د. حيدر البدري.. يكتب في نقطة سطر جديد *شروط القوات المسلحة والشعب السوداني لإنهاء الحرب.*
د. حيدر البدري.. يكتب في نقطة سطر جديد
*شروط القوات المسلحة والشعب السوداني لإنهاء الحرب.*

…. ولدينا شروط عادلة لوقف هذه الحرب المفروضة علينا.. فنحن في دولة ذات سيادة لا تتفاوض مع المتمردين الشفشافة القتلة.
والمطالب واضحة من القوات المسلحة السودانية والشعب لإنهاء هذا النزاع. هذه المطالب العادلة ترتكز على ضرورة إعادة بناء الدولة على أسس واضحة، نشملها في اختصار وصفي قصير يعبر عن جوهر الموضوع.
الشرط الأول: خلو الأرض من الميليشيات. والمرتزقة والمتمردين.
وهذا شرط منطقي عادل.
والخروج الفعلي يجب على قوات الدعم السريع الخروج من جميع المناطق التي تحتلها في دارفور وكردفان وغيرها،
إضافة لتجميع السلاح إذ يجب على هذه القوات تجميع أسلحتها في أماكن معلومة تحت إشراف دولي، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن استخدامها لأسلحة متنوعة تشمل مدرعات حديثة ومسيرات إستراتيجية ومدفعية. وهو ايضا شرط منطقي عادل لبناء سلام مستدام خال من التهديد للدولة.
الشرط الثاني: حل الحكومة الموازية والاعتراف بالشرعية.
أعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو اجراء “يعمق الانقسامات ويهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في السودان والمنطقة” . لذا يظل الاعتراف بالحكومة الشرعية للدولة ممثلاً في رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أمراً غير قابل للمساومة كأحد أسس الحل السياسي.
الشرط الثالث: احتكار الجيش للقوة المسلحة.
الجيش الوطني هو الحامي الوحيد. ولا توجد دولة في العالم بجيشين. إذ تؤكد مطالب السودانيين أن تكون القوات المسلحة السودانية هي القوة الوحيدة في البلاد، وهو ما يتوافق مع الإلتزام بمبدأ “وحدة أراضي السودان وسيادته” .
الشرط الرابع: محاكمة المجرمين وجبر الضرر.
وهو امر عادل حتمي من مبدأ عدم الافلات من العقاب لذلك فملاحقة قادة الدعم السريع مهم للغاية وفعليا بدأت السلطات العدلية في السودان بإعداد ملفات قانونية بشأن جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع وأصدرت النيابة لائحة اتهام ضد أكثر من 130 شخصاً، بينهم قائد القوات محمد حمدان دقلو “حميدتي” ونائبه وثلاثة من أشقائه، بتهم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية .
أما آليات المحاسبة فهناك مساران للمحاسبة: الأول قضائي دولي عبر المحكمة الجنائية الدولية أو محاكم مختلطة، والثاني من خلال “الاتفاق الدولي” بإنشاء صندوق دولي لتعويض المتضررين وإعادة الإعمار . وقد وصفت الانتهاكات في الفاشر وغيرها من المناطق بأنها قد ترقى إلى مستوى “جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي الممنهج” .
الشرط الخامس: إعادة الإعمار والمسؤولية الدولية
ولا ننسى مسؤولية الدول الداعمة للتمرد. إذ يجب على الدول التي ساهمت في إطالة أمد الحرب – سواء بدعم الميليشيات أو بتوفير التدريب العسكري – أن تتحمل مسؤوليتها في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة . وجبر الضرر البالغ لأفعالها غير المسؤولة هذه.
هذه خمس شروط منطقية عادلة.
إن شروط إنهاء الحرب في السودان ليست مجرد مطالب عابرة، بل تمثل الإطار الوحيد الذي يمكن أن يحقق سلاماً مستداماً يحفظ الدولة وكرامة الشعب. فبدون تحقيق هذه الشروط، سيبقى السودان عرضة للتمزق والدمار، وسيظل المدنيون يدفعون الثمن الأكبر،
إن المجتمع الدولي مدعو اليوم لاحترام إرادة الشعب السوداني والوقوف إلى جانب شرعيته، وليس وراء مصالحه الضيقة، فاستقرار السودان يعني استقراراً لكل المنطقة، وتدميره يعني مزيداً من الفوضى التي لن تقف عند حدود جغرافية معينة.
.. عند تحقيق هذه الشروط. سيكون شعارنا بكل وضوح ( لا للحرب).. سوى ذلك فهو البل والفتك والمتك.
وما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة.
ولا تهاون ولا استسلام.
بل بس.
نقطة سطر جديد.
