حديث السبت / كتب يوسف عبدالمنان ■ *ماذا يحدث في نيالا الآن؟!!* ■ *الحصاد المر ودولة العطاوة..* ■ *جنرال المقاومة الشعبية بالخرطوم في زيارة خارجية امتدت لسبعة شهور!!*
حديث السبت /
كتب يوسف عبدالمنان
■ *ماذا يحدث في نيالا الآن؟!!*
■ *الحصاد المر ودولة العطاوة..*
■ *جنرال المقاومة الشعبية بالخرطوم في زيارة خارجية امتدت لسبعة شهور!!*
1️⃣
دفعني الأخ البروفيسور عبدالله علي إبراهيم، لتناول مايحدث الآن في نيالا؟
وعبدالله كاتب بعين ثالثة، ورئة رابعة، مشبعاً بالإبداع، وقد رفد المكتبة السودانيه بأكثر من عشرين كتاباً، وذلك ماعجز عنه كثيرون في بلادي، ولايزال عطاء عبدالله اليومي يتدفق في نهر المعرفة، بمقالات عميقة، فلم تعتريه بعد أمراض الإعلام الجديد، الذي يمثل مسخاً مشوهاً، ولغته تنحدر بثقافة القارئ وبعين المثقف. نظر البروفيسور لما يجري في نيالا، وأحسن الظن بكاتب مقال السبت هذا درياته بما يحدث في نيالا، التي تمثل ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في السودان بعد الخرطوم، وتعتبر نيالا مدينة حديثة من حيث المولد في دارفور مقارنة بالفاشر والجنينه وكتم، وتختلف الروايات عن سكان نيالا الأوائل هل هي حاكورة لعرب البنى هلبه ام حاكورة لقبيلة خزام التي تعرضت لإبادة جماعيه منذ مئات السنين على يد ذات هؤلاء الجنجويد وتحالف الأشرار، الذي أباد سلطنتهم في منطقه نهر الجنيك شمال كتم، وهناك من يقول ان نيالا تمثل حاضرة لقبيلة الفور، وآخرون يقولون إنها عاصمة للداجو، ولكن نيالا كانت مدينة تجارية تضج بالحياة وتنبض بجمال الطبيعة، تغشاها في اليوم الواحد ثلاثة سفريات لشركات طيران تستخدم طائرات
wide body aircraft.
بسعة أربعمائة راكب، ويتلقي الخدمات والعلاج في مستشفياتها مرضى قادمين من تشاد وأفريقيا الوسطى، وبها أكبر كتلة نقدية في البلاد بعد الخرطوم، وكهرباء طوال ساعات اليوم، حتى غشيها ماغشيها من أعراض أمراض الجنجويد، وبعبقرية بعض الوالغين الآن في دماء أهل السودان تم تقسيم نيالا إلى محليه نيالا، ومحلية نيالا شمال، امعاناً في الفرز العرقي، وتمييز من جاء من البدو وسكنوا أرضا غير أرضهم، وشمال نيالا نبتت من الأرض نبتةً حراماً، أطلق عليها زيفاً ام القرى.
اندلعت الحرب وسقطت الفرقة السادسة عشر وال أمر نيالا أرضاً وسكاناً إلى المليشيا، التي طردت وسحلت وقتلت السكان على الهوية العرقية. والجنجويد عندهم كل المجموعات السكانية من غير العرب لايستحقون الحياة ويطلقون عيهم ازدراءً واحتقاراً: (الامبايات) ولكن العنصرية والقبلية لاتعرف الحدود، والآن تتجرع نيالا من صديد العنصرية، وتئن تحت وطأة القبلية.
2️⃣
سعي حميدتي لتأسيس دولة العطاوة، وسانده بعض فلول حزب البعث داخل الدعم السريع، الذين زينوا للرجل وأقنعوه بأن السودان قد ضعف ووهن، وظن الرجل أن دولة العطاوة قاب قوسين أو أدني، فلم لاتستنكف مشيخات الخليج قيامها على أنقاض السودان القديم، وفي مقالات جهيرة نشرتها صحيفة الكرامة، وما قبل الكرامة كشفنا غطاء مشروع دولة العطاوة، فأوضحنا من هم دعاته، ومن هم رعاته، وكيف خصص حميدتي دارا للعطاوة في قلب الخرطوم قبالة القيادة العامة للجيش، لايدخلها الا من يمتد نسله إلى جدهم عطية، الذي لايسمون والده كما قال الأستاذ علي محمود عبدالرسول. وعطية هذا الذي ذكروه ينتسب إليه ثلاثة مجموعات قبيلة، من جملة أكثر من خمسمائة قبيلة في السودان، والقبائل الثلاثة التي يزعمون أن جدها عطيه هي الرزيقات باعتبارهم ملاك المشروع الأصليين وأبناء عمومتهم المسيرية في المرتبة الثانيه والحوازمة في المرتبة الثالثة. ومادونهم مجرد عمال ويتم استنفارهم للقتال مقابل إطلاق أياديهم للكسب بنهب المال الحرام !! الذي عند العطاوة حلال!! يعتبرونه ( فئ) وغنائم حرب، ومن أجل إرضاء ام قرون نهبت بيوت، وتيتم أطفال، وترملت نساء، والان تحصد نيالا المر وتشرب من كاسٍ مزاجه جحيماً منذ أن أحكمت المليشيا سيطرتها على نيالا، وجاءت بشخصيات مسخاً مشوهاً من أسفل قاع المجتمع ونصبتهم إدارة مدينة، على أنقاض مدينة هجرها أهلها ونعق بومها في واديها.
ظلت نيالا مدينة السجن الكبير، إذ نقلت المليشيا آلاف المعتقلين من شباب وشيوخ من كل أنحاء السودان، وكل قبائله، فاضت بهم سجون نيالا واتخذت المليشيا المدراس والمستشفيات مراكز للاعتقال، وما أن ارخي الليل سدوله على المدينة التي كانت مولعة بصهرها عركي، وبنتها عفاف الصادق حمد النيل، وحفية بعمر احساس، قد أصبحت مدينة الصراخ والتوجع لمن في المعتقلات القميئة، التي اكتظت بأشرف أبناء وعلماء الطب والفقه والإدارة والهندسة، يفطرون بسياط الجلادين ويمسون تحت رحمة من قلوبهم منزوعة الرحمة، وإذا كانت نيالا اليوم هي السجن الكبير في الوطن الوسيع، فإنها تمثل المثال لدولة العطاوة التي يحلم بها العنصريون من هؤلاء( الاشاوس).
قلنا دولة العطاوة لحمها وعظمها القبائل الثلاثة، أما بقية مكونات غرب السودان من القبائل العربية الأخري فإنهم كغيرهم يتجرعون اليوم سماً قاتلاً، وقد هلك المئات من أبناء قبيلة البنى هلبة التي لاتنتمي لعطية، وبالتالي حقوقها ثانويه، وكذلك التعايشة والفلاته، والقمر والهبانية وآخرين.
والاسبوع الماضي أقدمت قوات النخبة من الرزيقات الماهرية، وهؤلاء يمثلون الصفوة في الدولة القريشية الجديدة، يقودون الدعم السريع، ويمسكون بمفاصل المخابرات، ولجنة مايسمى بمحاربة الظواهر السالبة، التي ألقت الأسبوع الماضي القبض على ضابط في الدعم السريع برتبة لواء خلا، واوسعته ضرباً وتعذيباً وحلقوا شعر رأسه، وبثوا بذلك شريط قمئ، ولاحقوه بألفاظ بذيئة بحق قبيلة الفلاته، التي حاربت مع ال دقلو في كل معاركهم !! وليت الأمر انتهى بالفلاته والتعايشه والقمر الذين انقادوا للسادة العطاوة بلا وعي، ولكن طغيان ال دقلو وعشيرتهم الماهرية بلغ بهم حد الإسراف في قتل السجناء، فطال القتل الأمير عبدالمنعم موسى الشوين، مات في الفوله وهو أمير وناظر المسيرية الفلايته (بالغلب) والحسرة والأسى على ابنه الذي اعتقلته المليشيا من الفوله وحملته على ظهر عربة تاتشر معصوب العينين حتى نيالا وبعد شهرين من الضرب والإهانة والجوع والحرمان من الدواء مات موسى عبدالمنعم الشوين، ومات من بعده الشهيد عبدالرحمن سالم من أبناء المسيرية كان وزيرا بغرب دارفور، واعتقلته المليشيا وهناك تعرض للتعذيب الشديد والضرب بالسياط حتى كاد أن يفقد روحة أكثر من مرة وعندما أيقن قائد سجون ومعتقلات المليشيا حريكة موسى بأن عبدالرحمن سالم بات أقرب للموت من الحياة أطلق سراحه ليموت قبل وصوله الفوله أو المجلد. واختطفت المليشيا الشيخ شيبون الضوي وهو امين الحركة الاسلاميه في غرب كردفان لسنوات خلت ورئيس لشوري المؤتمر الوطني لسنوات وهو من رشح المقدم القرشي الذي يشرف على الاعتقالات الآن لمنصب المحافظ، ولكن لم يشفع تاريخ الرجل وسنه ولا قبيلته التي تقاتل حتى الآن من أجل مشروع ال دقلو والان يقبع شيبون في السجون بنيالا، كما يقبع المئات من أبناء المسيرية والحوازمة، شركاء الدولة العطوية. اما مادون ذلك فهم الاف من أبناء السودان ولو كانت لحكومتنا لسان يعبر عنها لمطالبة منظمات حقوق الإنسان بزيارة معتقلات الدعم السريع في نيالا، حيث تنتهك الإنسانية، ويداس على الأخلاق. وبعد كل ذلك يعتبر البعض نيالا هي يثرب دولة العطاوة التي تستحق أن يغشاها الناس عشية وضحاها
3️⃣
منذ السابع من يناير الماضي خرج الجنرال المتقاعد نصرالدين عوض الكريم رئيس المقاومة الشعبية بولاية الخرطوم ومعه ثلاثة من قيادات المقاومة الخرطوميه في مامورية وتكليف من الفريق البرهان كما قال الجنرال ولم يعود الجنرال حتى اليوم وفي الأسبوع الماضي عاد امين مال المقاومة الشعبية من القاهرة وراجت أحاديث كثيرة في مجالس مدينة الخرطوم وتعددت الروايات عن مامورية السبعة أشهر ولكن حتى لانظلم الرجل الذي بلغ من الكبر عتيا ورفعه البشير في سنوات حكمه إلى مرتبة الأمين العام لوزارة الدفاع وإسند إليه البرهان يوم ميلاد المقاومة الشعبية مهمة كبيرة في ولاية مهمة هي الخرطوم. اتصلت على الرجل هاتفيا وسألته عن غيابه وهل فعلا خرج دون عودة وفي عهدته أموال ملياريه نفى الرجل أن يكون في ذمته مالا وأنه بتكليف من الفريق البرهان لمهمة رسميه وبرفقته الفريق حقوقي منير هجو، وأمين مال المقاومة الشعبية غادر إلى القاهرة لجمع المال لصالح المقاومة الشعبية من رأسمال سوداني في القاهرة إضافة إلى لقاء مسؤولين في الحكومة المصريه بعلم وترتيب السفير عماد عدوى وقال (انت جاي تحسابني) قلت له لا ياسعادة الفريق ولكن احتراما وتقديرا لك ومن أجل الحقيقة وحدها سألتك عن ماموريه امتدت لسبعة أشهر وهل طوال هذه الأشهر تتحمل حكومة السودان نثريه وبدل ماموريه الجنرال نصرالدين؛؟ وكيف لرجل يفترض أن ينهض بمهمة الإسناد المدني لولايه الخرطوم باستنفار الأطباء للعمل تطوعا في المستشفيات واستنفار المهندسين وخريجي كليات الهندسة لمساعدة شركات الكهرباء في الصيانه والتأهيل وإزالة مخالفات (الجبايات) وحشد القوى الشعبية لمساعدة ولايه الخرطوم؟ وماهو المردود المالي الذي جاء امين مال المقاومة الشعبية يحمله في حقائبه وحسابات المصرفية لدعم ولايه الخرطوم؟ ام هي ماموريه صفريه المردود زعم قادة المقاومة الشعبية في الخرطوم انها ثمرة لتوجيهات البرهان الذي لو بعث موظفا لمامورية تمتد لسبعة أشهر فإنه يصبح مبددا للمال العام من غير مكانه، وإذا كان الجنرال نصرالدين يمكث في القاهرة لسبعة أشهر دون أن يسأله أحدا وهو يصرف نثرياته وراتبه من خزانة جبريل إبراهيم الخاوية من الجنيه والدولار فإن هذه الدولة تصبح (هامله) في غياب الرقابة الرسميه وفي غياب الرقابة الشعبية، وإذا كان العمل يمضي دون يتأثر بغياب الجنرال نصرالدين لمدة سبعة أشهر فإن هذا الجنرال يجب إعفائه اليوم قبل الغد؛ والسؤال ماذا يفعل والي الخرطوم الذي نظريا واسميا هو من أصدر قرار تعين الفريق نصرالدين عوض الكريم في هذا المنصب، ولكن الوالي يقيني انه لايعرف هذا الجنرال ولكن هناك جهات عليا هي من اوعزت إليه بتعينه، ولايملك الوالي الآن سلطة إعفاء الجنرال الغائب لسبعة أشهر من موقعه المرموق، وهكذا تقتل المقاومة الشعبية خوفاً منها وارضاءً للقحاته، ومن وراء القحاته العدو يتربص بالسودان، ويحشد قواته في كرب التوم ويعلن جهرا عن خطته لاجتياح الشماليه، وحتى ام درمان التي خرج منها الجنجويد يتجرجرون ارجلهم بعد سحقهم في ام بده الصالحة فإن المليشيا تتمركز الآن على بعد مائة كيلو مترا من سوق ليبيا في رهيد النوبه، ووادي المخنزر وابوجداد، وهذا الوجود يشكل تهديدا لامن المواطنين في ام درمان مما يتطلب حشد المستنفرين لسد الثغور ومساعدة الشرطة للقضاء على تسعة طويلة، ولن يتأتى ذلك وجنرالات المقاومة الشعبية يقيمون في القاهرة لسبعة أشهر بذريعة حشد الدعم ولقاء المسؤلين المصريين بينما المطلوب يعلمه الوالي أحمد عثمان حمزه الذي يعمل كجنرال بالا جيش الا الطيب سعد الدين وصديق فريني !!
✒️يوسف عبد المنان.
السبت 12يونيو 2025م