🥷🏻لن يكون للمقاومة الشعبية جدوىً حقيقيةً إذا ما أصبحت امتداداً لتكتيك الإبرة ، فتقوقعت في ولاياتها خلف الخنادق منتظِرةً أن تغزوها المليشيا الإرهابية لتصد الهجمات ، وتدحر الغزاة ، وتترقب مجيئ الطيران ليوفر لها الإسناد ، وتملأ الدنيا صراخاً في طلب الإمداد ، وسبق أن أشرنا في مقالٍ سابقٍ إلى ضرورة أن تقوم المقاومة الشعبية بواجبي الدفاع والعمل التعرضي (الهجومي) في آنٍ معاً ، وحيث أن الجهود تجري كثيفةً في مجال التعبئة وتجهيز الدفاعات .. فإن هذا المقال سيركز بشكلٍ مباشرٍ على بعض تكتيكات الأعمال التعرضية ، والأساليب التي تُسرِّع في تسليح وإعداد المقاومة الشعبية بشكلٍ ذاتي وتعرُّضي.
🥷🏻يجب أن تؤمن المقاومة الشعبية أنها تقوم على مبادئ هامة نذكر منها:-
🔥إن الهدف الاستراتيجي للمقاومة الشعبية هو هزيمة المليشيا وسحقها وتطهير البلاد منها.
🔥إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم المستمر والمتزامن على المليشيا في كل مكان.
🔥أن تؤمن المقاومة الشعبية بأنها يجب أن تبدأ بألإمكانات المتوفرة حتى ولو كانت السلاح الأبيض فقط وأن سلاحها وعتادها ومركباتها وأموالها ستجلبها من المليشيا.
🔥أن عملياتها التعرضية (الهجومية) ستجري بتكتيكات حرب العصابات Gorrilla Warfare باعتماد السرعة والنجاعة في الانقضاض ، وتأمين سرعة الارتداد بما استولت عليه من سلاح وعتاد ومركبات وأموال.
🔥تعظيم الفائدة من المزايا التفضيلية للمقاومة الشعبية في التخطيط والتنفيذ .. كمعرفة المنطقة ، وإمكانية الحصول على المعلومات ، والإفادة من المجتمع المحلي ، والمحافظة على المبادأة.
🔥الحشد البشري والناري للعملية المحددة ، وإحكام الخطط ، وتعزيز الجاهزية بمناورة تدريبة مشابهة ، والتركيز على تعدد العمليات وتزامنها ، وتحقيق مبدأ (اضرب الجبان ضربةً تُذهِب قلب الشجاع) ، فبث الرعب هو أنجع تكتيكات حرب العصابات.
🔥الأهمية القصوى في التركيز على الأمن الذاتي بمنتهى الصرامة وسط أفراد المقاومة الشعبية والحاضنة المجتمعية لها.
🔥انتقاء الأهداف الأولى بالتركيز على أضعف نقاط العدو كالارتكازات ، واصطياد الأفراد ، والمجموعات قليلة العدد ، ونصب الكمائن ، وأعمال القنص ، والإغاراة الليلية.
🔥العملية الأولى هي الأهم ، فالضربة الأولى نصف المعركة ، وينبغي الإعداد والتخطيط لها بشكل جيد ، وأن يُنتَقى لها أسهل الأهداف ، وأن ينبري لها الأشجع والأكثر خبرةً ودرايةً بالمنطقة ومقترباتها ، وأن يجري التدريب عليها في منتهى السرية قبل إنفاذها.
🔥الإعلام سلاحٌ فتَّاك ، وهو سلاحٌ ذو حدَّين ، ومن الأوفق أن يُعهَد به لرجاله المُحتَرِفون الحاذقون ، فإن ألَدَّ أعداء المقاومة الشعبية هو الثرثرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
🥷🏻تكتيكات حرب العصابات تتطلب تنظيم طواقم قتال صغيرة العدد حسب المهام ، وقد تتطلب العملية أشتراك أكثر من طاقم لتنفيذ عمليات الاستطلاع والإغارة والتأمين والقنص والقطع ، وننصح بعدم العمل بمجموعات قتال كبيرة إلا في العمليات الدفاعية أو بعد أن تتمرس المقاومة الشعبية في تنفيذ العمليات التعرضية (الهجومية) الصغيرة على شاكلة ما تقوم به قوات هيئة العمليات وقوات العمل الخاص.
🥷🏻انتهاج المقاومة الشعبية لأساليب وتنظيم القتال أعلاه يمنحها استقلاليةً في اختيار قيادتها ، وانتقاء أهدافها ، وذاتيةً في تسليح وتجهيز نفسها ، ويُجنبها مذلَّة استجداء وانتظار الدعم من غيرها ، وقد يحرِفها ذلك من الانشغال بقتال العدو إلى الانشغال بالشأن السياسي … ورغم ذلك يبقى تنسيقها العملياتي مع القوات المسلحة مسألة حيوية لا مناص عنها في تبادل المعلومات وانتقاء الأهداف وخطة التنفيذ ، على أن يتم ذلك في أضيق نطاق ممكن.
🥷🏻من المأمول أن تقوم القوات المسلحة بتكليف ضابطٍ برتبةٍ رفيعةٍ للإشراف العام على المقاومة الشعبية ، وأن يتولى القيادة التنفيذية والميدانية معاشيون مشهودٌ لهم بالكفاءة العملياتية والقتالية تخطيطاً وتنفيذاً ، وأن يجري تشكيل غُرَف سيطرة مشتركة في قيادة الفرق والألوية والحاميات .. لتوظيف كل عمليات المقاومة الشعبية وفق المسار الاستراتيجي للحرب … وحتى يتم ذلك (وربما لا يتم أبداً) فعلى المقاومة الشعبية البدء فوراً في تشكيل طواقمها القتالية ، والبدء في مختلف الولايات بمناجزة العدو وِفق ما تم سرده سابقاً.
🥷🏻إن أساليب القتال المذكورة أعلاه تُمكِّن الشباب في المناطق التي احتلتها المليشيا من الشروع في المقاومة المسلحة باصطياد المنفردين من المليشيا وقتلهم بالسلاح الأبيض واغتنام سلاحهم ، ومن ثم تكوين طواقم تُخفي أسلحتها في أماكن مأمونة لتنقض بها على المليشيا بعد تخطيطٍ محكم ومدروس في أوقاتٍ وأماكن معلومة.
🥷🏻لا شك أن وجود قيادةٍ عليا ، وهرميةٍ تنظيمية ، وخطوط إمدادٍ وتنسيقٍ مُحكمةٍ هي مطلوبات ضرورية لحُسن إدارة الحرب ، وبعد خطاب السيد البرهان الليلة لا عُذر لقادة الفِرَق والألوية والحاميات في عدم احتضان المقاومة الشعبية في حدود مسئولياتهم .. ورغم ذلك فإن انتظار تحقيق كل ذلك قد يكلف زمناً عزيزاً في ظل التباطؤ وربما التردد في اتخاذ القرار ، والتقاعس عن الفِعال بعد الإحسان في الأقوال .. والخير في أن تتقد جذوة عمليات المقاومة الشعبية ذاتياً ، ويلحق بها من شاء بعد أن يشفي الله وساوسه ، وليكن لسان حال المقاومة الشعبية للجيش: لا نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، ولكن ستجدنا من أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك مقاتلون ، وعسى الله أن يُرِي أعداء السودان من رماة الحدق ما يجعل قلوبهم إلى حناجرهم كاظمين ، وجند الله هم الغالبون.
*٢٠٢٤م عامٌ فيه يُغاثُ الناس وفيه يَعصِرون*
