*الولاية الشمالية ثروات تُنهب ومواطن يُسحق.. إلى متى هذا الصمت؟* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي
*الولاية الشمالية ثروات تُنهب ومواطن يُسحق.. إلى متى هذا الصمت؟*
كوداويات
✍️ محمد بلال كوداوي
في مشهد يعكس عمق المأساة التي يعيشها المواطن السوداني في الولاية الشمالية، أصدرت محلية دنقلا قرارًا مثيرًا للجدل يقضي ببيع خمس رغيفات من الخبز بمبلغ ألف جنيه، دون حتى تحديد لوزن الرغيف في خطوة وُصفت بأنها استهتار صارخ بحقوق المواطن وتجسيدٌ لسياسات الإفقار الممنهج.
تأتي هذه الزيادة المؤلمة بالتزامن مع رفع أسعار أنبوبة الغاز والمحروقات في ولاية يُفترض أنها الأغنى بالموارد والأقل في الكثافة السكانية والأكثر وفرة في المياه والأراضي الزراعية فضلًا عن احتضانها واحدًا من أكبر مناجم الذهب في البلاد.
لكن المفارقة المؤلمة أن أغنى ولاية سودانية تُعد في ذات الوقت موطنًا لأفقر مواطن!
*غياب تام للخدمات وارتفاع خيالي في الأسعار*
• الطرق القومية، وعلى رأسها الطريق الرابط بين حلفا ودنقلا لا تزال مقطوعة منذ سنتين بسبب السيول ولم تُعالج حتى اللحظة رغم أنها شريان رئيسي يربط بين مناطق حيوية.
• القطاع الصحي في دنقلا شبه منهار حيث لا تتوفر المعدات ولا الكوادر والمستشفى التخصصي أشبه بمبنى مهجور بلا أدنى جاهزية.
• الإيجارات السكنية تشهد قفزات جنونية، حيث تفوق أسعار الشقق المفروشة في دنقلا أسعار شقق العاصمة المصرية ما يعكس اختلالًا فاضحًا في السياسات الاقتصادية والإدارية.
*أين الدولة؟ وأين العدالة؟*
تُعاني الولاية من ضعف حاد في البنية التحتية وشبه انعدام في فرص العمل مما يجعل المزارع البسيط أسيرًا لموسم زراعي واحد وإذا تعثر في السداد يُزجّ به في السجون بدلاً من دعمه أو تعويضه.
حتى الكهرباء لم تسلم من هذا العبث فقد كانت الولاية الشمالية الوحيدة التي قُطعت عنها الكهرباء لمدة 59 يومًا متتالية وعندما عادت تم جدولتها لـ 6 ساعات فقط في اليوم دون تحديد وقت ثابت مما زاد من معاناة المواطنين وضاعف من استيائهم.
مواطنو الولاية يطالبون بالإنصاف لا الامتياز
يطالب أبناء الولاية الشمالية – وخاصة دنقلا – بتدخل عاجل من الحكومة المركزية وبمراجعة جادة للسياسات المحلية والحد من الجبايات التي لا يقابلها أي خدمات تُذكر.
ويؤكد أهالي المنطقة أن الصمت لم يعد خيارًا وأنهم يتطلعون إلى عدالة تنموية حقيقية توازي ما تذخر به ولايتهم من موارد بعيدًا عن الإهمال والتهميش الذي لازمهم لعقود.
“*كفى صمتًا.. كفى إهمالًا.. كفى موتًا ببطء في ولايةٍ وُلدت غنية وماتت مهمّشة*