ابراهيم عثمان يكتب : *ببساطة شديدة*
ابراهيم عثمان يكتب :
*ببساطة شديدة*
عندما نعلم أن بعض بيانات قحت المركزي الصادرة قبل “إعلان أديس أبابا” كانت قد أدانت احتلال المنازل وطالبت بالخروج منها، ونسمع من ياسر عرمان قوله : ( قضية الخروج هذه مجرد مزايدة )، ومن جعفر حسن قوله ( أرواح الناس أغلى من البيوت )، ومن زينب المهدي قولها ( إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع )، والمستطاع هو الخروج بعد وقف الطيران ووقف الحرب، ومن النور حمد قوله إنهم ( احتلوها في معركة ولن يخلوها إلا بتفاوض )، ففي هذا تأكيد قاطع لما ظل الناس يقولونه منذ بداية التمرد :
١. أن الهدف من إداناتهم لجرائم المتمردين كان، ولا زال، هو رفع العتب وتخدير المواطنين، بسبب مراعاتهم لحليفهم المتمرد .
٢. أنهم لا يتبعون الإدانة بموقف حقيقي يؤكد صدقيتها، وإنما بمواقف تؤكد العكس .
٣. أن الفرق الذي جعل مطالبتهم القديمة ليست مزايدة ومطالبات الآخرين “مجرد مزايدة” هو برود الأولى وعدم جديتها وقوة وجدية الثانية .
٤. أن موقفهم تحول بسلاسة وبسهولة شديدة من المطالبة بالخروج إلى الرد القاسي على المطالبين، وهذه السلاسة وهذه السهولة تثبت أن الموقف الأول كان من شدة بروده يحمل الثاني في جوفه.
٥. أنهم ينزعجون من المطالبات بالخروج تماماً كما ينزعج المتمردون .
٦. أن الدعم السريع، مهما كان نوع وحجم جرائمه، أصبح يمثل حاجة وجودية لهم ولا يستطيعون الاستغناء عنه، ولذلك كل مواقفهم ستُفصَّل بالشكل الذي لا يقطع عشمهم فيه .
إبراهيم عثمان