منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
وجه الحقيقة / إبراهيم شقلاوي. تحرير سنجة: الأبعاد الاستراتيجية والسياسية للتحول في ميزان الحرب . اخطر تقرير يكشف المؤامرة الاقليمية على شعب السودان ... استراتيجيات د. عصام بطران يكتب سماء السودا... خبر وتحليل عمار العركي دلالات ومؤشرات تحرير مدينة سنجة `زاوية خاصة نايلة علي محمد تكتب :` `ياشهيد عادت سنجة` تنفيذي شندي: تزامن انتصارات الجيش في سنار مع استمرار أعداد المقاتلين تأكيد على ان إرادة السودان لاتق... خبر و تحليل عمار العركي زيارة الوفد الإماراتي لجوبا : هل الإمارات خلف الانقلاب الفاشل فى جوبا حاوره مزمل صديق : مدير زكاة بلدية القضارف : 80% من مواردنا يتم صرفها علي النازحين... و هذا ما يفعله... مسارات محفوظ عابدين يكتب : مليشيا متعددة الجنسيات بتمويل من حكومة الولاية وصول جهازي الرنين المغنطيسى و الأشعة المقطعية لولاية القضارف مصطفى عبد العزيز ود النمر يكتب نسمو فوق الجراح و نبتهج فرحاً للفيتو الروسي وعبورا للمونديال الافريق...

صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) يكتب : هل مات عمر بن الخطاب ؟؟

0

▪️بدأ صاحب القصة حكايته قائلا : ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻲ زوجتي ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. فرأيتها غريبة الوجه متوترة الملامح .
▪️ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ؟
▪️قالت بصوت مضطرب : الولد ..
▪️أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.
▪️إحتضنته وكررت سؤالي .. ماذا حدث ؟!
▪️لم تجيبني المسكينة .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .
▪️سألتها ثانية : ماذا حدث ؟!
▪️أصرت على الصمت .. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير ..
▪️أومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري .
▪️عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أستدرك القصة .
▪️القصة لها بداية لكن لا تعرفها زوجتي .. هي شاهدت فقط نصفها الثاني ..
▪️رحت أروي لها أنا شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث وما يحدث حولها .
▪️القصة بإختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير .. وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير .
▪️كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بسعادتهم .
▪️بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري ينومون عليها ..
▪️كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .. وأما فاطمة فكانت تحب سماع قصة موسي وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.
▪️أما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي .
▪️ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي ؟؟.
▪️صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. لكنني فوجئت بصغيري هو يصيح مقاطعاً الجميع : (عمر بن الخطاب)!
▪️تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة عن سيدنا عمر رضي الله عمه .. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب..
▪️دهشت حقيقة كيف عرفه ..وكيف يطالب بقصته ؟؟ .
▪️لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. إرتجلت له هذه الحكاية بسرعة .. حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.
▪️حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً .. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية ..
▪️وكيف انه لم يتركهم حتى تأكد من انهم شبعوا وناموا .. نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية ..
▪️في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب قلت له مستهزئاً : أتعرف ؟
أجاب في تحد : نعم لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلت
في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي أيضا .. كان قد حفظها هي الأخرى.
▪️هكذا أمضينا قرابة شهر .. في كل ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر .. أو عن تقواه .. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية.
▪️في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب فقال لي : هل مات عمر بن الخطاب؟ كدت أن أقول له – نعم مات !! ..
لكني صمتُ في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب.. وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات .. تهربت من الإجابة.
▪️في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.. بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال ..
▪️صباح اليوم خرج مع والدته..وفي الطريق لقي إمرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها .. فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها : لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود .
▪️بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه .. صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.
▪️فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..لكن قبل أن تصل إلى المنزل إعترض طريقها رجل رث الهيئة وطلب منها مساعدة .
▪️دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم حتى استوقفتها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.
▪️هنا صاح صغيري بها مكررا سؤاله : هل مات عمر بن الخطاب؟!
▪️عندما دخلوا الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليـHـود بأطفالنا في غـ…زة كانت الصور مُروعة ومقاطع الفيديو تُبكي الكبير فينا قبل الصغير..
▪️شاهد الولد البيوت وهي تتهدم على رؤوس الأبرياء.. والرجال العزل وهما يحفرون لاستخراج أشـلاء ذويهم دون أن يُحرك العالم شيئًا.
▪️أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صور النساء والأطفال وهم ينزفون د.مًا .. والرجال وهم يبكون قهـرًا والبيوت والمدارس والمساجد وقد صارت ترابًا على أجساد المُصلين فيها.
▪️التفت نحو أمه وهو يقول جزعًا : مات إذن عمر بن الخطاب.. مات إذن عمر بن الخطاب!
▪️راح يبكي ويكرر : مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب.
▪️دفع صغيري باب الغرفة .. صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أك محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.
▪️توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب : مات عمر بن الخطاب؟
▪️رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له : أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد لنا عمر ..
صاح في فرح : عمر بن الخطاب
قلت له : نعم .. نعم ستلد عمر
ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر ..عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب.
▪️حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب .. ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻋﻤﺮ.
▪️ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ.
▪️ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨﻮﻩ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺛﺖ ﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
▪️ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻋﻤﺮ.
———–
🔹 عمر حي فينا .. وستخرج جحافل الابطال لتعيد سيرته من جديد ..
🔹 غدا ستشرق ادأضواء الحق في افق الدنيا .
🔹 غدا سيعيد التاريخ نفسه .. وسيكتب بمداد النصر فجرا جديدا .. وإنه وعد الحق الذي لن يغيب .
.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.