الوطنية.
إن هذا الحراك الشعبي العفوي في الطينة يؤكد الدعم القوي لقيادة الدولة الحالية، حيث يرى المواطنون أن هذه القيادة هي الضامن الأساسي لحماية وحدة البلاد والحفاظ على استقرارها. وفي ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه السودان، فإن هذا الدعم الجماهيري يعزز من موقف الدولة في الساحة الإقليمية والدولية، ويؤكد أن الشعب يقف صفًا واحدًا خلف قيادته الشرعية.
إن ما شهدته محلية الطينة من مسيرات حاشدة ليس مجرد حدث عابر، بل هو تجسيد حقيقي للحس الوطني والتلاحم الشعبي حول القضايا المصيرية. هذه الوقفات ليست فقط دعمًا معنويًا للقوات المسلحة وقيادة الدولة، بل هي أيضًا رسالة واضحة لكل من يحاول المساس بسيادة السودان واستقراره.
خرجت الطينة اليوم لتقول للعالم: السودان باقٍ بوحدة أبنائه، وقواته المسلحة ستظل الحارس الأمين لأرضه، وأي محاولات للنيل من سيادته ستُقابل برفض قاطع من الشعب السوداني.