محفوظ عابدين يكتب: *السيدة والدولة ..تستجيران ببريطانيا*
مسارات
تناقلت وسائل اعلام غربية وعربية قبل فترة ان الاميرة هيا بنت الحسين شقيقة ملك الاردن وزوجة نائب رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة،ورئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد توجهت الى المحاكم ( البريطانية) حفاظا على حقوقها (الاسرية) و(الإجتماعية) وتقدمت بشكوها ضد زوجها بسبب تعرضها لضغوط لكي( تتنازل) عن بعض تلك الحقوق أو كلها كما جاء في الأخبار (المتداولة) في ذلك الوقت.
وسيدة بهذا (النفوذ) زوجة حاكم( اغنى) امارة ونائب رئيس( دولة) وشقيقة (ملك) تضطر الى اللجوء الى محاكم (اجنبية) من اجل الحفاظ على حقوقها. فكانت هذه الخطوة من الاميرة هيا خصما على اسم (زوجها) وأسم دولته.
وكان الناس في غاية الدهشة ان تتجه السيدة (الأولى) في (دبي) الى بريطانيا صاحبة نفوذ الاستعماري في الأمارات لحفظ حقوقها.
والذين كانوا يندهشون من موقف الاميرة بنت الحسين تجاه اسرة زوجها واسرة شقيقها وهما أصحاب نفوذ مالي وسياسي(لاعبان) أساسيان في المنطقة خاصة في القضايا المتعلقة بفلسطين أوالمتعلقة بأيران
فإن علامات تلك الدهشة ستزول اذا كانت (الأمارات) نفسها لجأت الى (بريطانيا) لتحميها من تلك( الشكوى) التي تقدم بها السودان ضد (الأمارات) ويتهمها بتمويل الحرب التي اندلعت في الخرطوم ودعمها لوجستيا ،والسودان طلب من مجلس الامن عقد جلسة لمناقشة هذا (الاعتداء )والذي وثقته وسائل الإعلام الغربية والعربية. ذات مصداقية عالية.التي كشفت حجم الدعم الاماراتي الكبير للمليشيا المتمردة ونقل الدعم عبر مطارات إقليمية. وحتى لا تدخل دولة الأمارات في موقف (حرج) مع السودان أو( يؤزم) موقفها في علاقاتها الخارجية فاستعانت ببريطانيا لانقاذها من هذه الحرج وحفظ ماء وجهها تجاه الاصدقاء والاشقاء من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ،فلجأت الى بريطانيا صاحبة النفوذ السياسي والأمني وهي من الخمس الكبار في مجلس الامن الدولي فاستخدمت نفوذها وحولت الشكوى من مسارها الى مسار يعطى الأمارات فرصة لكل تتخلص من هذه (الإدانة)
وبريطانيا نفسها صاحبة تاريخ أسود منذ ان كانت تطلق على نفسها المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ،فهي كانت ترتكب (جرائم) في مستعمراتها لا تقل فظاعة عن تلك الجرائم التي ترتبكها المليشيا اليوم في السودان بإسم الديمقراطية التي تزعم بريطانيا نفسها انها( رائدة) الحكم (الديمقراطي) في العالم.
انها من المفارقات ان( تلجأ) الاميرة هيا الى بريطانيا لحماية نفسها من ظلم واحد حكام الامارات، وان( تلجأ) الأمارات نفسها لتحمي نفسها من جرائم ارتكبتها في حق السودان والتي اثبتتها وسائل الإعلام الغربية .
وبريطانيا اليوم في موقف حرج فقد حمت( سيدة) من ظلم زوجها وحمت (دولة) زوجها من جرائم ارتكبتها ضد شعب بأكمله انها مفارقات صاحبة التاج.
….
#منصة_اشواق_السودان