منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نار و نور  د . ربيع عبدالعاطي عبيد *المكابرون  و المتكبرون*

0

نار و نور

 

د . ربيع عبدالعاطي عبيد

 

*المكابرون  و المتكبرون*

* قد تكون العلاقة مباشرة بين المكابرة والتكبر ، فالأول الذي يكابر يعوزه المنطق ، ويفتقر للحجة ، فيركب رأسه ، ويفضل السير في المنعرجات والمنعطفات ، وأمامة الطريق السهل الممهد ، وهو بهذا الشكل يضع العراقيل أمام مساره ، وينكر ضوء الشمس ، وهى ساطعة ، وبالتأكيد بأن من يفعل ذلك يعاني من مرض ، وليس بالضرورة أن يكون من الأمراض العضوية لكنه المرض الذي تعاني منه النفس فيفسد عليها الإستقامة ، ويرديها فتصبح أمارة بالسوء .

* أما المتكبرون ، فهم كذلك ، لا يسلمون من صفة المكابرة ، خاصة إذا زعم أحدهم بان سلطته هى الطاغية ، وأن رأيه هو الصواب .

* فيكون التكبر حجاباً يسد على صاحبه مجالات الرؤية ، ويجلب له عناصر التشويش ، فيمنعه من تصور الأشياء على حقيقتها ، فيكون مثل هذا الشخص ، مخادعاً لنفسه ، وخارجاً عن طور المعقول والمقبول ، إذ لا يفلح معه نصح ، ولا يفيده إرشاد ، وكم من متكبرٍ حرم نفسه من علم ومعلومات ، وتسرب إلى دواخله الشك أمام اليقين ووجد الكفرُ ثغرة فتمكن من خلالها ، وهكذا يكون دأب الطغأة والمستكبرين .

* والمكابرة ، قد تقود صاحبها إلى عملٍ ليس له خبرة فيه ، ولم يتعلم فنونه ، فيكون سبباً في خراب مشروع ، وفساد مؤسسة ، والكثير من الأعطاب لماكينة لم يتدرب على صيانتها ، وإنهيارات أدت إلى تلك الخسارات المهولة ، مما أفرز ضياعاً للموارد ، وإزهاقاً للأرواح .

* وأمثال هؤلاء ، لا تغيب فطنة ذكى عن قصتهم ، فهى قصص قديمة ، وأخرى حديثة مما نراه في كثير من الوزارات ، والمؤسسات ، بل قد يتضح ذلك في مشاريع تنموية ، وأخرى للبنية الأساسية لم تراع في تصميمها وتنفيذها أدق المعايير العلمية مما تعارفت عليه بيوتات الخبرة ، والشركات المتخصصة في مثل تلك المجالات .

* والمتكبرون ، غالباً ما يكون السبب في إتصافهم بمثل هذه الصفة ، أنهم نالوا سلطة بغير وجه حق ، أو أن هناك بطانة سوء قد صفقت لهم دون مبررٍ ، ورقصت على أنغام أفعالهم ، بينما هم كانوا يسدرون في الغى ، ويغوصون في الباطل من أخمص الأقدام وإلى أعلى الرءوس .

* فالتكبر والمكابرة عرضان في كثيرٍ من الأحيان لمرضٍ واحد ، فإذا أصيب فردٌ ، أو جماعة بإحداهما ، فإنه بالتأكيد لن يسلم من الإصابة بالآخر .

* فهل يا ترى نجد ما ينطبق على ما ذكرناه آنفاً في واقعنا ؟

* سؤال برئ .

ونسأل الله الستر والعافية

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.