بالمختصر *هل للإسلاميين تعريف ؟* د . عبد الكريم محيي الدين
بالمختصر
*هل للإسلاميين تعريف ؟*
د . عبد الكريم محيي الدين

كثر الهجوم على الاسلاميين هذه الايام . فمن اليسار من يعتبرهم ارهابيين ، و من العلمانيين من يصمهم بالمنظمات الارهابية و الغرب يرى في كل ذلك الفرصة الكبرى للقضاء على الاسلام …
فما التعريف الدقيق للإسلاميين لتقع عليهم العقوبات الغربية و الشتائم اليسارية و لا تتعداهم لغيرهم ؟
هل هم جميع من يتبنى الاسلام منهجا متكاملا لحركة الدولة و المجتمع و الفرد ؟ أم هم أشخاص بعينهم امتهنوا الاسلام وسيلةً للحكم ؟ أو هم الضباط و المدنيين الذين قاموا بتغيير الحكم الديمقراطي الرابع ؟ أم هم من ارتكب جرائم فساد إداري و مالي و حربي إبان حكم الانقاذ ؟ أم من هم في حقيقة غير الحق ؟؟؟
أن كان المقصود بالاسلاميين جميع من يتبنى الاسلام منهجا متكاملا لحركة الدولة و الحكومة و المجتمع و الفرد ، فإذن المفهوم في هذه الحالة يشمل جميع المسلمين و يستهدف الاسلام ذاته …
أما إذا كان المقصود بهذا المصطلح أشخاصاً بعينهم امتطوا الدين وسيلةً لصعود هرم الحكم ثم احتكموا بغيره ، فلم لم تفتح ضدهم بلاغات تحت المواد التي تجرم من يسيئ للاسلام و يكذب على الشعب و يضلل المجتمع ؟ خاصة و أن أبواب القضاء مفتوحة و أن الدولة منذ انقلاب ديسمبر 2019 في يد غير الاسلاميين بل و ما تزال في يد مناوئيهم …
و إذا كان المقصود بهم منفذو التغيير الذي أتى بالانقاذ ، فليعرضوا أيضا على محاكمة عادلة يشهدها شعب السودان كله . و يحاكم معهم جميع من نفذ انقلابا على حكم شرعي أو من سلم السلطة للجيش وهو يمثل هرم الحكم المدني …
أما المفسدون فليس لهم حزب غير ذواتهم المتسخة و نفوسهم الدنيئة و رؤاهم الأنانية . الله يمقتهم ، الدين ينبذهم ، المجتمع يلفظهم . و ليس لهم مكان إلا زنازين السجون و غياهب الحبس و العذاب . فلم لم تفعل فيهم ذلك حكومات حمدوك المختلفة و من بعدهم حكومة البرهان و حكومة الأمل ؟ لا سامح الله من ترك مفسدا يسعى في الأرض بما هوى و لا سامح الله من بهت مؤمنا بريئاً …
و الذي يريد محاكمة الاسلاميين فليحدد أسماءهم اسماً اسماً . و يثبت جرمهم جرماً جرماً . ليوقع بهم بعد ذلك أشد العذاب و أقصى العقوبة ثم يشنقهم و يقصيهم و ينفيهم بسوابقهم القضائية …
أما الذي يستهدف الاسلام بلافتات وهمية و حجج عدمية و بإعلام كاذب و تضليل فاضح و تهويل مغرض ، فليقف عند حده فالمسلمون كلهم كافة في هذه الحالة إسلاميون …
الغرب يعلم يقينا من هو إرهابي و من هو مجرم و من هو مغتصب . و الغرب يعلم من الغبي الذي يمكن الانتفاع به إلى حين …
قاتل الله الغبي المتذاكي و الحقير العميل أينما حل ليبيع الضمير و الدين و الوطن …
