منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*دار تنتج نورًا.. فهل نُبقيها في الظلام؟*  بقلم د.إسماعيل الحكيم..

0

*دار تنتج نورًا.. فهل نُبقيها في الظلام؟*

 

بقلم د.إسماعيل الحكيم..

 

*Elhakeem.1973@gmail.com*
تتوسط قلب الخرطوم، وعلى تراب السودان الذي لطالما أنجب حملَة القرآن وحماته، تنبعث من جديد همّةٌ تُعيد الأمل إلى صرحٍ كان وما يزال منارةً للقرآن الكريم في القارة السمراء.. إنها دار مصحف إفريقيا، التي بدأت استعادة أنفاسها بعد توقفٍ دام أكثر من عامين، بسبب ظروف الحرب وما رافقها من دمار وتخريب وسرقة وتعطيل.
دار مصحف إفريقيا لم تكن مطبعة فحسب ، بل هي وقفٌ قرآنيٌّ عالمي لطباعة أشرف كتاب القرآنالكريم. ، تأسست عام 1994م (1415هـ)، وافتُتحت رسميًا في يوليو 2001م، لتحمل على عاتقها أعظم مهمة وأشرف مقصد وأنبل هدف ألا وهو طباعة المصحف الشريف برواياته المتعددة (حفص، ورش، قالون، الدوري)، وتوزيعه في أصقاع إفريقيا وآسيا، حيث الحاجة الماسّة والقلوب متلهفة لكلام الله ، وحيث الجهل والفقر لا يترك بابًا إلا طرقه، سوى باب القرآن.
لقد فاق إنتاج الدار 8 ملايين نسخة من المصحف الشريف، وزعتها على أكثر من 57 دولة، وكان للدار دورٌ محوري في كبح حملات التنصير، وفي ترسيخ العقيدة الإسلامية في القرى البعيدة والمناطق المهمّشة، بلغة أهلها ولهجاتهم. عملٌ وقفيٌّ خالص، لا يبتغي ربحًا، ولا يُقيم وزناً للتجارة، بل يقوم على عطاء الواقفين والمساهمين والخيرين من كل أنحاء العالم.
لكن الحرب لا ترحم وفي عام 2023م، توقفت ماكينات الطباعة، وساد السكون أروقة الدار، بعدما تُركت الماكينات بلا كهرباء ولا صيانة، وامتدت إليها يد التخريب سرقة وتخريباً ، فكان من أخطر ما واجهته الدار سرقة المحولات الكهربائية الخاصة بها ما جعل إعادة التشغيل اليوم مهمة شاقة، لكنها ليست مستحيلة.
ورغم ذلك، تشهد الدار هذه الأيام نشاطًا محمومًا وحراكاً جاداً لإعادة تشغيل خطوط الإنتاج وعودة أنفاس القرآن الكريم ، وسط عزيمة لا تلين من إدارتها والعاملين فيها، وإصرارٍ على أن تعود هذه المؤسسة القرآنية العظيمة إلى دورها الريادي حيث البركة والهداية والسكينة .
• نداء إلى الخيرين.. وإلى من بأيديهم القرار
نخاطب في هذا المقال قلوب الخيرين، وأصحاب الوقف، وولاة الأمر، وعلى رأسهم والي ولاية الخرطوم الهمام ، ونُحمّل الرسالة بكل صدق ووضوح إلى إدارة الكهرباء ووزارة الطاقة .. هذه ليست مؤسسة عادية ، إنها تنتج القرآن الكريم، كلام الله تعالى وكفى.
– أيعجزنا اليوم – ونحن نعلم عِظم الأجر والمثوبة أن نُعيد التيار الكهربائي لمكانٍ يُطبع فيه كتاب الله؟
– أيعجزنا أن نُوقف نزيف هذا التوقف الذي حرم آلاف المسلمين من المصحف بلغاتهم ولهجاتهم؟
القرآن الذي يُطبع في هذه الدار يصل إلى صدور تحفظه، وقلوب تطمئن به، ومجتمعات تُبنى على هديه. وكل نسخة من المصحف تُطبع هناك، هي سهم في صدقة جارية لا تنقطع وأثر باق ٍ بالنفع ، وركيزة في حرب الجهل، ورسالة في وجه الظلام.
يا أهل السودان، يا من في قلوبكم القرآن، ويا من تنتمون لخير أمة (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه).. هذه فرصتكم، وهذه مسؤوليتكم.
أعيدوا النور إلى دار مصحف إفريقيا.. لتُعيد هي بدورها النور إلى القلوب بإذن الله ..وثقتي أنكم فاعلون .. حكومة وشعباً ..فأروا الله من أنفسكم خيرًا..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.