منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم عربي يكتب : *(كباشي) … بندقية وغصن زيتون ..!*

0

إبراهيم عربي يكتب :

*(كباشي) … بندقية وغصن زيتون ..!*

بلاشك أن لزيارة عضو مجلس السيادة والمشرف علي ولايات كردفان والنيل الابيض الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة ، إلي بحر أبيض في هذا التوقيت ، زيارة مهمة لها معاني ودلالات ومآلات وبالطبع لها ما بعدها ..!.

فالنيل الأبيض وسط البلاد وتعتبر مسمار نص لمسارح العمليات العسكرية التي إنطلقت بالبلاد في وقت تعانق فيه أسود كرري ونمور المهندسين بالتهليل والتكبير بعد عشرة أشهر من العمليات ووصلت عدة الشغل الجديدة لاول مرة كاملة واكتملت عمليات خطة تطهير أم درمان والتي وصلها الرئيس القائد العام للقوات المسلحة الجنرال البرهان ليعيش الفرحة مع جنود معركة الكرامة والتي ظل يعيش معها لحظة التطهير الكامل لحظة بلحظة ، فمن أمدرمان الليلة البشائر جات بالعزة والفرحة ..!.

فيما أصبح كنس دنس التمرد في ولاية الجزيرة قاب قوسين أو أدني ، تماما كما أصبح زحف التماسيح شرقا وغربا وشمالا مسألة وقت ليس إلا ونقول لمليشيات التمرد في كردفان بلوا رؤوسكم ..! ، فقد أصبحت المسافة صفر والساعة صفر أيضا
، ولكن بلاشك للقيادة تقديراتها العسكرية مكانا وزمانا ..!.

وبالتالي فإن تصريحات الفارس الأسمر الجنرال كباشي الرجل الثاني في الجيش الأكثر إنضباطا إبن المؤسسة العسكرية كابرا عن كابر لا تخرج للهواء الطلق هكذا دون توقيت زمانا ومكانا ولذلك جاءت من بحر أبيض والتي أصبحت تشكل حجر الزاوية والأمان لأهل السودان وقد قالها كباشي بذات العبارة قبل عام من أرض الجبال (لابديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة الوحيدة المعروفة منذ 1956 وجيش مهني واحد ..!) .

تماما كما قالها كباشي لا للإطاري ..!، وهو الذي غاب عن مهرجان التوقيع المصنوع مستشفيا خارج البلاد ، تماما كما تخلف رفيقه العطا رجل الحوبة إبن القوات المسلحة الذي شهدت له أدغال الجنوب قبل أم درمان التي ركز فيها وسط جنوده فاستحق التهنئة والتحية والتجلة ، واذكر حينها جيدا مفردات كباشي المشهورة التي وقعت علي مسامعي (لو كنت في الخرطوم لما حضرت شخصيا مهزلة توقيع هذا الإطاري ..!) .

وبالأمس قطع كباشي بذات المفردات لدي مخاطبته جماهير وتماسيح النيل الأبيض (تاني ما في إطاري .. لا تفاوض مع الذراع السياسي للمليشيا المتمردة .. واعتقد على القحاتة بتقدمهم وتأخرهم وبلاويهم أن يبحثوا عن الحلول في الداخل لا في الخارج) وربما هذا ما أخرج الأفعي السامة ياسر عرمان المطرود من جوبا ليكتب من خندق العمالة والارتزاق تحت تأثير دراهم الإمارات متسائلا (كباشي البحرين أم كباشي النيل الأبيض ..؟!) ونحن نقول له الإجابة بطرف الجنرال توت قلواك ..!.

إلا أن كباشي قد رد عليه سلفا مقيدا التفاوض قائلا لا تفاوض سياسي قبل إكتمال الجانب الأمني والعسكري بشروط الجيش المحددة ، وأضاف سنظل نحمل السلاح نقاتل وحنقاتل وسنقاتل ولكننا نحمل غصن الزيتون في يدنا الأخرى للتفاوض وسنفاوض الوطنيين من أجل الوطن وحفاظا علي تراب الوطن والجماهير تهتف شعب واحد .. جيش واحد ..!.

بالطبع لسنا دعاة حرب ، نحن مع السلام المستدام وهو الأصل المطلوب للتعايش بين المجتمعات ، ، وإذ تؤكد التجارب التاريخية داخليا وخارجيا انه لا توجد حرب في محيطنا الإقليمي أو الدولي أو القومي إنتهت بالبندقية بسلام دائم ..! ، ولذلك قلناها من قبل مرارا وتكرارا ونقولها الآن البندقية لوحدها ليست حلا مستداما ..! .

وبالطبع ليست البندقية غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق غاية وهي السلام المستدام ، وبالتالي لابد من الحوار والتفاوض مهما طالت الحرب أو قصرت في البلاد ولكن مع من وكيف وعلي ماذا يكون التفاوض ..؟!.

علي كل لابد للتمرد أن يعي جيدا أن الشعب إنطلق بالمقاومة الشعبية صفا واحدا مع جيشه وقد قطع التلاحم شوطا في وقت تعاني فيه قوات التمرد وقياداته أسوأ حالاتها من الإنهيار والإحباط ..! ، عليه يظل باب الحوار والتفاوض مفتوحا متي ما أصبح تتفيذ إتفاق جدة واقعا بخروجها من منازل المواطنين والاعيان المدنية والمؤسسات الحكومية والخدمية العامة والخاصة منفذا طوعا قبل الزحف الذي إكتملت خطته وحينها تقع علي الراس ولا ينفع الندم ..!.

‏في تقديري الخاص أن إختيار كباشي بحر أبيض مكانا ومنبرا لمخاطبة أهل السودان بعد صمت ليس بالقصير ردا مباشرا علي ما قالوا فيه من عمليات تخوين أصابته بالرشاش في نفسه والمؤسسة العسكرية ، قالها الرجل بكل وضوح سنحمل البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى لأجل السلام المستدام ، وبالتالي فإن تحقق السلام بالتفاوض خيرا وإلا ستصبح البندقية خيارا مرا مفروضا ..!.
الرادار .. السبت 17 فبراير 2024 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.