زمااان في نهاية الثمانينات او مطلع التسعينات (ما متأكد ، الزمن طال والكبر حصل ) كان في واحد اسمو محمد علي ( بني عامري من شرق السودان ) ، جاء مدينة ودمدني و عمل مطعم بتاع فول صغيّر كده ، كنّا كل ما نلقى فرصه و لو مره في الشهر بنجي مدني من الريف مع بوكسي الخدار عشان نغيّر جو شويه و نشوف المدينه و ناسا عاملين كيف و بالمرّه كده ناكل فول حيث الفول كان التغيير الاجمل من رتابة الكسره و الويكه و اللوبيا .. المهم وجهتنا الوحيده للفول كانت مطعم ادروب ( محمد علي ) ، كان عندو فول مميّز جدا ،اطعم و اشهى فول على مستوى السوق الكبير في ودمدني و الحق يقال ما اتذوقته تاني فول زيو بعد ما فارقنا ودمدني .. الراجل ده تحس البركه في اي حاجه بقدما في المطعم .. الفول .. الرغيف.. المويه .. كل الناس بتقصد مطعمو ده لو ما للفول لي ابتسامتو الدائمه و الوقار الفي وشو و الكلمه الطيبه .. الامر الاكثر اثاره و ادعى للاهتمام ، ادروب ده يوم واحد ما غالط زول في حساب ، و يوم واحد ما سأل زول انو دفع او ما دفع.. بقول ليك داير كم .. تقول ليهو 2 فول .. و لو حاسبته بواحد فول او ما حاسبته و مشيت ما عندو معاك حاجه .. و الاعجب يوم واحد ما حسب قروش استلما من زبون .. طوالي بدخل في جيبو .. و لو قلته ليهو عاوز باقي 5 جنيه بديك ليهو طوالي حتى لو انت اساسا اديتو 5 جنيه.. و العجب العجاب في الامر مافي شحّاد او مجنون ما بياكل من مطعمو .. يوم واحد ما طرد شحاد .. و ما اظن في شحّاد ببيّت جعان حوالين المطعم و هو شغّال .. المطعم بقى اكبر مطعم في المنطقه و بقى من اشهر البقع الناس بتوصّف بيها في السوق الكبير .. و الكل بعرف ادروب و الكل بحب ادروب و بذكروهو بالطيب في غيابو.. ❤
غبت عن ودمدني و السوق لفتره تصل 22 سنه ، سألته ابن عمي شغال في السوق من ادروب بالتلفون اثناء الونسه.. العبره خنقتو لبرهة و بعدها قال لي ادروب ربنا يرحمو .. و قال لي ماف زول في سوق ودمدني ما حضر تشييع جنازتو ، الالاف مشت للعزاء .. الكشف وصل 500 مليون جنيه ، و قال سمع كمان في ناس اهدت اسرتو ارض وامكن اراضي في مدينة ودمدني ، و لحدي اليوم بتذكروه و لحدي اليوم بوصفوا بالمكان الترك فيهو ريحة الطيبه و الكرم و المروءه و الحب ..
ْ ….
#منصة_اشواق_السودان
