منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خارج النص يوسف عبدالمنان يكتب :  *لجنة الفريق جابر*

0

خارج النص

يوسف عبدالمنان يكتب :

*لجنة الفريق جابر*

■ لم تنقطع مهاتفات رجال الأعمال، وملاك الفنادق، والمتاجر، وتجار الذهب، وأصحاب المطاعم، والوراقين، لم تنقطع اتصالاتهم عني منذ نشر مقالتي يوم السبت، *عن وداع السوق العربي وسط الخرطوم،* الذي قررت لجنة الفريق إبراهيم جابر القضاء عليه، ودفنه تحت أنقاض ماخربته المليشيا، بزعم تطوير المنطقة وبيعها للمستثمرين، لجعل وسط الخرطوم واجهة سياحية، بدلاً من واقعها الراهن، الذي يشبه حارات القاهرة القديمة، ويشبه باب سويقه في تونس، ويشبه سوق الكرخ في بغداد، وهي مدن أكثر تمدناً وعراقةً من الخرطوم، ولكنها احتفظت بتاريخها العمراني القديم، ولم تهدمه، *لأن تلك البلدان تقدس التراث،* ولم تهبط على رأسها لجنة مثل لجنة الفريق إبراهيم جابر.
■ كل من يسأل عن دقة ماكتبت، وهل حقاً قررت لجنة إبراهيم جابر كف الكهرباء والماء عن وسط الخرطوم في الوقت الراهن؟ ليموت بالعطش والظلام، وتموت معه الجامعات منارات العلم والثقافة. أحلت السائلين للوزير الطيب سعد الدين بصفته الدستورية، وبصفته الصحافية، وحضوره كشاهد في تلك الليلة، التي رد فيها والي الخرطوم على سؤالي عن مصير السوق العربي.
ولأن لجنة سعادته إبراهيم لا تملك سلطة التصرف في ممتلكات المواطنين الخاصة، ومعلوم بالضرورة ليس لها حق التصرف في الأوقاف، ولا تملك حق بيع الآثار التاريخية، لأنها ملكاً للأجيال القادمة، ولا تملك حق بيع أراضي المصارف.
■ إن لجنة إبراهيم جابر تملك الحق فقط في بيع أراضي الوزارات، وذلك عبر مزادات مفتوحة ومعلنة، ذلك حينما تستقر أوضاع البلاد، ويصبح للأرض ثمناً في الخرطوم، وليس الآن ولا تملك لجنة إبراهيم جابر حق حرمان تجار السوق العربي من خدمات الكهرباء والمياه، لأنها حقوق مواطنة، وليست منحة، من الحكومة التي يسعى ابراهيم جابر لجعلها فوق المباديء المتعارف عليها لحقوق المحكومين، وواجباتهم على الحاكم، والإصرار على المنهج الخاطئ الذي يقود الى نتائج كارثية على العاصمة، التي ينبغي على السلطة تقديم كل مامن شأنه تحفيز مواطني الخرطوم للعودة لديارهم، وتعمير متاجرهم، وتقديم التسهيلات المصرفية للتجار، وتوجيه بنك السودان للمصارف، لإقراض المدينين، وليس ملاحقتهم، في معاملات تجارية قبل الحرب، ولكن لجنة الفريق إبراهيم تنظر فقط أراضي السوق العربي، ويسيل لعاب الحكومة لبيع أرض جامعات عريقة، للاستفادة المادية العاجلة من الأرض، دون اعتبار للقيمة التاريخية والأثرية.
وفي كل العالم تحرص الدول على المحافظة على تاريخها وتراثها لاتبيعه من أجل عائد مادي.
■ ومن يتجول في الخرطوم بعد مغيب الشمس يصيبه الحزن والهم، والغم، ويشعر بالوحشة، والظلام، الذي يغطي بق

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.