منال الأمين تكتب
*لك الله يا وطني… بين ويلات الحرب والبحر*
في لحظةٍ فارقة من عمر السودان، تجمّعت على الوطن ابتلاءات قاسية وضربات موجعة، لم يكد يلتقط أنفاسه من إحداها حتى باغتته الأخرى.
فمن ويلات الحرب الضروس التي أشعلتها المليشيا ووقودها الدعم الخارجي، والتي حصدت الأرواح ودمّرت البنى التحتية وشرّدت الملايين، إلى معاناةٍ أخرى جاءت من البحر حين تدفقت مياه السد الإثيوبي في خواتيم خريف هذا العام، تلتها فيضانات أغسطس بطبيعتها السنوية، لكن أثرها كان مضاعفًا على وطنٍ مثخن بالجراح.
لقد دفعت هذه الكوارث المتلاحقة السودان إلى هاويةٍ من الفقر والمرض والنزوح، فأصبح المواطن البسيط يواجه أقسى التحديات وهو بين مطرقة الحرب وسندان الكوارث الطبيعية. ورغم ذلك، يظل السودان – بطبيعته الغنية وبتماسك شعبه وصبره – قادرًا على النهوض من تحت الركام، وصناعة فجر جديد يعيد للأرض خضرتها وللأرواح أملها.
إنها مسؤولية الدولة والقوى الحيّة أن تنهض ببرنامج وطني شامل يواجه آثار الحرب، ويُعد خططًا عاجلة لمجابهة الفيضانات والكوارث، فالوطن لا يحتمل المزيد من التخاذل. ولك الله يا سودان… فما زال فيك ما يستحق الحياة.
