*موسى هلال واليوم الأبيض* حسن البصير
*موسى هلال واليوم الأبيض*
حسن البصير

كتب الخبير الإستراتيجى و الكاتب المعروف سعادة اللواء يونس محمود مقالاً بعنوان “موسى هلال و اليوم الأسود” تسأل فيه عن الدور السلبى لزعيم قبيلة المحاميد موسى هلال فى حماية أهل الفاشر على الرغم من موقفه المؤيد للقوات المسلحة و قال أنّه تأييد نظريّ محايد وقّعه في معادلات الصراع ليكفَّ شرّه عن الالتحاق بمليشيا الدعم السريع .. و جاء فى المقال ان هلال كان لديه مئات العربات المترسة بالسلاح و الانصار و حوله يقتلُ الجنجويد الناس و الصراخ و الاستغاثات وهو يسمع أصداء العويل والصراخ و كان يمكنه النصرة ليرفع من رقاب الاسرى والضعفاء ويصدُّ بعض ذئاب حميدتي أن تبقر بطون الحوامل لكنّه أصم أذنيه في تلك الليالي الحالكة .
بالطبع لن أبرر للزعيم هلال تقاعسة عن نصرة أهل الفاشر اذا كان قادراً على ذلك إلا أنى ربما أجد له العُذر فكيف يُطلب من رجل فى قرية مثل مستريحة مهما كان حجم السلاح الذى يملك أن يتخذ قرار لفك طوق الحصار عن مدينة كالفاشر و مهاجمة قوات لها خطوط إمداد مفتوحة مع عدد من الدول و مدعومة بتشوين و مسيرات و مرتزقة كيف نطالبه أن يقاتل السافنا الذى يعرف قدرات هلال و إمكانيات الدعم الاماراتى وهل من الاسلم أن يحافظ على منطقته حتى يصله الجيش ام يتحرك لفك حصار عجزت الدولة و الأمم المتحدة عن فكِه .. أشار الكاتب فى مقاله الى أن هناك تعهد بين الصحوة و الدعم السريع أن لا يتعرضوا له و أن لا يهاجمهم إذاً كيف له أن يتحرك لتحرير الفاشر و يعطيهم مبرر الهجوم عليه .
بعد خروج موسى هلال من السجن كنت قد سجلت له زيارة فى منزلة بضاحية المعمورة بالخرطوم فالرجل تربطنى به علاقة وقد تعرفت عليه عن قرب خلال فترة عملى فى دارفور ، كان يراقفنى فى الزيارة الدكتور عمر صالح الاستاذ بجامعة سنار و قد حكى لنا موسى هلال الكثير المثير عن حميدتى وصعوده و قال لنا أن حميدتى غير سودانى و كيف أن اسرته نزحت فى بداية التسعينيات للسودان و أنه من إستقبلهم و قال لقد ذهبت للرئيس البشير و نصحته بأن هذا الرجل سيقتلعك من الحكم و أنه سيخرب السودان إلا الرئيس البشير قال له بالنص ( دى غِيره منك ) بكسر الغين و قال رغم ذلك لم أحمل على البشير ..
موسى هلال كان بإمكانه أن يرث حميدتى و يفعل اكثر مما فعل الهالك إلا انه رجل وطنى و سودانى أصيل ينتمى لهذه الارض و يجب علينا أن نقف بجانبه فهو فى وسط بيئة معقده من ناحية التداخلات القبلية ذات الولاءات المتعدده و يجب تقديمه كزعيم وطنى خير من تخوينه أو جره الى حلبة الصراع .
و أن كان سعادة اللواء يونس يعتقد أننا لم نجد موسى فى اليوم الاسود بالفاشر فربما يكون حاضرا لليوم الابيض الذى يوحد فيه أهل دارفور الذين فرق جمعهُم آل دقلو أو ندخره ليوماً اكثر سوداً يتمرد فيه أخرون .
