منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تميم الدار الشيخ عبد الرحيم يكتب :  *الأبيض… ماذا حدث؟* 

0

تميم الدار الشيخ عبد الرحيم يغرد :

 

*الأبيض… ماذا حدث؟*

 

سقطت الأبيض… ماذا حدث؟
دعونا نضع الأمور في نصابها الصحيح
عندما دخل الجنجويد إلى قلب مدينة الأبيض في أواخر عام 2023، بلغوا السوق الكبير ومستشفى الضمان، وغدروا بضباط الشرطة داخل أقسامهم، فأردوهم قتلى، ونكّلوا بأهلنا في الأبيض تنكيلاً وحشياً. يومها يمكن القول إن المدينة سقطت جزئياً في أيديهم، ولم يكن ينقصهم سوى السيطرة على المطار لإكمال المشهد.
ورغم ذلك كله، لم ينزح مواطنو الأبيض. ثبتوا، وصبروا، وصابروا، واحتسبوا أمرهم لله رب العالمين.
في نهاية يوليو من عام 2024، زرت الأبيض وجلست مع عدد من شخصياتها، فحدثوني عن بطولات نادرة سُطّرت في تلك الأيام العصيبة. حدّثني أحدهم – وكان في مواجهة مباشرة، يقاتل بسلاح الـRPG والقرنوف – كيف اشتد الضغط عليهم حتى وجد نفسه وحيداً ، لا يفصل بينه وبين التراجع أو الاستسلام سوى لحظة تردد.
قال لي:
“فكرت أن أنزع السلاح من يدي وأنسحب… أو أُسلّم.”
وفي ذروة ذلك الصراع الداخلي، التفت خلفه، فإذا بطفل لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، يرفع صوته مكبراً: الله أكبر ☝️
كان الطفل يُذخّر له الذخيرة، يمسك شريطها بيده، ويكبّر بثبات.
قال لي:
“في تلك اللحظة رأيت الجنجويد كالأشجار… لا أخشاهم. قوتهم التي كنت أتخيلها ذابت من ذهني كما يذوب الثلج.”
فصاح: الله أكبر
وبعد أن كان يتراجع، صار يتقدم.
لم تمر ثوانٍ حتى خرجت النساء قبل الرجال، يكبرن من خلف الصفوف، ثم الرجال، ثم الشباب، والشباب يندفعون بأجسادهم نحو المليشيا. ومن لم يملك سلاحًا، قاتلهم بالحسبنة والتكبير. وسرعان ما عاد صوت النصر إلى الأبيض، بعد أن عمّها صمت السقوط.
حتى إن الجيش، في تلك اللحظات، انشغل بإرجاع المواطنين إلى مواقعهم أكثر من انشغاله بدحر المليشيا نفسها. فعادت الأبيض كما كانت:
مجداً شامخاً،
وجمالاً باهياً،
وثباتاً لا يتزحزح،
وصموداً لا يُكسر.
ورغم كل ذلك، لم ينزح المواطنون.
وكان طريق الدبة أقرب وأسهل للنزوح، لكنهم لم يفعلوا.
وحتى حين حوصرت المدينة من الخارج، استمرت الحياة داخلها كأنها مدينة تحاصر أخرى.
الأسواق منتعشة،
الحركة طبيعية،
الخدمات فوق الممتازة.
لم تكن هناك معاناة حقيقية سوى في مسألة المياه، وهي مشكلة قديمة يعرفها أهل الأبيض منذ زمن بعيد.
#خلاصة القول وبالإنابة عن مواطن الأبيض
أقول
إن النزوح الحالي لا سببه الخوف من تكرار سيناريو 2023، بل عدم ارتياح المواطن للقوات الموجودة داخل المدينة؛ قوات تبطش به في السلم، وتأخذ حقه وتعتدي عليه، فكيف سيكون الحال إذا اندلع قتال جديد…؟
لا شك أن المشهد حينها سيكون غير محتمل.
وإذا كانت الدولة جادة في إيقاف النزوح، فعليها:
إخلاء المدينة من كل القوات المساندة،
تنفيذ تفريغ هجومي للقوات كافة،
الإبقاء فقط على جيش الهجانة (الفرقة الخامسة) والشرطة.
وإلا…
فإن النزوح سيستمر.

لا غالب إلا الله ☝️
✍️م. تميم الدار الشيخ عبدالرحيم

#المواطن_يخشى_القوات_المساندة
#لا_سلم_الله_الامارات
#الامارات_تقتل_السودانيين
#الامارات_ترعى_مليشيا_الدعم_السريع
#الامارات_تعادي_الاسلام

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.