نهلة ابراهيم تكتب: النزوح.. محطات ومرارات
محطة (4)
الوصول الى ام تريبات كان فيه شى من المشقة…
تخطينا الشارع الرئيسي
(مدنى …سنار) وانحرفنا يمينا لندخل شارع مدنى الحوش…كان الشارع سالكا. وكل العربات متجهة غربا فرارا من المليشيا التى سبقتها سمعتها …
ندر ان تجئ سيارة بالاتجاه المعاكس عدا سيارة واحدة او اثنين فأخبرناهم ان يغيرا اتجاههم بالطرق الترابية حتى لا يقعوا فى قبضتهم..
واصلنا طريقنا لمدة نصف ساعة او تزيد لنجد امامنا مئات السيارات بل ٱلاف غير التكاتك والركشات والمواتر جميعهم يريدون العبور عبر كبرى واحد ..مقام على ال major 77..الترعة الرئيسية التى تخرج من خزان سنار مباشرة لري مشروع الجزيرة…
فى هذه المنطقة ازدحم الناس والسيارات وعلت اصوات (البوارى) و ارتفعت اصوات المشاجرات وتوقفت حركة المرور تماما…مما دفع بالكثيرين ان يتركوا عربانهم ويواصلوا المشوار سيرا على الاقدام فقد انتصف النهار وارتفعت درجة الحرارة …
المخيف فى الكبري انه بلا سياج على جانبية وتسمع لشلالات المياه فيه (دوي) ان لم تكن حريفا ومنتبها لرجليك قد تنزلق داخل اعماق المياه المخيفة التى تبدو عميقة جدا (وقد قيل ان كل من غرق فيها لم يخرج)…
اجتزنا المنطقة الخطرة الى الجانب الاخر فوجدنا الالاف من النساء والاطفال والرجال يجلسون تحت الاشجار الظليلة العملاقة التى بلغ عمرها عمر المشروع …رسمت الترعة الرئيسية لنفسها متنزها وانسابت المياه فى شكل بحيرة كبيرة صافية جلس بعضهم يشربون منها بأيديهم وبعضهم يتوضأ واخرون يشاهدون المنظر البديع ..
كانت حركة المرور بطيئة جدا تركنا السيارة وواصلنا المسير على ارجلنا…رحلةشااقة ومسير طويل ..عندما ينهكنا التعب نجلس قليلا ثم نواصل…
فى مدخل ام تريبات وجدنا الصبيان والفتيات يحملون حفاظات المياه والعصبر ..استقبال جميل ولفتة بارعة منهم..
دخلنا القرية (المدينة) على امل الرجوع خلال يوم او يومين ..
مكثنا ما شاء الله لنا ثم غادرنا صباحا .. وبعد مغادرتنا ب عشرة دقائق كان الجنجويد قد وصلوا البيت الذى كنا فيه..والمكان الذى اوقفنا فيه سيارتنا مع اخريات والتى كان للمليشيا فيها نصيب……
وديدنهم دوما سرقة السيارات (الماركة)فالحديد عندهم انواع وإختيارات….
….
#منصة_اشواق_السودان