منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب : *أخطاءُ الإسلاميين بالسودان التى استفاد منها خصومها لابد مراجعتها !!!*

0

من الضروري أن يفرق الشعب السوداني بين التنظيمات السياسية وأخطاؤها وبين العلاقات الإجتماعية التي تربط الشعب السودان ببعضه وتحافظ على تماسكه ووحدته …
هذه الحرب يجب أن تكون سبباً لمعالجة الأخطاء فى الدولة لا التمادي فيها …
بحسابات المنطق والعقل أن التنظيم الإسلامي فى السودان حكم أطول فترة حيث مكث ثلاثون عاماً فى سدة الحكم ومعظم الشباب اليوم إن لم ينتموا له فقد عاصروا حكمه وتأثروا به…
معلوم أن معظم الشعب السوداني تطغى عليه النزعة القبلية أكثر من الانتماء الحزبي وعلينا أن نسلّم بهذه الحقيقة …
هناك خلط كبير لدي غالبية الشعب السودانى حول كلمة (كيزان ) حتى يخيّل لبعضهم أن الكيزان هم الجلابة وأن الجلابة هم أهل الشمال وفى الشمال هم الشايقية والجعليين !
من أين أتت هذه المفاهيم المغلوطة ؟؟
أولاً ..
خلال الثلاثين عاماً الماضية رئيس السودان هو عمر البشير وكل نوابه الأوائل هم :_
١/ الزبير محمد صالح
٢/ على عثمان محمد طه
٣/ بكري حسن صالح
قادة الأجهزة الأمنية(الجيش ..الشرطة..جهاز الأمن والمخابرات الوطنى ) كلهم من الشمالية ونهر النيل ..
هذا الواقع كوّن رأي عام لدي العوام وبعض النخب أن الشماليين هم الذين سيطروا على الدولة واحتكروها لصالحهم !!
ثانياً…
تجاهل الإسلاميون مبدأ الإيثار فكانوا لا يعرفون مبدأ الزهد عن المناصب بل يتهافتون إليها ويتنافسونها فيما بينهم أكثر من غيرهم وجعلوا من المناصب مغنماً فكان أبناء القيادات الإسلامية هم أكثر تنعماً ودعةً من بقية الشعب السوداني مما جلب لهم السخط والكراهية وولّد غبناً لدى غالبية الشعب الكادح الذي طحنه الفقر والفاقة …
ثالثاً…
غاب لدى الإسلاميين مبدأ التناصح..
والتقويم ..
والمحاسبة..
وطغت نزعة الحمية القبلية والمحاباة وظهر ما يعرف بفقه السترة والمدارة ورسخوا مفهوم التغطية والتجاوز على منسوبي الحزب والحركة فكثر الفساد والمحسوبية وتلاشت قيمة العدل والإنصاف فسقطوا من نظر غالبية الشعب السوداني …
رابعاً..
انفراد الرئيس البشير (غفر الله) بالقرارات كلها فكان فى آخر أيام حكمه صار فرعوناً لا يسمع لناصح يقترب منه فاستبدّ برأيه وقرّب منه المنافقين وأصحاب الأهواء وظنّ أنهم مانعوه من سخط الله فكانوا سبباً فى سقوطه بعد أن خانوه …
استفاد أعداء الإسلاميين فى الداخل والخارج من هذه الأخطاء فاخترقوا الدولة السودانية من أعلى قمتها وأجهزتها الأمنية والسياسية وكانت النتيجة هذا البؤس الذي نراه الآن والذى أشبه بالطوفان الذى لا يستثنى الإسلاميين ولا غير الإسلاميين إنما سيجرف الدولة السودانية وشعبها إن لم يتدارك العقلاء من أبناء الشعب السودانى هذه الكارثة…
معالجة الأخطاء يحتاج إلى شجاعة وهذه الشجاعة يملكها الشعب السوداني لأنه ينطلق من مبادئ دينية راسخة وأخلاق منبعها السماحة والعفو…
ما نجزم به يقيناً وثقة بالله وإحسان الظن به أن الشعب السودانى سيتجاوز هذه المحنة وهو أكثر منعة وقوة ووحدة وتماسك …
فإن الجيل الذى تربى فى فترة الإنقاذ تسلّح بسلاح المعرفة التى تحصنه بألاّ يسير فى مؤخرة ركب الشعوب …
نحتاج إلى مراجعات حقيقية نصطحب خلالها كل أخطاء الماضي والتغيرات الإقليمية والدولية من حولنا لنترك سفينة السودان تبحر إلى شواطئ الأمن والرفاهية والريادة …
ولن نصل لهذا إذا استفاد الشعب من أخطاء الماضى دون مجاملة وتخلى عن النزعات العنصرية وحاسب كل فاسد ولفظ كل سياسي منافق جعل من المنصب مغنماً ليستبد به ويشترى به ذمم الناس وولاؤهم..
وإبعاد الساسة أصحاب المحاور الخارجية الذين يريدون رهن الدولة وشعبها للخارج مقابل بقائهم فى السلطة ليستبدوا على الشعب ويجعلوه عبيداً لهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.