ياسر الفادني يكتب … *السماء تبكي.. والوطن يودّع أبطاله*
ياسر الفادني يكتب …
*السماء تبكي.. والوطن يودّع أبطاله*
في لحظة خاطفة، إنطفأت أنوار كانت تضيء سماء الوطن، واهتزت الأرض تحت وقع فاجعة أليمة، رحل فيها رجال عاهدوا الله والوطن، وصدقوا الوعد حتى آخر نفس، طائرة حملت على متنها قلوبًا لا تعرف الخوف، ونفوسًا لا تهاب المخاطر، لكنها لم تصل وجهتها، بل حلّقت أرواحهم إلى السماء، شهداء في سبيل الله والوطن.
إنه الفقد الجلل، حين يرحل الأبطال دون وداع، حين تسقط الطائرات، ولا تسقط عزائم الرجال، كل قطرة دم سالت في هذا الحادث الأليم ليست مجرد خسارة، بل وسام شرف على صدر الوطن، شهادة ناصعة بأن هناك من لا يزال مستعدًا للتضحية بكل شيء ليظل هذا الوطن شامخًا.
هؤلاء لم يكونوا مجرد أفراد، بل كانوا دروعًا تحمي هذا التراب، وأجنحة تحلّق باسم الوطنية الحقة، وقلوبًا تنبض بحب الوطن حتى اللحظة الأخيرة، لم يكن سقوطهم نهاية، بل بداية عهد جديد من التضحية، رسالة تُكتب بمداد الدم أن الوطن لا يُحفظ إلا بأرواح عشّاقه، وأن البطولة لا تُقاس بالعمر، بل بما يُقدَّم في سبيل الحق.
اليوم يبكي الوطن أبناءه، لكن دموعه ليست ضعفًا، بل وعدًا بأن تضحياتهم لن تذهب سدى، سيظل صدى أسمائهم يملأ الأرجاء، ستروي الأجيال قصصهم، وسنظل نحن على العهد، لا ننسى، لا نخون، ولا ننحني إلا لله.
رحمكم الله، وأسكنكم فسيح جناته.. أنتم خالدون في ذاكرة الأرض والسماء.