محمد التجاني عمر قش يكتب : *يا جبل حيدوب ما بهزك ريح!*
محمد التجاني عمر قش يكتب :
*يا جبل حيدوب ما بهزك ريح!*
أهل أب قبة فحل الديوم يقولون ” في الأبيض وما بتعرف ود أب صفية” وفي النهود يقولون “في النهود وما بتعرف جبل حيدوب” ذلك لأن أحد المعالم البارزة في حاضرة دار حمر هو جبل حيدوب الواقع على بعد أربع كيلومترات شرقي المدينة وإليه يخرج الناس للتنزه في فصل الخريف عندما تسوق “أم رويق” وتكتسي “فروة النمر” تلك الحلة السندسية الخضراء ويستبشر المزارعون خيراً بنجاح الفول الذي هو بمثابة العمود الفقري لاقتصاد المنطقة بعد الضأن الحمري الذي يعرف بالسواكني في منطقة الخليج.
وكما هو معلوم فإن دار حمر تعرف عند أهلها بفروة النمر لكونها تضم مكونات من مختلف أعراق ومناطق السودان وهي لذلك تعد سوداناً مصغراً حيث امتزجت دماء السودانيين عبر التعايش وتبادل المصالح والمنافع على مر السنين حتى أن جميع سكان الدار صاروا يعرفون بالحمر، سيما وأن بعض زعامات الإدارة الأهلية هي في الواقع من قبائل شتى، ولكنها تخضع لقيادة ونظارة شيخ العرب عبد القادر منعم منصور الذي ثبت في مقر نظارته بعد أن اجتاحته جحافل المليشيا الباغية وعاثت فساداً في النهود بالقتل والنهب والفوضى والدمار المتعمد!
وبإذن الله لن تستقر تلك المليشيا في النهود إلا أياما معدودة؛ لأن قواتنا المسلحة والقوات المساندة تعد العدة والخطط العسكرية الآن لإخراجهم منها أذلاء تطاردهم لعنات المظلومين، وهم يجرجرون أذيال الهزيمة والخيبة مذمومين مدحورين. وسوف تخرج حسان النهود يستقبلن الجيش السوداني الباسل والقوات المشتركة والمستنفرين بالزغاريد وأهازيج الفرح حين يتنفسن الصعداء بعد زوال تلك الكربة التي جثمت على المدنية بدخول المليشيا إليها.
قواتنا الآن تزحف نحو هدفها بكل قوة واقتدار، وغدا تأتلق النهود وتكون جذلة بقدوم أبطال القوات المسلحة والقوات المساندة لها ويفرح الناس وتعج المدينة بذات الحركة الدؤوبة في أسواقها ومدارسها وجامعتها ويرفع الأذان أن حي على الصلاة والجهاد دفاعا عن العقيدة والوطن والعرض. وسيرقص الصغار والكبار على إيقاع الجراري والهسيس وحق لهم ذلك بعد زوال الشدة العابرة التي ألمت بهم “تراه بتتعدي يا العترة العدلتي مشينا” وما النصر إلا من عند الله. وحتى تكتمل البهجة نتوقع حسم التمرد تماما حتى تعود درة كردفان الرائعة من أم روابة وبارا والنهود والأبيض وبقية مدن وقرى الغرة آمنة مستقرة وخالية من المليشيا والمرتزقة والعملاء.
وباختصار نتوقع أن يتلقى العدو الغاشم ضربة قاصمة تكسر شوكته وتفقده الأمل في محاولة دخول أية مدينة أو قرية أخرى بعد هلاك رأس الشر المدعو السافنا قائدهم إلى سقر. وإذا استمرت العمليات العسكرية بذات الوتيرة والنمط الذي شهدناه في أم صميمة والخوي نتوقع أن تكون النهود ومن بعدها الضعين ونيالا وحتى الفاشر تحت قبضة الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين في غضون الأيام القليلة القادمة؛ خصوصا بعد انهيار المليشيات في منطقة صالحة جنوب أم درمان.
وبإذن الله تعالى بحلول فصل الخريف سيكون السودان قد تعافى من آثار الحرب التي فرضتها قوى الشر على شعبنا الأبي وسنكون قد كسبنا معركة الكرامة وسيغسل المطر أرض الوطن وينظفها من رجس العمالة والارتزاق إلى الأبد ومن ثم تبدأ عملية إعادة البناء والتعمير حتى يتبوأ السودان مكانته المرجوة بين الأمم قريباً.
وطالما أن حيدوب يرمز لثبات النهود فإنها ستظل عصية على قوى البغي والعدوان ويا جبل ما تهزك ريح.