منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. ابراهيم الصديق يكتب : *الجندي : عثمان بشير الجندي*

0

د. ابراهيم الصديق يكتب :

*الجندي : عثمان بشير الجندي*

الجندى رجل خصه الله بخدمة الناس..
هذه خصلة خص الله بعض عباده ، وهو ذلك التفانى فى خدمة الناس ، وقليل ما هم ، ومنهم الأخ عثمان بشير خضر الجندى ..
منذ عرفته عام 2003 م بالتلفزيون القومي ، وجدت فيه ذلك الحس الإنساني الرفيع الذي يتجاوز الذات و(الأنا) إلى الآخرين ، وبصدق..
بلا بهارج ولا إدعاءات و لا إستعراض ، وقد وفقه الله ، هذا عمل مبارك ، ولا ينجح فيه إلا صادق و (مبروك)..
ولإن الجندي صاحب السريرة البيضاء والنوايا الطيبة أخلص ، فإن الله زاده قبولا بين الناس ، من الخيرين ورجال الأعمال ، من الرسميين ، ومن المواطنين وهم يلهجون له بالدعوات والثناء وبالمساهمة..
لم تكن (فكة ريق) هى أولى مبادراته ، فقد سبقها مبادرة اخرى لفك المعسرين بالسجون من البسطاء اصحاب الغرامات والدائنين وزيارات الاسر المتعففة ، منذ عام 2011م ، وربما قبل ذلك ، كان معه كثر من قضاة ورجال اعمال وحتى وزراء فى ذلك الوقت ، من بينهم وزير عدل سابق من أبناء دارفور وآخرين تقبل الله منهم وزادهم من فضل ، ويا لهم من سابقين ..
و حين حدث التغيير عام 2019م كان الجندى من الفاعلين ، فى المسيرات والإعتصام واللجان ، كان مثله وشباب كثر يحلمون بالتغيير والافضل ، ولكنه صاحب رؤية ومبدأ لم تغره المظاهر حين أنحرف المسار ، حافظ الجندى على ذلك الخيط الرفيع بين الإندفاع والتريث ، لم ينزلق فى موقف أو قول ، كان الجندى مثالا للخلق الرفيع..
وذلك طبعه ، الشاب الهائج والمنفعل ، هو ذاته صاحب الضحكة الجهورة ، والأنس الودود ، لا يحمل غبينة أو ضغينة..
وهو – ما شاءالله – رجل محجوب عن التحيزات السياسية والقبلية والجهوية ، هو إبن السودان ، وأخ الإنسانية والساعى فى الخير ، والمعبر عن رايه والمستقل بفكرته والشجاع بالتعبير عنها..
وكان جنديا وطنيا فى صف الوطن مع تمرد المليشيا فى ابريل 2023م وصاحب مبادرة (فكة ريق) ، ارامل وايتام ومواطنين تقطعت بهم السبل كانوا فى تكية الجندي..
لم يكن يملك شيئا ، فقط راى حاجة الناس ، وأجتهد ، وتدفق الخير حتى فاض ، وانفتحت البركات ، وكما يقول أهلنا (النية زاملة سيدها)..
والجندي صاحب سعي فى الرزق ، لم يرهن نفسه للعيش من هذه المبادرات ، و لكنه ثابر على توظيف قدراته الإعلامية وأصبح مصدر اخبار ومراسل وصاحب موقع الكتروني ، هو شاب جسور..
طيلة أكثر من عشرين عاما ، معرفتي بالأخ الجندى ، لم ألتقيه يوما ، دون ان اسمع منه فكرة أو سعي فى قضاء حوائج الناس أو مبادرة للخير أو إصلاح ذات البين أو زيارة اجتماعية أو جبرا للخواطر..
أمثال الجندى وآخرين هم الذين يوقدون الشموع حين (يتسكع ) الآخرين ويتلذذون بلعن الظلام.. وما أكثر الخير بين يدي الجندي ، وفى الأثر أن السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لم يكن فى بيتها سوى تمرة ، واعطتها لسائل وهى تقول (كم مثقال ذرة فيها) ، فكم من مثاقيل قدمها الجندي وامثاله..
اللهم بارك فى الأخ عثمان الجندي وبارك فى اهله وولده وارحم والديه وزده من الخير والبركة.. اللهم ارفع قدره وبارك عمله وافتح لك من البركة..
(أبا طارق ) لك التحية والتقدير ، فقد أتعبت نفسك وفريق عملك ، وفرجت كرب عن آخرين ، جففت مآقي وأرويت شفاه وأزلت غمامة حزن عن كثيرين ، سقاك الله وفريق عملك من ماء الكوثر وزادك من الخير وحفظك ذخرا للوطن ..
أكرمت..
أخوك : ابراهيم الصديق على
19 فبراير 2024م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.