د. مصعب بريــر يكتب : *هل نشهد إصلاح نظام التأمين الصحى ام سيستمر نزيف تجاوزات التنفيذ القاتلة التى اصابته فى مقتل ؟!*

البعد الاخر

» التأمين الصحي هو أحد أنواع التأمين ضد مخاطر الظروف الصحية لدى الفرد، ويشمل تكاليف فحصه وتشخيصه وعلاجه، ودعمه النفسي والجسدي .. كما قد يتضمن تغطية بدل انقطاعه عن العمل لفترة معينة أو عجزه الدائم .. وهو أحد الطرق لإيصال الرعاية الصحية للأفراد والمجموعات ..

» وتقوم فلسفة التأمين الصحي على مبدأ تجميع المخاطر، وتعني جمع مخاطر الإصابة بالمرض التي تصيب المجتمع أو مجموعة معينة، وتقاسمها بين الأفراد بشكل متساو، وذلك عبر جمع الأموال اللازمة لعلاج هذه المخاطرة المجمعة بشكل متساو، ثم توزيعها على الأفراد حسب حاجتهم للعلاج مما يؤدي إلى تخفيــف الأعباء والتكاليف المترتبة عند معالــجة الحالات المرضية التي يتعرض لها المؤمـــن عليهم، ويضمن وصول الرعاية الصحية لجميع محتاجيها مقابل مبلغ يسير من المال وثابت يدفعه جميع الأفراد المشتركين بالتأمين ..

» وهو بذلك نظام اجتماعي يقوم على التعاون والتكافل بين الأفراد لتحمل ما يعجز عن تحمله أحدهم بمفـــرده، وشركات التأمين تنظم الاستفادة من توزيع الخطر لقاء أجر معلوم لتوفر ملاذ أفضل لتأمين رعاية صحية شاملة، وتُقدّم هذا البرنامج مؤسسات حكومية أو شركات خاصة، أو كيانات غير ربحية ..

» وتتمثل اهداف التأمين الصحى فى توفير الرعاية الصحية للأفراد والمجموعات .. تأمين تكاليف الرعاية الصحية للأفراد والمجموعات .. توزيع تكاليف الرعاية الصحية على الأفراد، بحيث يدفع الجميع حصة متساوية، وبذلك فإن الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من المرض يغطون تكاليف علاج الأشخاص المرضى .. حماية الفرد من نقص الرعاية الصحية التي تنتج عن فقر الشخص أو عدم قدرته على دفع تكاليف العلاج، مما يؤدي إلى عدم حصوله على الرعاية الصحية وتدهور صحته .. إدارة موارد التأمين الصحية المالية بشكل يضمن استمراره للأجيال القادمة، وقد يشمل ذلك استثمارها في مشاريع قد لا تكون ذات صلة بالرعاية الصحية .. تحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة من خلال توفير مصادر مالية ثابتة ومستمرة والحث على مزيد من التنويع والمنافسة في تقديم الخدمات الطبية ..

» اذن لا يستطيع احد ان يزايد على الاهمية التكافلية للتامين الصحى ، وقد شهدت فترات تطبيقه بالسودان نجاحا كبيرا فى بداياته ، قبل ان يصبح منصة صراع نفوذ بين الباحثين على مغانم المال العام من اهل الحظوة ، فحدث ما حدث ، حتى برك هذا الصرح التكافلى العظيم جراء تجاوزات معلومه لراعى الضان ببادية كردفان ..

» والان بدل ان نشهد اصلاحا حقيقيا يبدا من اعادة هيكلة هذه المؤسسة الفاشلة وتصويب أخطاء تطبيقاتها القاتلة ، وابعاد الكادر الطبى المتصارع الذى اوردها مورد الهلاك عن ادارتها وابدالهم بالمتخصصين فى اقتصاديات الصحة أو المتخصصين فى ادارة التامين الصحى الذى اضحى الان تخصصا دقيقاً بعلوم الاقتصاد والادارة ، لكننا للأسف نشهد ذات العك فى خطط إعادة اصلاحة التى تجرى حاليا بلا هدى او سياسات واضحة ..

» فالسماح للتامين الصحى المقعد سريريا بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية بهذه الطريقة التى يجرى انفاذها حاليا يعد من اسوا القرارات التى ستعيدنا لذات مربع الفشل السابق ، لا سيما بهذه التشوهات المالية المصاحبة لهذه القفزة مجهولة العواقب التى يجرى انفاذها الان والمحفوفة بمخاطر زيادة العبء واحتكار تقديم الخدمة واضافة مزيد من التشوهات فى جسد الرعاية الصحية المصاب بجميع امراض سوء الادارة ..

بعد أخير :

خلاصة القول ، يجب أن ينحصر دور التأمين الصحى فى شراء الخدمة للمؤمن عليهم تحت مظلته مع تفعيل اليات حفظ حقوق المرضى وتجوديد الخدمات الطبية المقدمة لهم ، وعليه التوسع فى تمويل مظلة الحماية الصحية بتمويل الخدمات الصحية الوقائية ان اراد تقليل تكاليف العلاج بدلا من اهلاك أموال المؤمن عليهم فى مغامرات الاستثمار الفاشل فى تقديم الخدمات العلاجية التى قاربت ان تصل لفرض فقه السخرة على طالبى الخدمة ، فلم تعد بطاقة التأمين الصحى الان سوى عبء اضافى لا فائدة من اقتنائها ، وأخيرا ، يجب اعادة هيكلة التأمين الصحى بالاستعانة بخبراء فى المجال او تحويل الخدمة عبر العطاء العام لتقوم بادارتها شركات التأمين الصحى الناجحة والمستقرة نسبيا فى تقديم خدمات التأمين الصحى سواء محليا او عالميا لتقوم بتنفيذ هذه الخدمة كما يحدث فى جميع دول العالم ..

ليس لها من دون الله كاشفة

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الخميس (30 مايو 2024م)
[email protected]
……

#منصة_اشواق_السودان