منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الطيب عبد الماجد يكتب: ( موزارت ) أم درمان وزورق الألحان.. برعي محمد دفع الله*

0

( جاتك طيور تحمل زهور فوق الندى جاتك تزور )

اليوم سأدخل حقل ( الأنغام ) بمحض إرادتي وأتصل ب

( كبانية ) الألحان ورقم الحبيب …والدوائر ( مشتولة ) حالياً
وشتلوها جوه قلبي

وأطرق بابها ( أم درمان )

الأنيق الرقيق الفطن الوسيم ( برعي محمد دفع الله )
كبيرهم الذي علمهم ( السحر ) وأميرنا الذي أهدانا ( الألحان)

فكان ( برعي ) لحناً خالداً في ذاكرة الأمة ونغمة حية في وجدان الناس

ولم يكن غريباً على ( أم درمان ) أن تأتي ببرعي ولكن الغريب أن لا تأتي به …!!

فالرجل يشبهها طبعاً وخبر
حيث ولد هناك وكنا على موعد مع ميلاد قوس
وترانيم وتر ..!!

ووجهاً لوجه أمام النهار وضوء القمر …!!

( موزارت ) أم در …ومزمار السودان
وضيعني ساكن ( الموردة )

عرف ( برعي ) العود باكراً وتفوق في العزف عليه فقوى ( عوده ) ولفت الأنظار …!!

وبرع ( برعي ) ملحناً فذاً ترك اسمه في صحف الكبار
ووقع بريشة العود وقوس الكمان في دفتر الأشعار
وحولها بعبقريه يحسد عليها الى أغنيات خالدات

نار وشرار

لقاء ( برعي ) و ( عبد العزيز محمد داوؤد) دا لقاء استثنائي بكل المقاييس …..!!
وحتمي

وكان لازم يحصل …!! حتى نفسر ظاهرة المطر
( والمطرة صابة وين )…

في أغنيات زاهيات والحان نواضر

لاتعرف من أضاف لمن ..!!؟
هل بذل ( عبد العزيز ) صوته أم عذب ( برعي ) الوتر

وعلى مقربة منهما يلعب وردي وإسماعيل حسن

إسماعيل قال …..لو حنيت لعهد الشوق..�أجيب من وين عمر تاني..

الغريبة انه عندما كتبها كان شاباً غضاً فتيا
لكنه خيال الشعر عندنا يعبر ويرتاد الثريا ….

شوف السودان دا شايل كيف ..

( فرعون لاقى مجنون )

وكانت ( الوصية ) التي كتبها ( إسماعيل ) لتصرف من صيدلية ( وردي ) ….!!
اخدوها العيانين من غير روشتة …
والدوا مر

وحلفتك يا قلبي… الخاين تخونو

والناكر غرامك.. أوعك يوم تصونو

زي ما أبكى عيني… بكّي لي عيونو

وإيه في الحب لقينا.. غير صدو وظنونو

جابوها لي ( برعي محمد دفع الله ) بالحالة الشايفنها دي ….!!
دخل بيها ( العناية المرهفة ) وأعمل فيها من سحره وبنانه وخفف من وطأتها بلحن ساحر …ونغم آثر
فنزلت على المتلقي برداً وحنان ..!
وكان برعي أشهر جراحي ( القلب المفضوح ) …!!

ونادو لي ( حنان )

فكانت مباراة يتيمة لبرعي مع الفرعون لكن ( مباراة كاس )

وزي ما اسماعيل حسن لاعب ( قشاش ) مع وردي

كانت هناك لقاءات فريدة جمعت ( العراب ) برعي
و( الهرم ) أبو داوؤد مع ( النفاثة ) عبد المنعم عبد الحي

و( عبد المنعم عبد الحي ) دا اكتب أجمل الاغنيات السودانية عربي وافرنجي

وهو أيضًا صاحب ( المامبو السوداني ) لسيد خليفة
الأغنية الاكثر صيتا وذيوعاً في المدى العربي
وانا اتخيل دائماً أنها قدمتنا وظلمتنا لأن من سمعها من غير السودانيين كانوا انطباعيين اكتفوا بها
لبساطتها وحلاوتها …!!

( قايلنو كلو ( مامبو ) …!!

ولم يعرفو أن ذات الرجل كتب …$!

وذاك الصباح اهو لاح يا حبيب�و البلبل الصداح جاك يا قريب …
وجاك يحكي ليك�جاك يشكي ليك من شوقو ليك صاح يا حبيب�جاتك طيور تحمل زهور فوق الندى جاتك تزور�حاديها نور فى الكون بدا و الفجر لاح يعلن صباح

( كل يوم أقول يا ربي الحرب دي في السودان )

وقد تغني بها ( البعاتي ) عثمان الشفيع
الذي يطلع في السلالم الموسيقية وينزل وكأنه في العمارة الكويتيه
وجا عليها ( العابر ) برعي محمد دفع الله
أفضل لاعب وسط في الألحان …..
لحنها …!! فرقصت

وبرعي ( باصو ) باص ( قون )

وقد التقي عبد الحي ب ( عبد العزيز ) في لقاء آخر لايقل جمالاً مفعماً بالمشاعر ….مشحون الغرام

ولوموه اللاهي في الغرام بالله
قولوا ليه الحب شيء طبيعي إلهي
الغرام ما بيخير بين كبير وصغير

( صحي والله )

نادوا لينا البنا يبني لينا الجنة
يبني طوبة حب ويرمي مونة محنة

( حتى الأسمنت في السودان لين وحنين ) ….!!

( الله غالب )

الغريبة إنو ( عبد المنعم ) دا ذاتو كتب لسيد خليفة
أبني عشك يا قماري قشه قشه
وعلمينا كيف على الحب دارنا بنشا
رغم العواصف برضو واقف ما فيهو رعشه

( عشان كدا السودان دا مسلح وقطية وراكوبة مافرقت
كلو مليان ريد ومعطون حب

ياخ برعي لحن ..ياحليل ناس هم ناسنا لي عبد المنعم عبد الحي برضو …!!

شوف الزول دا رقيق كيف

وذكرياتم ديما في راسنا ..�شالو نومنا وشالو نعاسنا ….شالو روحنا وشالو انفاسنا ,,�انا ( بريدم )�ديارم وين

فكانت أغنية ( ودودة ) قريبة من الناس وتلامس الإحساس داعبت السودانيين من الداخل

وأبو داوؤد ( نجضا نجاض ) وبرعي قد تجلى

واظنها الآن تنادي الوطن الذي أحبوه ..!!

ويا حليل مجلسنا الهادي….

قالو الفنان الراحل (زيدان ابراهيم) كان بحب
الطعمية شديد ويوم مشى لي ست الطعمية قال لها يا حجة طعميتي وينا؟
قالت ليهو جا ( اللمين عبد الغفار ) شالها كلها

زيدان قال ليها لكن ( اللمين )؟يشيل الريد و يشيل ودو ويشيل نفحات عبير ودو …!!
و يشيل الطعمية برضو

الحجة ست الطعمية قالت ليهو
إنت ما شلت الجراح و الابتسامة وكل حرمان اليتامى في زول سألك …

( رحم الله زيدان )

هسا ناس ( برعي ) ديل شالو نومنا وشالو نعاسنا
وأنا ( بريدم ) ديارم وين …!!؟؟

رحمة الله عليهم أجمعين …

( مش قلت ليكم لقاء أبو داود وبرعي …حتمي )

ليلتقي الهرمان من جديد في نصف النهائي وكل القمر …!!

ومن زمن مستني عوده قلبي راحل
كنت بكتب ليه بدمي الرسايل

افتكرته يرد رسالتي يرد يطمني في خطابو
وكل ما ادلل بزيد اعجابي بيهو
حبيبي كل ما ادلل بزيد اعجابي بيهو

( يازول نحن المعجبين بهذا التنوع والتجلي
عبقرية اللحن والكلمات والشعور )

وخرج برعي كثيراً من ( طمنطاشر ) ومنطقة عمليات
( أبو داوؤد) ليلعب مع كل الكبار …!!

وكان لقاءه مع عبيد الطيب ساطعاً ومفرحاً وبهيج …وياروحي ❤سلام عليك

وسلام بردّو ليك
سلام يوصل إليك يرجع إلينا
سلام يرجع بعيد بين السكينة
سلام وأكون سعيد
وسلام بردو إليك
ويا روحي سلام عليك

فكان هذا اللحن الآثر لبرعي محمد دفع الله
لتقف حائراً أيهما أحلى…اللحن ولا الكلمات وهذا لا يفعلها إلا هذا الحاذق …!!

وبرعي واحده من تجلياته
أنه يمنح القصيدة حياة فتتحرك ….!!

ويسكب فيها شجن فتزهو……!! ويعطيها من عطره فتنتشي
…..
وياروحي سلام عليك ..

أنا أعتقد أن ( برعي محمد دفع الله ) ظاهرة كونية لاتتكرر كثيرًا فبجانب ألحانه الخالده كان ( برعي ) عواداً محترفاً قدم لنا مقطوعات موسيقية ملهمة نقلت الموسيقي الي ( ليفل آخر )

فاحتفت الذائقة السودانيةربمقطوعات فريدة ونادرة
فكانت المروج الخضراء وخرير الجداول فرحة شعب
( وفرحة شعب دي كمان كلاما برا )
ومقطوعة هنادي …..!!
( هنادي دي منو ..) !!

هذا ليس للحصر ولكن على سبيل ( الجمال )

وقد صدق ( السر قدور ) رحمه الله عندما قال
( برعي محمد دفع الله ) أول من أعاد الاعتبار لقيمة الملحن وجعله في مصاف لا يقل عن الفنان ووصفه بشيخ الملحنين

وأنا أقول لو اكتفى ( برعي محمد دفع الله ) بلحن
عذاري الحي لكفته
ولكنها لم تكن لتكفينا

وإلا لما كنا رأينا كل هذه الدرر ..!

وياعذارى الحى رفقا بالحيارى
أرأيتن حبيبا قد توارى ….!!

( أبداً والله ما شفنا )

لعب برعي مع كل المعلمين الكبار وفي كل كان زاهي ونضر

لحن لعثمان الشفيع (أيامنا) ولاح الصباح

كما قدم لوردي (الوصية) ….!!
الجابري غنى ليهو (سامحني)، وقدم لإبراهيم عوض (جمال دنيا ) وأعز مكان وطني السودان) …والذري بخصب اليورانيوم

وغيرها من الأغنيات لفنانين آخرين تقف شاهدة على موهبته العظيمة واداءه العبقري

قدمها هذا الوسيم الرقيق الأنيق ومضى بكل تواضعه الذي عرف به فقد كان عازفاً على الوتر وعازفاً عن الأضواء

كان مهندماً ووقور لا يتحدث كثيراُ لكنه يمارس التحليق والعبور

واسم ( برعي ) على ندرته فله تجليات في السودان
فهناك ( برعي أحمد البشير ) واحد من أعظم
( الفلتات ) التي أنجبتها الملاعب السودانيه وشدة ما واقعة لي اسمو ( القانون ) ….!!

برعي يا كنترول ( قفل واحتفل )

و ( برعي محمد دفع الله ) أفضل لاعب ارتكار …
عرفته الأنغام السودانية

و يا ( البرعي ) مدد

قدم ( برعي ) أكثر من اربعمائة عمل فني بين لحن وموسيقى دون أن تفقد بريقها ورونقها وأحاسيسه الجميلة

وهنا يكمن سر ( برعي ) فقد سبق زمانه وزمرة الكبار

ملأ ( برعي محمد دفع الله ) دنيانا بألحانه العبقرية ولمساته الساحرة وموسيقاه العظيمة فكان رقماً صعب وعصي على التجاوز وإحدى علامات الفن في بلادي وأيقوناتها …..!!

مضى وبقيت أعماله …!!
إرتقى وكان برعي …
أعطى …ولم يستبق شيئًا …!!

وياروحي سلام عليك ….!!
….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.