دكتور أسامة محمد عثمان حمد يكتب : *حرب السودان و التقاء (الحائين) جرا بالياء*
دكتور أسامة محمد عثمان حمد يكتب :
*حرب السودان و التقاء (الحائين) جرا بالياء*
وكان حديثنا السابق عن مراحل التحضير (للحائين) سياسيا عسكريا داخليا وخارجيا ولكن كان لكل حاء حاضنة بعيدة عن الأخرى لم يكن ذلك الأمر يغيب عن داعمي الحضانة ليكتمل النمو لان أحداث السودان ومنذ ما قبل استقلاله هي متواليه مترابطة في ظل استمرار لكثير من الأحداث التي لحقت بالعالم الإسلامي ككل والعربي والسوداني على وجه الخصوص ولكن دعونا نتلمس أقرب الأحداث التي يسهل تتبع مآلاتها دون تشويش.
كانت حرب الجنوب هي أولى خطوات المستعمر الواضحة ضمن خطته المتكاملة لشغل السودان بحروب طويلة المدى تعمل على زعزعة استقرار العالمين الإسلامي والعربي وخلق درجة من التوتر وسط أفريقيا لأسباب عده اهمها أضعاف الدولة لأجل ارتهان قرارها وسيادتها و استغلال مواردها الخام وعدم السماح لها باحداث اي درجة من النمو والتطور حتى لا تستغل هذه الموارد ذاتيا ومن ثم تتحول إلى دولة ذات سيادة و استقلالية قوية تهدد مصالح المستعمر داخليا وخارجيا مما يؤثر على مواقفها الإقليمية والدولية ويشجع دول أخرى لحزوها، فالأمر لم يكن مقتصرا على موضوع الموارد فحسب بل الدعوة. كذلك لقد ظل هاجس السيطرة على انتشار الإسلام والحيلولة دون توغله الي وسط أفريقيا من أهم دوافع اندلاع حرب الجنوب رغم كثير من المغالطات التي تدعي غير ذلك.
استمرت حرب الجنوب تستنزف الدولة السودانية بصورة مستمرة حتى توج مجهود مشعليها في آخر المطاف على مضض الشعب الذي أصبح شعبين ورضاء بعض الساسة ظنا منهم أن الأمر قد انقضي وهذه سانحة لينطلق الجميع دون أي معوقات في تراضي بالنتيجة بعيدا عن الاحتراب والاقتتال.
ولكن الرحم واحد خصب وولود… لم تكن الحركة الشعبية لتحرير السودان كما سميت حينها تتحدث في رؤيتها عن تحرير الجنوب او فصله وان كان هذا هدف لبعض قادتها ولكن كان للممولين راي اخر فبدلا من انتقالها بكلياتها الي الجنوب و اغلاق بابها في الشمال تماما خلفت عن عمد من جوالها بصلة فاسدة تنشر نتن رائحة فسادها في الشمال و ظلت تتحرك في اوساط كل من هو قابل للفساد لتفسدة وهنا كان حرف الياء (بنقتطيه) يتحرك بمكره المعهود بعد ان تحقق له جزء من الهدف الكلى وهو فصل الجنوب.
أوحي الي العامة انه احد دعاة الديمقراطية المفقودة في حين انه ظل يحارب دولة الديمقراطية حتى اسقطها باسقاط طائرة سودانير حينها وازهاق أرواح ركابها و مدن الجنوب تواليا وتفاخرا وهو الهارب من عدالة المحاكم بعد اتهامه باغتيال اثنين من زملائه الطلاب.
كان قرار ابعاده عن السودان هو الاوجب حينها دون أدنى مجاملة ولكنها أقدار الله تعالى التي مكنته من البقاء بفساده وافساده حتى عم وانتشر فتحول الي سرطان يأكل منسأة الوطن و يجره نحو مزيد من التفكك بعد أن حقق جزا منه بالانفصال .
وهنا ظهر حرف الجر ياءا بنقطين يمتطي صهوة كل حرف من حروف الحاء موجها لهم نحو الهدف … ونواصل