منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
من أعلي المنصة ياسر الفادني *عودة طيور المارا بوي* أبوبكر يحي :  رسالة إلى قادة الأراضي.. ؟ *توصيات حول الأيرادات والتحصيل التوزيع العادل للوحد... ‏*الهجرة الدولية : ( 97% من العائدين ذكروا أن تحسين الأوضاع الأمنية هو السبب الرئيسي لعودتهم)* *صحيفة إيطالية تكشف تورط الاتحاد الأوربي وسماحه بمرور سفينة أسلحةومعدات عسكرية إماراتية إلى مليشيا ا... منال الأمين تكتب : *ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد* *لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية المسلحة بلدية القضارف تحكم التنسيق والتعاون التام بينها والمدير ال... *إبراهيم بقال: شريك في جريمة الكلمة والرصاصة!!* عبد الله إسماعيل   *الأمطار الغزيرة بولاية نهر النيل تؤدي إلى (10) وفيات :  6  في الدامر و 3 في شندي.و 1 في المتمة* *رعاية صحية متكاملة للمعلمين المشاركين في عمليات كنترول الشهادة الثانوية* الدكتورة الصيدلانية هيام عبد الله تكتب  :  *في حمى الضنك : الدواء المسموح به والآمن لتخفيف كل ال...

منال الأمين تكتب : *ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد*

0

منال الأمين تكتب :

 

*ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد*

ولاية نهر النيل، تلك الأرض الممتدة على ضفاف النهر الخالد، شهدت عبر تاريخها استقرار الإنسان منذ القدم، واعتمد أهلها على المساكن التقليدية المبنية من الطين والجالوص، التي كانت تحاكي البيئة وتحمي السكان من قسوة المناخ. كانت بيوتًا بسيطة لكنها ذكية في تصميمها، باردة في الصيف، دافئة في الشتاء، قليلة التكاليف وصديقة للطبيعة.

ومع دخول مواد البناء الحديثة، تغيّر المشهد العمراني، فظهرت المباني الأسمنتية والخرصانية، وامتدت الطرق والجسور، غير أن هذا التطور لم يصاحبه تخطيط كافٍ لمجابهة تقلبات المناخ. فجاءت السيول والفيضانات في السنوات الماضية لتكشف هشاشة الكثير من القرى والمساكن، ولتضع المواطنين والدولة أمام واقع قاسٍ: مساكن تنهار، وأسر تُشرد، وخسائر لا تُحصى.

المؤسف أن الدروس لم تُستوعب كما ينبغي، فما زال البعض يبني في مجاري السيول، وما زال الوعي بمخاطر التغير المناخي ضعيفًا، وكأن ما حدث مجرد عابر لن يتكرر. لكن الحقيقة أن المناخ يزداد قسوة، ولا مجال للتهاون بعد اليوم.

ولأبناء نهر النيل علاقة خاصة مع أرضهم ونهرهم، فالنيل ليس مجرد ماء يجري، بل هو الذاكرة الحية التي حملت ذكريات الطفولة، وأغاني الحصاد، وأصوات الأمهات وهن يغسلن الثياب على ضفافه. هو منبع الفرح ومصدر الحياة، لكنه حين يغضب يتحول إلى سيل جارف لا يرحم. وهنا تكمن المفارقة: ما بين حب الناس للنيل وثقتهم به، وغفلتهم عن قوته المدمرة.

الطريق إلى المستقبل يتطلب تخطيطًا علميًا صارمًا: إعادة توزيع القرى بعيدًا عن مجاري السيول، اعتماد تقنيات بناء أكثر مرونة، استثمار في شبكات التصريف، وتثقيف مجتمعي يرسخ ثقافة الوقاية لا الاستسلام للكارثة.

إن ولاية نهر النيل قادرة على أن تكون نموذجًا للتنمية المستدامة إذا تضافرت الجهود الرسمية والشعبية، وإذا استوعب أهلها أن حماية الأرواح والممتلكات تبدأ من بيت يُبنى بعقل، وبنية تحتية تُشيّد برؤية، وسياسات عمرانية تضع المناخ في قلب المعادلة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.