منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تقرير اسماعيل جبريل تيسو :  *جامعة أفريقيا العالمية تعقد مؤتمر إعمار السودان ،، وعي مبكر بمطلوبات المرحلة..* *مشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين السودانيين والأفارقة ومن مختلف بقاع العالم* 

0

تقرير اسماعيل جبريل تيسو :

 

*جامعة أفريقيا العالمية تعقد مؤتمر إعمار السودان ،، وعي مبكر بمطلوبات المرحلة..*

 

*مشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين السودانيين والأفارقة ومن مختلف بقاع العالم*

 

تأكيد على مركزية الجامعات في بناء السلام، وترميم النسيج الاجتماعي..

بروف عوض: مشروع بناء وإعادة إعمار السودان، لا يمكن أن يتم بيد واحدة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تعتزم جامعة أفريقيا العالمية، بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، عقد مؤتمر علمي دولي بعنوان (دور الجامعات في إعادة الإعمار عقب الحروب والأزمات)، وذلك في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان خلال الفترة من السادس وحتى الثامن من يناير المقبل 2026م، وينعقد المؤتمر في توقيت بالغ الحساسية تمر به البلاد عقب حرب مدمّرة ألقت بظلالها الثقيلة على مؤسسات الدولة، وعلى رأسها قطاع التعليم العالي، ويأتي انعقاد المؤتمر في لحظة مفصلية، حيث تتجه الأنظار إلى مرحلة ما بعد الحرب، وما تقتضيه من رؤى علمية وعملية لإعادة بناء الإنسان والمكان، وسط قناعة متزايدة بأن الجامعات لم تعد مجرد مؤسسات تعليمية، بل أصبحت فاعلاً محورياً في صياغة مسارات التعافي الوطني والتنمية المستدامة.

جسر راسخ:
وتُعدُّ جامعة أفريقيا العالمية واحدة من أبرز الصروح التعليمية في السودان والقارة الأفريقية، إذ تأسست لتكون جسراً تعليمياً وثقافياً يربط بين العالم العربي والأفريقي والعالمي، حيث تستقطب الجامعة طلاباً من أكثر من تسعين دولة بما فيها اثنتان وخمسون دولة أفريقية، ما جعلها نموذجاً فريداً للتنوع الثقافي والفكري، وتضم جامعة أفريقيا العالمية كليات نوعية تشمل الشريعة والقانون، والآداب واللغات، والاقتصاد والعلوم السياسية، والتربية، والإعلام، والعلوم الإدارية، والألسن، إلى جانب برامج أكاديمية تحظى باعتراف واسع، وتسهم في إعداد كوادر علمية ومهنية تخدم مجتمعاتها داخل السودان وخارجه، لا سيما في دول القارة الأفريقية.

صمود المؤسسة:
وكانت جامعة أفريقيا العالمية من أوائل مؤسسات التعليم العالي التي طالتها نيران الحرب، بحكم موقعها جنوب الخرطوم في منطقة المدينة الرياضية، التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيا الدعم السريع، حيث تعرضت مرافقها للتخريب والتدمير، ورغم جسامة الاستهداف، فإن حجم الأضرار التي لحقت بجامعة أفريقيا العالمية يُعد أقل، مقارنةً بما أصاب عدداً من نظيراتها من الجامعات السودانية، الأمر الذي مكّن الجامعة من الحفاظ على قدر من التماسك المؤسسي، ومواصلة أداء رسالتها العلمية والفكرية، في واحدة من أقسى الفترات التي مر بها التعليم العالي في السودان.

دلالات ورسائل:
وتحمل مبادرة جامعة أفريقيا العالمية لعقد هذا المؤتمر دلالات عميقة، تتجاوز حدود الفعالية الأكاديمية، لتؤكد أن الجامعات ليست ضحايا للحرب فحسب، بل شركاء أصيلين في معركة إعادة البناء، وبحسب مراقبين فإن جامعة أفريقيا العالمية، ومن خلال عقدها هذا المؤتمر، تسعى إلى إعادة طرح سؤال دور التعليم العالي في مرحلة ما بعد النزاعات، وتحويل المعارف الأكاديمية إلى أدوات عملية لإعادة الإعمار، والتأكيد على مركزية الجامعات في بناء السلام، وترميم النسيج الاجتماعي، ومحاولة ربط التجربة السودانية بخبرات دولية وأفريقية عانت من الحروب واستطاعت أن تتجاوزها، كما يبعث المؤتمر برسالة واضحة مفادها أن إعادة الإعمار لا تبدأ بالإسمنت وحده، بل ببناء العقول، وتأهيل الكوادر، وصياغة رؤى وطنية جامعة تنطلق من داخل الجامعات.

حدث فارق ومفصلي:
ويؤكد بروفيسور عوض إبراهيم عوض، نائب رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، أن المؤتمر الذي تعتزم جامعة أفريقيا العالمية تنظيمه سيكون حدثاً فارقاً ومفصلياً ويخلق زخماً كبيراً سيكون له ما بعده في مشروع إعمار ما دمرته الحرب، وقال بروف عوض في إفادته للكرامة إن المؤتمر سينعقد بمشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين السودانيين والأفارقة ومن بقاع العالم المختلفة، حيث تلقَّت اللجنة المنظمة عدداً مقدّراً من الأوراق العلمية الرصينة التي تنطلق من صميم عنوان المؤتمر ومحاوره، هذا فضلاً عن سرديات من داخل القارة ل52 دولة أفريقية تستعرض بعضها تجربتها المشابهة للتجربة السودانية في كيفية النهوض من دمار الحرب إلى النهضة والازدهار، وأكد بروف عوض أن اتساع رقعة انتشار طلاب الجامعة القادمين من أكثر من تسعين دولة حول العالم يضفي على المؤتمر بُعداً دولياً ثرياً، لافتاً إلى أن أوراق العمل ستتناول قضايا طبية وسياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وغيرها من القضايا التي تؤكد أن مشروع البناء وإعادة الإعمار لا يمكن أن يتم بيد واحدة.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر.. فإنه يُنتظر أن يشكل مؤتمر (دور الجامعات في إعادة الإعمار عقب الحروب والأزمات)، منصةً فكرية وعلمية لتبادل التجارب، وصياغة توصيات عملية تعزز من مساهمة الجامعات في جهود إعادة الإعمار، وتعيد الاعتبار للتعليم العالي كقاطرة للنهوض الوطني، وتتعزز أهمية المؤتمر بكون غالبية الدول التي تسهم الجامعة في خدمتها تقع داخل القارة الأفريقية، وبالتالي فإن المؤتمر يعكس وعياً مبكراً بطبيعة المرحلة المقبلة، ويؤسس لرؤية تعتبر الجامعات ركيزة أساسية في إعادة بناء سودان ما بعد الحرب، ليس فقط عبر التعليم، بل من خلال إنتاج المعرفة، وترسيخ قيم السلام، والمشاركة في صياغة مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وتنمية وازدهاراً.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.