خبر و تحليل عمار العركي *السيد وزير التعليم العالي: جدّد مناشدتك ، وحوِّلها إلى قرار*
خبر و تحليل عمار العركي
*السيد وزير التعليم العالي: جدّد مناشدتك ، وحوِّلها إلى قرار*
____________________
* في وقت سابق، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مناشدة عبر وزيرها وقياداتها، من بينهم د. مرتضى علي عثمان، مدير الإدارة العامة للتعليم العالي الخاص والأهلي والأجنبي، بضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية التي مر بها طلاب دفعة 2023–2024، المعروفة بـ “دفعة الحرب”. كانت تلك المناشدة بارقة أمل لآلاف الطلاب الذين امتحنوا وسط نيران الحرب، على أمل أن يجدوا أبواب الجامعات أكثر رحابة وعدلاً مع ظروفهم.
* لكن ما ظهر عقب إعلان نتائج التقديم الأول يكشف أن الأمل قد تبخر: أعداد ضعيفة من المتقدمين، وأعداد أضعف من المقبولين، والفارق بين نسب القبول وما أحرزه الطلاب ضئيل لا يتجاوز في كثير من الأحيان درجة أو درجتين. ومع ذلك، وجد هؤلاء الشباب أنفسهم أمام أبواب مغلقة، كأنهم لم يكدحوا وينجحوا وسط أهوال الحرب.
* هنا يبرز السؤال: كيف يستقيم أن تظل نسب القبول في زمن الحرب هي نفسها التي كانت قبلها، بينما تبدلت الظروف والمعايير كليًا؟
*_السادة الجامعات والكليات : افتحوا أبوابكم لطلاب دفعة الحرب_*
* المناشدة لا ينبغي أن تقف عند حدود الوزارة وحدها، بل تمتد لتشمل الجامعات والكليات التي تتحمل مسؤولية إنسانية ووطنية في فتح أبوابها لهؤلاء الطلاب. فليس من العدالة أن تُقفل الأبواب بحجة نسب جامدة لا تراعي ما واجهه هؤلاء من معاناة، ولا من الحكمة أن نخسر جيلًا كاملًا لمجرد فارق ضئيل في الدرجات.
* إنقاص درجة واحدة فقط – على سبيل المثال، طالب حصل على 78% بينما نسب القبول تبدأ من 79% – قد ينقذ مستقبل المئات من طلاب دفعة الحرب، ويعيد الأمل لأسرٍ كاملة تعبت وكابدت في سبيل أن ترى أبناءها على مقاعد الجامعات، لا على هامش الحياة.
* كما أن المسؤولية المعنوية تقع على عاتق كل من عاش أو لمس المعاناة والتحديات التي مر بها طلاب الشهادة السودانية دفعة الحرب 2023–2024، من أولياء أمور، معلمين، ومجتمع بأسره. هؤلاء جميعًا يدركون أن طلاب الحرب يستحقون معاملة استثنائية، لا تطبيق معايير عادية.
_*خلاصة القول ومنتهاه :*_
* إن المسؤولية اليوم لا تقع على الوزير وحده، بل على الوزارة بكامل مؤسساتها وقياداتها وإداراتها المختصة، وعلى الجامعات والكليات كذلك، لتحويل المناشدة من مجرد نداء معنوي إلى قرار فعلي. فمستقبل السودان لا يحتمل جيلاً آخر مكسورًا، والأمل لا ينبغي أن يغلق في وجوه من صنعوا نجاحهم وسط أصعب الظروف.