علي ادم احمد يكتب : *ازمة العقل السوداني وانتاج الازمة*
علي ادم احمد يكتب :
*ازمة العقل السوداني وانتاج الازمة*
هل ستكون هذه الحرب بكل وحشيتها وممارساتها الخطيرة على سلامة وتماسك الدولة السودانية بداية النهاية للازمات السياسية والاجتماعية والامنية للدولة السودانية ؟
حقيقة يصعب القراءة والتكهن للواقع السياسي والاجتماعي بعد الحرب صحيح هذه الحرب ايقظت الشعور الوطني والقومي لدى الشعب وجعلته يحس بضرورة التمسك بقواته المسلحة كخيار استراتيجي ولا يمكن التفريط فيها تحت اي دعاوي كانت ٠
الا ان الازمة السياسية لازالت ترواح مكانها معظم النخب السياسية والحزبية لم تكن حقيقة على قدر المسؤولية الاخلاقية والاجتماعية وظهر هذا جليآ وبوضوح في نظرتهم لهذه الحرب وعدم تقديرهم الصحيح لابعادها الاجتماعية والسياسية على مستقبل الدولة السودانية وسلامة اراضيها ونسيجها الاجتماعي ٠
هذا الفشل يرجع في الاساس لخلل بنيوي تتشابه فيه معظم الاحزاب التي انتجت هذه الازمة بالتاكيد هذا الخلل البنيوي ترتب عليه اخطاء في وضع رؤية سياسية وطنية وبناء اهداف واضحة تسهم في تطوير واستقرار العملية السياسية ومن الاستحالة معالجة هذه الازمة بنفس الادوات والوسائل التي كانت سببآ فيها ما لم تعالج مشكلة هذه الاحزاب نفسها وآلياتها في صنع القرارات وطريقة تفكيرها للحوكمة ٠
هذه الحرب وليد شرعي لاخطاء هذه الاحزاب وممارساتها الكارثية على الراهن لذلك يصعب معالجتها في اطار سياسي وهذا ما بدا واضحآ من خلال المنابر التي عقدت لانهاءها اذن المعالجة لهذه الحرب امنية في المقام الاول لعدم وجود اطار وافق سياسي تعالج فيه اي محاولة غير الخيار الامني لمعالجتها سياسيآ ستكون بمثابة ترحيلها وتاجيلها مستقبلآ ٠
مقدرة العقل السياسي لانتاج انماط سياسية واجتماعية تسهم في استقرار وبناء الدولة السودانية يتطلب اكثر من اصلاح المنظومة الحزبية وآلياتها قد ينسحب الامر الى اصلاح المنظومة التعليمية والتربوية برمتها وفق رؤية وطنية متكاملة تعيد صياغة الدولة السودانية على أسس تضمن مخرجات قادرة على استيعاب مفهوم الدولة والمواطنة ٠
معركة الكرامة اليوم رسمت خطآ فاصلآ بين السودان القديم والجديد اي ان ما بعد الحرب ليس قبلها ما يتطلب وضع خطط وبرامج حقيقية تؤسس لسودان ما بعد الحرب ٠