منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *رد على زهير السراج …لا، ليست “مسرحية”… بل مؤامرة إماراتية وموقف مصري شريف*

0

كوداويات
✍️ محمد بلال كوداوي

 

*رد على زهير السراج …لا، ليست “مسرحية”… بل مؤامرة إماراتية وموقف مصري شريف*

كوداويات

 

في مقاله المنشور يوم السبت 2 أغسطس 2025 والمعنون بـ”المسرحية المصرية الإماراتية في السودان” يحاول الكاتب زهير السراج أن يُلبس الحق بالباطل ويشوّه الحقائق الواضحة بعبارات إنشائية يخلط فيها بين التحليل السياسي والموقف الأيديولوجي فيصف العلاقة بين مصر والإمارات وكأنها مؤامرة مدروسة لتقاسم السودان والهيمنة عليه متغافلًا عن الفوارق الجوهرية في مواقف الدولتين ومتناسيًا الدور الإماراتي الفعلي في تغذية الحرب مقابل دور مصري واضح ومسؤول في دعم وحدة السودان ومؤسساته الوطنية.

*مصر موقف ثابت لا يتزحزح*
مصر التي تربطها بالسودان وشائج الدم والتاريخ والمصير لم تتعامل يومًا مع الأزمة السودانية كفرصة نفوذ أو مكسب جغرافي أو اقتصادي. بل تعاملت معها – منذ اندلاعها – باعتبارها خطرًا داهمًا على أمن الإقليم كله وعلى بقاء الدولة السودانية ذاتها.

كان الموقف المصري واضحًا من البداية *الجيش السوداني هو عماد الدولة وبوابة أمن السودان، ولا يمكن – بأي منطق أو أعراف – مساواته بمليشيا متمردة تشن حربًا على العاصمة وتقتل المدنيين وتستعين بمرتزقة أجانب وتنهب الممتلكات العامة والخاصة وتحتضن قوى مدنية لا تبحث عن الديمقراطية بل عن موطئ قدم في سلطة مفككة.*

رفضت القاهرة منذ البداية – وعلى لسان مسؤوليها – أي محاولة لتصوير الصراع وكأنه بين “طرفين متكافئين”، واعتبرت هذه المحاولة استهدافًا مباشرًا للجيش كمؤسسة قومية عريقة ،،،وتهيئة لحلول كارثية تُفكك الدولة وتُشرعن للمليشيات المسلحة.

ولم تكتف مصر بالموقف الدبلوماسي بل فتحت أراضيها لمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين وقدّمت مساعدات طبية وإنسانية ودعمت الحلول السياسية الواقعية التي تحترم سيادة السودان وتعيد بناء مؤسساته بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية أو مساومات مليشياوية.

*الإمارات سلاح وذهب ومليشيا*
في المقابل تتجاهل مقالة السراج – عمدًا أو تواطؤًا – الدور الخطير الذي لعبته أبوظبي في تغذية الصراع من خلال الدعم العسكري واللوجستي السخي لقوات الدعم السريع وتسهيل حصولها على المسيّرات والأسلحة المتطورة وتمويل عملياتها عبر عائدات الذهب السوداني الذي يُهرّب من مناطق النزاع إلى الأسواق الإماراتية دون حسيب أو رقيب.

تقارير موثوقة صادرة عن الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش وCNN وثّقت هذا الدعم مرارًا وأشارت إلى أن أبوظبي أصبحت المنفذ الرئيسي الذي تتغذى منه المليشيا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

ولم تكتف الإمارات بهذا الدور التخريبي بل عملت على إعادة تأهيل الحاضنة السياسية للمليشيا من بعض القوى المدنية المترهلة ودفعت بها إلى منصات التفاوض في جدة وواشنطن في محاولة لتكريس واقع مشوّه يُساوي بين “الدولة” و”المليشيا”. ويمنح الانقلابيين الجدد غطاءً سياسيًا دوليًا بعد أن فقدوا أي مشروعية أخلاقية أو شعبية.

*لا “مسرحية” بل مخطط إماراتي – غربي لتعطيل السودان*
وما يُروّج له في الإعلام عن “خلاف” بين القاهرة وأبوظبي ليس مسرحية كما يدعي السراج بل دليل على تباين جوهري في الرؤية والمبدأ:
• مصر ترى السودان دولة ينبغي الحفاظ على مؤسساتها الوطنية.
• الإمارات ترى السودان ساحة مفتوحة للنفوذ والصفقات، تبدأ بالذهب وتنتهي بالموانئ والسواحل والمليشيات.

ثم إن من يسأل لماذا تدعم الإمارات مليشيا متمردة عليه أن يسأل أيضًا: لماذا تسكت عن عمليات التطهير العرقي والنهب الممنهج؟ لماذا تدعم مشروعًا يُغرق السودان في فوضى شاملة؟ ولمصلحة من يُستهدف الجيش السوداني بهذه الضراوة؟ ومن المستفيد من تمزيق النسيج الوطني لصالح حكم المرتزقة؟

السودان لا يحتاج لمن يكتب له مقالات تثير العواطف أو تنفخ في نار الفتنة بل يحتاج إلى من يقف معه في محنته… ومن وقف معه فعلًا هي مصر لا الإمارات.
مصر التي رأت في الجيش السوداني صمام أمان لا عقبة في طريق الحكم المدني.
مصر التي لم تسلّح مليشيا ولم تستضف قادة الفوضى ولم تنهب ذهب السودان ولا ثرواته.

أما “المسرحية” الحقيقية فهي ما تكتبه بعض الأقلام المأجورة لتلميع أطراف الخراب وشيطنة كل من يرفض المشروع الانقلابي الجديد.

إن واجبنا اليوم أن نُسمي الأمور بمسمياتها:
• الإمارات تُغذي الحرب بالسلاح والدعم السياسي.
• مصر تسعى لحل واقعي يحفظ ما تبقى من الدولة.
• والشعب السوداني هو الضحية الأولى والأخيرة لمشاريع الهيمنة والوصاية سواء كانت بثياب مدنية أو عسكرية محلية أو إقليمية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.