منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي ادم احمد يكتب : *حدود الدم والنار*

0

علي ادم احمد يكتب :

*حدود الدم والنار*

بعد نهاية الحرب الباردة وتمزق الاتحاد السوفيتي جغرافيآ وفكرة برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة احادية مسيطرة على العالم سياسيآ واقتصاديآ عملت عبر حلفاءها على اعادة تشكيل العالم وهندستة لضمان استمرار هيمنتها ومنع اي قوة اقليمية للصعود وكانت الفوضى الخلاقة جزء من خطة رسم منطقة الشرق الاوسط وافريقيا بشكل سياسي واجتماعي جديد ٠
ومنذ بداية ما عرف بالربيع العربي في المنطقة او الثورات الملونه في شرق اروبا سوى في جورجيا او اوكرانيا كل هذه المؤشرات كان تذهب الى ان صناعة عالم جديد قادم وفق شروط الدول الغربية ومنظماتها او الذهاب الى المجمهول والاقتتال على اسس صفرية سوى كانت قبلية وعرقية واثنية او دينية مع العلم بان هذا الشكل من الحروب هو اكثر دموية وفظاعة واثارها هي الاكثر كارثية ومن الصعب التعايش معها ٠ وهذا ما يجعل امكانية نشوء و ظهور نزاعات انفصالية وقيام دول على اسس مذهبية وعرقية كما هو واقع الحال في المنطقة ومناطق الصراعات التي قامت على هذه الاسس ٠ الشواهد على هذا الشكل من الصراعات صارت واضحة في ظهور مصطلحات جديدة او قديمة متجددة في الادبيات السياسية مثل الهلال الشيعي والنازيين الجدد او القوميين او كما هو في السودان دولة جنيد وغيرها من الارهاصات التي تذهب الى هذا الاتجاه من الصراعات التي تتحكم فيها الدول الكبرى ومنظماتها عبر ادوات تقليدية كدول تعرف بشرطي المنطقة كحال دولة الامارات العربية لو تتبعت الصرعات والحروب في الشرق الاوسط وافريقيا تجد دولة الامارات حاضرة من سوريا الى اليمن ومن دكار الى الصومال هذا الدور الذي تقوم به الامارات اكبر من امكانياتها السياسية والثقافية والامنية لانها لا تمتلك ادوات السيطرة الحقيقية على الحرائق الناشئة من هكذا صراعات التي قد تمثل خطر حقيقي على المنطقة بما فيها الامارات نفسها وادخالها في اتون حروب لا تبقي ولا تذر وتقضي على الاخضر واليابس فالامارات غير مؤاهله ولا تمتلك الادوات ولا القدرة على لعب ادوار سياسية وامنية في المنطقة فالقوة الاقتصادية بلا مشروع سياسي واجتماعي لا يمكن ان تقود تغير في المنطقة لو تتبعنا دور الامارات منذ بداية الربيع العربي في الحقيقة مصطلح ربيع يبدو غير موفق ولا يتماشى مع نتائج هذه الثورات الكارثية على المنطقة والعالم نجد ان الامارات اتخذت وضعية العداء لمجموعة سياسية واجتماعية بعينها تمثلت في الاسلام السياسي ( الاخوان المسلمون ) وعملت على بذل كل امكانياتها في القضاء على هذه المجموعة دون ان يكون للامارات مشروع سياسي تسوق له فالاخوان المسلمون جزء اصيل من هذه المجتمعات ثقافيآ واجتماعيآ ولا يمكن استئصالهم بهذه الطريقة دون مدافعتهم فكريآ وسياسيآ بادوات ديمقراطية ٠
فمعركة الكرامة في السودان تمثل علامة فارقة لما افرزته من نتائج سياسية واجتماعية واقتصادية فالعبث بأمن الدولة السودانية واستقرارها لا يمثل خطر على الدولة السودانية فقط بل يتجاوزها الى الاقليم والمنطقة وهذا ما لم يوضع في الحسبان فاكبر المتضررين من هذه الحرب دول الجوار التي انخرطت في هذه الحرب بصورة غير واعية لمخاطر مثل هكذا صراعات على امنها واستقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ٠
فشل المشروع السياسي الذي تقوده الامارات في السودان يرجع في الاساس الى عاملين :
١/ رسوخ مفهوم الدولة في السودان وتجذرة صحيح هناك ضعف اعترى الدولة خلال الاربعة التي اعقبت الثورة وهذا شي يرجع في الاساس الى تجريف حكومة الثورة لمؤسسات الدولة بدواعي إزالة التمكين
٢/ الامارات لا تمتلك القدرة السياسية والثقافية لاحتواء دولة بحجم السودان جغرافيآ وسياسيآ ولديه من التأثير السياسي والثقافي والامني على كافة المنطقة بما فيها دول الخليج نفسها ٠
هذه الحرب بلا شك ستترك اثار سلبية بالغة التعقيد سياسيآ واقتصاديآ واجتماعيآ وقد تستمر لفترات طويلة لكن الدولة السودانية لديها من القدرات والادوات التي تمكنها من تجاوز هذه الاثار والعمل على معالجتها ويرجع ذلك لمركزية مفهوم الدولة القطرية وتجذره في الفكر الجمعي لدى الشعب السوداني ٠

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.