منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*«حين التفّ الشعب حول دولته… صعّدت المليشيا الإرهابية حربها على العالم»* _✒️ وفاء قمر بوبا_

0

*«حين التفّ الشعب حول دولته… صعّدت المليشيا الإرهابية حربها على العالم»*

 

_✒️ وفاء قمر بوبا_

في اليوم الذي خرج فيه السودانيون في المدن والقرى، وفي مهاجرهم البعيدة، ليؤكدوا ما لم يعد محل نقاش منذ اندلاع حرب المليشيا الإرهابية على الدولة، جاء الهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة (اليونسفا) في كادقلي ليضع العالم أمام حقيقة حاول طمسها طويلاً: ما يجري في السودان لم يعد صراعاً داخلياً، بل اعتداءً مباشراً على النظام الدولي ذاته.

التزامن بين الحراك الشعبي الواسع واستهداف منشأة أممية كان هدفهُ كسر لحظة الإجماع الوطني من جهة، واختبار تردد المجتمع الدولي من جهة أخرى. فالمليشيا الإرهابية، التي عجزت عن كسر إرادة الشعب أو شرعية الدولة، قررت أن ترفع سقف المواجهة نحو الأمم المتحدة نفسها.

استهداف مقر أممي محمي بالقانون الدولي الإنساني أراه من زاويتي كرسالة عدائية صريحة مفادها أن هذه المليشيا الإرهابية لا تعترف بقانون، ولا تلتزم بأعراف، ولا ترى في المجتمع الدولي سوى طرف متردد يمكن ابتزازه بالصمت أو الخوف من التصعيد.

بيان مجلس السيادة الذي جاء في هذا الصدد محاولة واعية لإعادة تعريف طبيعة الصراع _ فهو ينقل المليشيا الإرهابية من خانة “طرف نزاع” – وهي الخانة التي أصر البعض دولياً على حشرها فيها – إلى خانة “فاعل إرهابي منظم” يستهدف منظومة العمل الأممي نفسها.

الأخطر في المشهد أن هذا الهجوم يفضح هشاشة خطاب الحياد الدولي. فإذا كانت منشآت الأمم المتحدة غير آمنة، فكيف يُطلب من الدولة السودانية القبول بخطاب المساواة الأخلاقية بينها وبين جماعة تضرب بعثاتكم وتعرض موظفيكم للخطر؟!…

كادقلي، بهذا المعنى، ليست فقط مدينة مستهدفة، بل نقطة اختبار لمصداقية النظام الدولي.

فإما أن يقر المجتمع الدولي بأن ما يحدث في السودان تهديد مباشر للسلم الدولي ولمؤسساته، أو يواصل سياسة إدارة الأزمة حتى تنتقل الفوضى من الأطراف إلى قلب المنظومة الأممية نفسها.

لقد حسم الشعب السوداني خياره مبكراً: دولة وجيش وقانون.

وما تبقى اليوم هو أن يحسم المجتمع الدولي موقفه… قبل أن يفقد آخر ما تبقى من شرعيته الأخلاقية.

*نص بيان مجلس السيادة الإنتقالي على التعليقات.*
https://www.facebook.com/share/p/1Bks9rMsvQ/

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.