د. حيدر البدري يكتب: عندما تكون الفرحة ناقصة وغير مكتملة
نقطة سطر جديد
لم يحزن هذا الشعب ، من قبل بمثل هذه الأحزان المثقلات بالهموم والمآسي. كابوس هائل عظيم حط على رقاب الناس ، وأتاهم الوجع والهلع والخوف من حيث لا يحتسبون.
الناس تعودت الآن على الحزن والألم.
آلام هائلة تكاد تذهب خلفها الأرواح حسرات.
أصبح الناس يتسولون قيمة الضحكة، والبسمة في ليالٍ كالحات ، وأيام سود.
وينتظر الناس ويترقبون انتصار قواتهم المسلحة هنا وهناك…تتطاير الزغاريد والأناشيد عند هلاك متمرد واحد. فالناس مغبونة مكبوتة يكاد يعصرها الألم والترقب.
وتأتي البشريات..
وتقول آخر الأخبار أن القوات المسلحة استعادت مدينة الدندر.
وهو خبر مفرح. وانتصار مجيد منظور.
ولكن…
هل سيعود المواطن إلى مدينته قريبا.
وإن عاد ..فهل سيجدها كما كانت. ؟!..أم سيجدها وقد تم نهبها وتكسير وتحطيم أسواقها وبنيتها التحتية.؟!
هل سيجد بيته كما كان.؟! أم سيطوله التخريب والتدمير الممنهج وفي كل المؤسسات؟!
وهل سينتهي الحزن؟! بل هل ستكتمل الفرحة ؟!.
وينطبق هذا التوصيف على كل المدن والقرى.
.وسؤال مباشر لنا جميعا شعبا وقواةً مسلحة. ما فائدة استعادة مدينة بعد تشريد أهلها وتدميرها وسرقتها ..ما الفائدة ؟!.
لماذا نسمح اصلا لهؤلاء الرعاع بالدخول إلى المدن والقرى..مادام هم يدخلونها اصلا بغرض النهب والسرقة التخريب.؟!..
ماذا يفعل الجنجويد بمدينة خاوية ؟!..
سيخرجون كالسرطان إلى أخرى.
متى نعي الدرس ونفهم أصول المعركة ؟!
هؤلاء يريدون تشريد الشعب وإفقاره وتهجيره..ونجحوا في ذلك.
هؤلاء يريدون الشفشفة والسرقة ونجحوا في ذلك.
هؤلاء يريدون التخريب والتدمير الممنهج للمؤسسات ..ونجحوا في ذلك.!
وبعد نهب المدينة _ أي مدينة_ والقضاء عليها وإبادة الحياة فيها وشفشفتها ..فمكوثهم بها خسارة بالنسبة لهم.
فتعال ايها الجيش الهمام لتستلم باقي الجثة..ريثما نذهب إلى مدينة أخرى لتحطيمها وتدميرها وشفشفتها.
اذن علينا ابتداءا إيقاف هذا النزيف.
علينا وبكل الطرق منع هؤلاء الرعاع من العبث بنا وبمدننا.
فالتحرير بعد التخريب ناقص..
والفرحة ناقصة.
والحزن متجذر في القلوب.
نقطة سطر جديد.
….
#منصة_اشواق_السودان