*مشهد الكدمولات في دنقلا يعيد للأذهان ما جرى في الخرطوم قبيل الحرب.. والقلق يعمّ الشارع* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي
*مشهد الكدمولات في دنقلا يعيد للأذهان ما جرى في الخرطوم قبيل الحرب.. والقلق يعمّ الشارع*
كوداويات
✍️ محمد بلال كوداوي
رأيتُ بأم عيني لا من حكى لي.. رأيت قوات ترتدي الكدمولات تتجوّل في شوارع مدينة دنقلا تدخل المطاعم وتتجول في الأسواق وتتنقل بين المرافق العامة بشكل يثير في النفس شيئاً من القلق بل كثيراً من الريبة.
المشهد ليس عابراً إنه يعيد لذاكرتي ما حدث في الخرطوم قبل اندلاع الحرب ببضعة أشه نفس التمدد الصامت من الدعم السريع نفس اللباس الذي صار مرادفاً للغموض نفس الشعور الخفي بأنّ هناك شيئاً يُحاك في الخفاء.
*لماذا دنقلا؟ ولماذا الآن؟*
هنا يحقّ لنا أن نطرح الأسئلة، لا من باب الإثارة ولكن من باب المسؤولية تجاه مدينة نحبها وأهل نعتز بهم.
• لماذا تنتشر هذه القوات داخل دنقلا بهذا الشكل؟
• ما الذي جاء بها إلى هنا ولماذا في هذا التوقيت الحرج؟
• ما دورها الحقيقي؟ ولماذا يرتدون الكدمولات علناً في قلب مدينة مدنية؟
• أين أبناء دنقلا الذين تم استنفارهم؟ لماذا لم يكونوا في الواجهة إذا وُجد خطرٌ حقيقي؟
القلق بين المواطنين بات واضحاً.
التوجس يسري في الأحاديث اليومية .
والتحفّظ يعم الأجواء.
الكل يتذكّر كيف بدأت المأساة في الخرطوم بـ “وجود أمني مؤقت” للدعم السريع ثم تسارعت الأحداث حتى خرجت الأمور عن السيطرة.
*رسالة مفتوحة إلى سعادة والي الولاية الشمالية*
يا سعادة الوالي، هذه اللحظة لا تحتمل الصمت.
أنت المسؤول الأول – لا الإداري فقط – بل الأخلاقي والسياسي والوطني.
ما الذي يحدث في دنقلا؟ من الذي أذن بدخول هذه القوات؟ ما هدف وجودهم في مدينة لم تطلبهم بينما الفاشر تحترق وتستغيث؟! وهي أولى بوجودهم !!!!
*نطالبك بصوت واضح وباسم كل مواطن شريف*
نريد بياناً شفافاً لا مهدئاً .
إجابةً دقيقة لا تبريراً مبهماً .
وموقفاً شجاعاً يحفظ أمن دنقلا وهيبتها ومكانتها.
دنقلا ليست ساحة لتجريب السيناريوهات.
ولا يحق لأحد أن يزج بها في مسارات مشبوهة أو حسابات خفية.
إذا لم تُجب الحكومة.. فستُجيب الأيام.
وإذا لم تتحرّك الجهات الرسمية الآن.. فقد يأتي الغد حاملاً ما لا يُحمد عقباه.
*اللهم فاشهد.. اللهم إني قد بلغت ..اللهم فاشهد*