*رباعية و قدها خماسي* عبدالسلام العقاب
*رباعية و قدها خماسي*
عبدالسلام العقاب
العنوان يشابه المثل السوداني
شملة كنيزة تلاتية و قدها رباعي و هو يفيد بعدم استطاعة تلك الشملة ان تغطي المطلوب تغطيته
و الكل يعلم كيف بدات الحرب التي أشعلها الدعم السريع وسارعت الامارات ان تكرس لسردية الطلقة الاولي و هي تتهم عن قصد و سوء نية القوات المسلحة بتلك البداية وهي سردية انقلبت كالسحر علي الساحر
امتصت القوات المسلحة صدمة الطلقة الاولي و كل التطورات معلومة و لاتحتاج لإعادتها
إلا ان الحفر بالابرة كان احد اركان العمل العسكري و أحد عوامل النصر المبين
و المدنيون بالطبع يستعجلون النتائج و يريدون الحفر باللودرات
إلا ان القوات المسلحة و مساندوها استطاعوا بطريقة الحفر بالابرة تحرير ولايات سنار و النيل الازرق و الجزيرة و الخرطوم و نفس الابرة الآن تحرر أجزاء” كبيرة من كردفان
والقوات المسلحة و المساندة لها الآن علي تخوم الفاشر ابو زكريا شنب الاسد
دخلت المعادلة العسكرية مرحلة جديدة بعد انخراط حركات الكفاح المسلح في القتال إلى جانب القوات المسلحة النظامية بعد أن كانت هذه الحركات محايدة و بعد ان قررت التخلي عن حيادها فقد أعطت بذلك زخماً جديداً للجيش في مواجهة المليشيات و مما عزز قدرته على استعادة زمام المبادرة وهذه حقيقة
واليوم لم يتبق في إقليم كردفان سوى بعض الجيوب التي تقاوم فيها المليشيا بينما تستعد القوات المسلحة لتحرير مدن دارفور الكبرى الجنينة ونيالا وعلي رأسها الفاشر التي تتعرض وحتي كتابة هذه السطور لابشع انواع الحصار و التجويع و القتل و الاختطاف و الإخفاء القسري الذي تمارسه مليشيا آل دقلو الارهابية
و في ظل هذا الزخم و الانتصارات العسكرية تبدو المليشيات في حالة تراجع واضح حيث تكافح للصمود أمام الضربات المتلاحقة للجيش السوداني المدعوم بحركات الكفاح المسلح و البراؤون والمستنفرون و القوات الخاصة و تبلي قوات درع السودان بلاء” منقطع النظير و هي تقدم الشهداء تلو الشهداء و يقسم قائدها كيكل بأغلظ الطلاق ان حدود قواته أم دافوق و للاسف الشديد وفي هذا الظرف الحرج من تاريخ بلادنا تحاول دولة الإمارات و بكل ما أوتيت من قوة أن تبث الروح في هذه المليشيات عبر تحركات دبلوماسية مكثفة فقد رتبت أبوظبي مع الولايات المتحدة عقد لقاء رباعي يضمها إلى جانب السعودية ومصر في محاولة لخلق مخرج سياسي قد يطيل أمد الصراع ويحقق لها مراميها
لكن هذه الخطوة واجهت انتكاسة مفاجئة عندما الغت واشنطن الاجتماع إلى موعد غير محدد في إشارة إلى وجود خلافات حول كيفية التعامل مع الأزمة السودانية و لعل الموقف القوي من جانب السعودية ومصر و بما لهما من ثقل إقليمي و عالمي أفشل مخطط الامارات و المليشيا وجموع القحاطة و الذين بنوا آمالهم و التي سبقوها بتكوين الحكومة الموازية او حكومة الفيس بوك كما اطلق عليها
وكانوا علي امل و رجاء من اجتماع الرباعية الاعتراف بها
و الإمارات التي تتعرض لانتقادات بسبب دعمها للمليشيات سعت مع حلفائها مثل جماعة تأسيس وآخرين تشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية الشرعية و ذلك قطعا سيهدد بتعقيد المشهد السياسي والعسكري و هذه الحكومة الموازية قد تم رفضها من الاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية ومن منظمة البحيرات العظمي بل حتي من الامم المتحدة
هذا في الوقت الذي يقترب فيه الجيش السوداني من تحقيق انتصارات حاسمة في دارفور وكردفان تظهر تلك التحديات السياسية والدبلوماسية كعقبة جديدة في طريق استعادة الاستقرار. فبينما تحاول الإمارات والجهات الداعمة للمليشيات إطالة أمد الحرب عبر مشاريع حكومة موازية يبقى السودان أمام امتحان مصيري إما تحقيق النصر العسكري الكامل واستعادة الدولة أو الوقوع في فخ التسويات السياسية الهشة التي قد تؤدي إلى تقسيم البلاد أو إضعافها وهذا ما ترفضه جموع الشعب السوداني الذي قدم فلذات أكباده لتحقيق تلك الانتصارات
ومع كل تقدم للجيش على الأرض تزداد محاولات بعض الأطراف الإقليمية والدولية للتدخل السافر في الشأن السوداني مما يجعل المعركة في السودان ليست معركة تحرير فحسب بل معركة إرادة بين قوى الشعب السوداني ومن يسعى لتمزيق وحدته.
وهذا ما يجب ان يفهمه القائد مني اركو مناوي أن الجيش لم يقنع بتحرير الخرطوم و الجزيرة و سنار ولكن شعاره
كل أجزائه لنا وطن
وبمثل الشعار
يا مغرور كل البلد دارفور و ارجو ان لا يفوت عليه و هو حاكم اقليم دارفور إن الاقليم جزء لا يتجزأ من القطر السوداني و الذي يرأسه الفريق البرهان
و ليعلم الجميع ان الجيش قد قال كلمته بعدم الاستسلام للضغوط مهما كان مصدرها و لقد رفع شعار
Never give up
عبدالسلام العقاب