انشراح أوشي تكتب: أتعبت من يأتي بعدك
انشراح أوشي تكتب:
أتعبت من يأتي بعدك
نعي الناعي إلينا فقيد العلم والتعليم… علم من أعلام بلادي وزير التربية والتعليم الأستاذ الحوري
ونحن إذ ننعيه لا ندري لمن ننعيه… لطلابه علي مد البصر أم لكتبه التي تحمل بصماته… أم لموظفيه وقد كان بمكانة الأب المحب ،
أي فراغ ترك فينا وأي مكان…
تشهد له أروقة الوزارة أنه كان يحمل هم التعليم في بلادي… لم توقفه النزاعات ولم تعطله الحروب والمعارك عن أداء واجبه المقدس… فمضي مرفوع القامة يمشي هنا وهناك بين رتق وحلول لتمضي مسيرة التعليم…
رفع شعار التعليم لازما يستمر فأقام الامتحانات لشهادتي الأساس والمتوسطة تحت ظروف استثنائية رغم تعالي هتاف المحبطين (لا تعليم في وضع اليم)
تعاهد أمر امتحانات الشهادة السودانية مذ كان مدير للامتحانات وحتى دنو أجله… يكابد ويجالد إقامتها والعبور بها رغم المستحيل… خرج إلينا ليزف البشري لكل طلاب الشهادة السودانية كآخر خروج اعلامي ليقول (الامتحانات قائمة قبل نهاية العام (الا اموت)… أليست هذه بوصية؟… أليس من واجبنا قهر المستحيل لتنفيذها وفاء له واكراما!!… إن مثله لا تبكيه العيون بل حق وفاء له تنفيذ حلمه وإحالته لواقع معاش…
الله الله علي الوصية… الله الله علي العالقين… الله الله علي امتحانات الشهادة والتي بذل فيها عمره حتي الوفاة
لقد مضي استاذنا الحوري الي ربه محملا بدعوات محبيه الي جنة ورضوان باذن ربه ولكنه اتعب من يأتي بعده
اللهم إن عبدك الحوري في جوارك يرجو رحمتك ويخاف عذابك فبحق كل حرف يسر تعليمه لأحد من خلقك يسر اللهم حسابه وتجاوز عنه
اللهم إنا مغلوبون فانتصر لنا ولا تردنا خائبين