نايلة علي محمد الخليفة يكتب: *مخطط تركيع السودان قديم متجدد*
زاوية خاصة
المتأمل للحالة السودانية بتجاذباتها، وتقاطعاتها يدرك تماما أن السودان محور أساسي لوضع اليد على الدول الأفريقية، والعربية لما يمتاز به من موقع ، وثروات طبيعية ، وتركيبة ديموغرافية لذا نجد أنه أصبح محط أنظار ، وصراع للدول العظمى هذا الصراع منه ماهو خفي ، وماهو ظاهر، واخذ أشكال متعددة تختلف بإختلاف النخب السياسية التي تعاقبت على حكم السودان .
تعاظم الإهتمام ، والصراع حول السودان ببزوغ فجر الإنقاذ التي حاولت الخروج عن ثوب الوصاية ، ورأت أن السودان دولة مستقلة ينبغي أن يكون حراً في إتخاذ قرراته ، وإستخراج ثرواته .
من هنا بدأت تحولات حماية النفوذ من دائرة الإستتار إلى العلن ، وبدأت مرحلة إستخدام المخالب ، وتفجير الصراعات الداخلية عبر تفريخ حركات التمرد لشل حركة الدولة ، بالإضافة لتأليب دول الجوار ، وقد نجح السودان في إمتصاص كل هذه الصدمات ، ومضى في تنمية موارده بجهود المخلصين من أبنائه ، و الدول الشقيقة التي لم تربط الأطماع السياسية بالإقتصادية .
المعادلة اعلاه لم ترضي الدول التي تعتبر ثروات السودان مخزون مؤجل تستخرجه متى ما أرادت ، وأن السودان عبد خرج عن بيت الطاعة ولابد من إعادته إليه .
لجأت هذه الدول تحت دعاوى محاربة نظام الإنقاذ في خنق الدولة السودانية بالعقوبات الأحادية ، والحصار الإقتصادي ،وقد نجحت في كسر شوكة الدولة السودانية عبر الثورة المصنوعة مدفوعة الثمن ، وكانت إزاحة نظام الإنقاذ اول الخطى، وأعظم الإنتصارات التي تحققت في هذا القرن للإجهاز على السودان .
بعد ذلك نشطت الإستخبارات الغربية عبر واجهاتها السياسية لقيادة المرحلة الثانية ، وهي تفكيك الجيش السوداني للإنفراد بالفريسة ، وتقسيمها بالطريقة التي تُريد .
مع ظهور لاعب جديد يتحمل تبعات الظهور ، والعداء للسودان، وشعبه نيابة عن أسياده الأصلاء .
للأسف هذا اللاعب هو دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت الراعي ، والموول للعمليات العسكرية بالدعم المباشر من الألف إلى الياء للمليشيا المتمردة لتصبح بديلا للجيش السوداني ، وقوى الحرية والتغيير جناحا سياسيا لها يمثل المدنيين حال نجاح الخطة التي تكاملت خيوطها وتوفرت لها كافة عناصر النجاح.
الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م إنطلقت الرصاصة الأولى التي تصدى لها الجيش الوطني بعزيمة من رضع الوطنية من ثدي عازة التي تغنى لها خليل فرح ، ودندن باسمها ملايين السودانيين بأنشودة انا سوداني خلف الفنان حسن خليفة العطبراوي .
فشل المخطط القديم المتجدد لتركيع السودان بكل أساليبه ، وآخرها العسكري تحت رعاية الراعي الذهبي دولة الإمارات ، وعلى قيادة الدولة السودانية ممثلة في المجلس السيادي وقيادة القوات المسلحة تسريع وتيرة العمليات العسكرية لإجتثاث ماتبقى من جيوب التمرد ، وإغلاق المنافذ التي يحاول الرعاة إيجادها لإعادة تدوير النفايات سياسيا عبر المنابر التفاوضية فمن كان غطاءً سياسيا للتمرد يعد شريكا أصيلا في الجرائم ، والفظائع التي أرتكبت في حق المواطن البسيط من قتل ، ونهب وحرق ، وتطهير عرقي ، ونزوح ، ولجوء ، وإغتصاب للحرائر ، وإختطافهن وبيعيهن في أسواق الرقيق في دول الجوار .
فالسؤال الذي يبحث عن إجابة هل سيرضى أهل السودان بعد كل هذه التضحيات بهذه العصبة أن تكون جزءً من القرار السوداني في المستقبل . من واقع القراءة ومخالطة العوام لن يرضى أهل السودان بعودتهم ، ولو فعلها البرهان وفي ظني لن يفعلها فلينتظر مصير غردون باشا…. لنا عودة
….
#منصة_اشواق_السودان