د.ريم أبو إدريس تكتب : *أعيدوا إليها حياتها و بيتها*
د.ريم أبو إدريس تكتب :
*أعيدوا إليها حياتها و بيتها*
في اليوم الدولي للمرأة و الكائن في ٨ مارس هذا العام، سلام و بركات تحل على المرأة السودانية النازحة و المشردة في معسكرات اللجوء ، و المهجرة إلى دول الجوار ، المكلومة لفقد أحبابها ، الحزينة لاحتلال بيتها و ضياع ممتلكاتها و بعثرة ذكرياتها ، الخائفة على نفسها و أطفالها تحت وابل الرصاص و القنابل ، المستهدفة الرئيسية بالإذلال و الإرهاب و الإغتصاب في مناطق الحرب في الخرطوم و دارفور و الجزيرة ، المنسية عمداً بين أوراق قضايا طاولات نقاش المجتمع الدولي الصامت عن معاناتها، و انتهاكها الذي لم يسبق له مثيل في حروبات العالم الحديث ؛ حيث بلغ تعداد النازحين من الأطفال و النساء 7.1 مليون شخص بحسب تقرير الهجرة الدولية ، تحت ظروف معيشية قاهرة بسبب ما لحق بالاقتصاد و المؤسسات الصحية من دمار مما زاد من محنة المرأة.
يهدف هذا اليوم لمجابهة العنف و الجرائم ضد النساء من خلال دعوته الملحة لتضافر الجهود و الرؤى و العزم السياسي، مع تسخير كافة المصادر لحل مشكلات العالم التي تؤدي إلى الإخلال بوضع المرأة و سلب حقوقها.
يأتي الإحتفال هذا العام تحت شعار ” الإستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم” متضمناً الدعوة إلى العمل الجاد في عدة مجالات رئيسية؛ سعياً وراء تحقيق الإزدهار و العدالة الإجتماعية للمرأة و هي:
1. الاستثمار في المرأة.
2. التمويل المراعي لمنظور النوع الاجتماعي.
3. التحول إلى اقتصاد أخضر قائم على الرعاية.
4. دعم صانعي و صانعات التغيير النسوي.
يظل ما يحدث في السودان اختباراً لأخلاق و ضمير العزيمة السياسية، التي فشلت في إستعادة حياة و بيت المرأة السودانية، و فشل واضح للمجتمع الدولي الذي يحتفل بيومها العالمي في غيابها عن بيتها و ديارها بسبب ويلات الحرب من قتل و تهجير و إرهاب و اغتصاب.
إن إنهاء الحرب كمطلب أخلاقي و عقلاني مع محاسبة الجناة و مرتكبي الجرائم ضد المرأة، و ضمان عدم إفلاتهم من المساءلة القانونية من شأنه أن يحقق العدالة للمرأة السودانية و يعيد إليها حياتها و بيتها.
# “أعيدوا للمرأة السودانية حياتها وبيتها ”
٨ مارس ٢٠٢٤