*لماذا الوقوف مع الجيش السوداني واجب وطني*؟ د. أميرة كمال مصطفى
*لماذا الوقوف مع الجيش السوداني واجب وطني*؟
د. أميرة كمال مصطفى

*وما هي التحديات التي تواجه الشعب السوداني اليوم؟**
*د/اميرة كمال مصطفى* ️
تشهد البلاد حربًا تهدد كيان الدولة ووحدة المجتمع ومستقبل الأجيال وفي مثل هذه اللحظات، يصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: لماذا يتوجب على الشعب السوداني الوقوف مع جيشه؟ وما طبيعة التحديات التي تقف في طريقه نحو الاستقرار والبناء؟
أولًا: الجيش السوداني… عمود الدولة الأخير
الجيش في أي دولة هو المؤسسة التي وُجدت لتحمي الأرض والشعب والدستور. وفي السودان، اكتسب الجيش خلال العقود الماضية موقعًا مركزيًا في حفظ الأمن وحماية الحدود ومواجهة التمردات لكنه اليوم يخوض معركة مختلفة معركة ضد التفكك وضد المشروع الذي يستهدف الدولة ذاتها.
1. الجيش هو الضامن لوحدة السودان
حين تتعرض الدولة لمحاولات تمزيق جغرافي أو اجتماعي، تصبح المؤسسة العسكرية خط الدفاع الأخير. انكسار الجيش يعني انكسار السودان وانهيار مؤسساته وفتح الباب أمام الفوضى والصراعات القبلية والميليشيات.
2. الجيش مؤسسة قومية لا تنتمي لقبيلة أو حزب
على عكس الميليشيات، الجيش مؤسسة محترفة قومية تضم أبناء السودان من كل الولايات والأعراق. دعم الجيش ليس دعمًا لفئة بل دعم للدولة ذاتها.
3. حماية المدنيين واستعادة الأمن
لا يمكن لأي عملية سياسية ولا لأي جهود إنسانية أو دبلوماسية أن تنجح في ظل سلاح منفلت وميليشيات خارجة عن السيطرة. عودة الاستقرار تبدأ بعودة الأمن، ولا أمن بلا قوة نظامية واحدة قوية ومنضبطة.
4. حفظ السيادة الوطنية في مواجهة التدخلات الخارجية
السودان اليوم ساحة صراع إقليمي ودولى بعض الأطراف الخارجية لا تنظر إلى السودان كدولة يجب أن تتماسك بل كمنطقة نفوذ وفرصة لإعادة تشكيل المشهد بما يخدم مصالحها. وجود جيش قوي يضمن أن قرار السودانيين سيبقى بأيديهم.
ثانيًا: التحديات التي تواجه الشعب السوداني
حرب اليوم هي معركة وجود تتداخل فيها أزمات اقتصادية، إنسانية، اجتماعية، وسياسية. يمكن تلخيص التحديات الكبرى في الآتي:
1. التحدي الأمني
■ انهيار الخدمات الأمنية في مناطق واسعة
■ انتشار السلاح وغياب القانون
■ تهجير ملايين المواطنين من منازلهم
هذا التحدي يخلق بيئة معقدة لأي جهود سياسية أو إنسانية ويضاعف معاناة الناس.
2. التحدي الإنساني والاقتصادي
■ تدهور الخدمات الصحية والتعليمية
■ انقطاع سلاسل الإمداد
■ ارتفاع معدلات الفقر والبطالة
■ انهيار البنى التحتية والمؤسسات
الإنسان السوداني اليوم يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في القرن الحالي.
3. التحدي الاجتماعي
■ تفكك النسيج الاجتماعي
■ انتشار خطاب الكراهية والتحريض
■ الاستقطاب الحاد بين المكونات المجتمعية
■ صدمات نفسية هائلة في أوساط الأطفال والنساء
إعادة ترميم المجتمع تتطلب سنوات من العمل الواعي والمصالحة.
4. التحدي السياسي
■ غياب مؤسسات دستورية مستقرة
■ تعدد المبادرات الخارجية وتضارب أجنداتها
■ غياب رؤية وطنية مشتركة
■ ضعف الثقة بين القوى السياسية
السودان لن ينهض بلا توافق سوداني–سوداني، بعيدًا عن إملاءات الخارج.
5. التحدي الأخلاقي والوطني
■ كيف نحافظ على روح الوحدة رغم الألم؟
■ كيف نقف مع وطننا دون أن ننزلق للكراهية؟
■ كيف نحمي قيمنا السودانية من الانهيار؟
هذه الأسئلة ليست نظرية… بل يومية يواجهها المجتمع في كل بيت وشارع.
ثالثًا: لماذا الوقوف مع الجيش هو واجب وطني؟
لأن الحرب ليست بين أفراد… بل بين مشروع دولة ومشروع فوضى.
ولأن الدعم الشعبي للجيش هو رسالة واضحة بأن السودان لن يُحكم بالسلاح ولا بالإملاءات الخارجية.
ولأن بقاء السودان موحدًا ومستقرًا يبدأ من حماية مؤسساته العسكرية فهي القاعدة التي سيُبنى عليها أي اتفاق سياسي أو مشروع تنموي لاحق.
الوقوف مع الجيش يعني
ببساطه أننا نختار بقاء السودان، لا سقوطه.
رابعًا: طريق الخروج… يمر عبر الإرادة الشعبية
■ دعم القوات النظامية
■ تعزيز التماسك المجتمعي
■ رفض خطاب الكراهية
■ التمسك بالقرار الوطني
■ بناء جبهة سياسية مسؤولة
■ دعم مبادرات إعادة الإعمار والمساعدات
■ إطلاق حوار وطني بعد توقف الحرب
في هذا الوقت الحرج يصبح الوقوف مع الجيش واجبًا وطنيًا لأنه حائط الصمود الأخير أمام انهيار الدولة وتمزيقها.
ويواجه الشعب السوداني تحديات هائلة: أمنية، اجتماعية، إنسانية، اقتصادية، وسياسية.
لكن قوة السودانيين كانت دائمًا في وحدتهم، وفي قدرتهم على مواجهة الصعاب بروح واحدة.
السودان سينتصر…
ليس بالسلاح وحده بل بإرادة شعبه وإيمانه بوطنه.
حفظكم الله ورعاكم
