منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*من الدامر إلى عطبرة… على بوابة الأمل والإنتاج*  بقلم: منال الأمين عبدالله النعيم

0

*من الدامر إلى عطبرة… على بوابة الأمل والإنتاج*

بقلم: منال الأمين عبدالله النعيم

 

في طريقي من الدامر إلى عطبرة، وبينما تتهادى المركبة على أنغام الطبيعة الممتدة بين المدينتين، وقعت عيني على مشهدٍ استوقف الفكر قبل البصر: جماعات من الشباب، يحدوهم الأمل، ويحفّزهم الجد والنشاط، مصطفّين أمام بوابة مصنع “بوهيات المهندس”… ذلك الصرح الصناعي الذي لم يعد مجرد منشأة إنتاجية، بل رمزٌ للنهضة والإصرار.

“بوهيات المهندس”… صناعة وطنية بطعم العزم

يعود تأسيس مصنع بوهيات المهندس إلى العام 1998م، عندما انطلقت فكرته كمشروع وطني رائد في مجال صناعة الدهانات والبوهيات الحديثة، لسد حاجة السوق المحلي من المنتجات عالية الجودة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. ومنذ ذلك الحين، ظل المصنع يخطو بثبات، متحديًا الظروف الاقتصادية ومتغيرات السوق، متبنّيًا معايير الجودة العالمية، حتى أصبح اسم “المهندس” مرادفًا للثقة في عالم الطلاء والدهانات في السودان وخارجه.

موقع استراتيجي.. ورؤية متقدمة

ما يميز “بوهيات المهندس” موقعه الاستراتيجي بين مدينتي عطبرة والدامر، على الطريق القومي الذي يربط شمال السودان بوسطه وشرقه، ما يجعل منه مركزًا حيويًا لوجستيًا يخدم عدداً من الولايات. وقد استغل المصنع هذا التميز ليبني علاقات توزيع واسعة، ويكون أقرب إلى المواطن والمشروعات القومية.

شباب السودان… الروح المتجددة في أحشاء المصنع

ما لفت نظري حقًا لم يكن المبنى وحده، بل أولئك الشباب الواقفين أمام بوابته، بقلوبٍ نابضة بالحماس، وعيونٍ لا تعرف التراخي. إنهم أبناء السودان الذين آمنوا بأن الأمل لا يُنتظر بل يُصنع، وأن المصانع ليست للحيتان، بل لكل يدٍ ماهرة وضميرٍ حي. كانوا هناك طلاب عمل وتدريب، بعضهم حديثو التخرّج، وآخرون أصحاب خبرات، جميعهم اجتمعوا في حضرة بوهيات المهندس، ليصنعوا لأنفسهم مستقبلًا ويعيدوا للوطن بريقه.

اقتصاد منتج… لا مستهلك

إن ما يقوم به مصنع بوهيات المهندس هو تطبيق فعلي لمفهوم “الاقتصاد المنتج”، حيث يندمج رأس المال الوطني مع الكفاءة البشرية لتوليد منتج محلي بمواصفات عالمية، يحمل شعار “صُنع في السودان” بفخر، وينافس في الأسواق الإقليمية. وقد بات المصنع اليوم واحدًا من أعمدة التصنيع في ولاية نهر النيل، وواجهة مشرّفة لصورة السودان الصناعي.

خاتمة… رسالة أمل

إن رؤية ذلك الجمع من الشباب، في ذلك المكان النابض بالإنتاج، تزرع في النفس يقينًا بأن بلادنا لا تزال بخير، وأن عجلة النماء يمكنها أن تدور، ما دامت هناك عقول تفكّر، وسواعد تعمل، ومؤسسات تؤمن بالشراكة المجتمعية وتتحمّل مسؤوليتها الوطنية، كما هو الحال في “بوهيات المهندس”.

لعلّ هذا المشهد الصغير على الطريق بين الدامر وعطبرة، كان بمثابة رسالة من الوطن إلى أبنائه:
“إن قمتم، قُمتُ، وإن صنعتم، نهضتُ.”

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.