زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة لوايشة في حب الملايشة
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
لوايشة في حب الملايشة
أشتهر أهل البادية في السودان ، بفراستهم وحكمتهم وإحترمهم لكبير الأسرة وعميدها ، والرجوع إليه في كل أمر يشكل عليهم حله ، ليحكم فيه برأيه القاطع ، الذي لا رجعة فيه فيعتبر حكمه نافذ .
ففي واحدة من القرى الريفية ، أشتهرت فتاة فاتنة بجمالها خطفت قلوب الشباب ، فحبسها أهلها خشية الفتنة ، بعد أن عرفوا قصتها مع شاب ليس من أبناء عمومتها ، وفي عادة أهل البادية تتزوج الفتاة من ابن عمها ، ذات ليل بعد أن نام الناس ، خرجت الفتاة من نافذة المنزل مع عشيقها ، بعد أن ضربا موعداً للخروج عبر النافذة ، فعثر عليهما رجلين ، جاءا من الزراعة ليلا ، فوجداهما يتسامران تحت جزع شجرة ، فأتيا بهما لعميد الأسرة وكبير القرية ، ليفتي في امرهما في حضور أسرة الشابة ، فسألهم الكبير عماذا قالت لهما الفتاة عندما أمسكا بها ، فكان ردهما أنها قالت جئت لأحكي معه عن أمر يخصني ، وأهدانى حلوى وعقد من السوميت ،فكان رد الكبير (أستروها وأعقدوا ليهم ، هي أصلا مارقة للفارغة ورقاد الخلا).
لم أستغرب من إفادات الشقراء ، أو الحسناء الاء المبارك (لوشي) عن مليشيا الجنجويد وقصتها التي سردتها عن تعاملهم معها ، وطريقة خروج عربتها الخاصة ، وتفويلها بالبنزين والتباري في غسيلها وإهدائها الشكولاتة ، لتصفهم لوشي بالكيوت واللطافة ، فيبدو أن لوشي مصابة بمتلازمة ستوكهولم ، وهو مرض نفسي يوقع المريض في حب من إختطفه ، فأقسمت لو كان نموذج كبير الأسرة وعميدها ، سائدا في زماننا هذا ، لقالها وهو مستلقي على ظهره “أستروها استروها ، وشوفوا الكيوت دا أعقدوا لي طوالي”.
الوحشية التي تعامل بها متمردو الدعم السريع ، مع المواطن السوداني ، لن تغسلها كلمات لوشي المبارك ولو أطلقت حملة ، أسمتها لوايشة في حب الملايشة ، فالدم السوداني العزيز الذي سال على عتبة كل بيت ، لن تمحو آثاره الحملات الإعلامية مدفوعة الأجر ، والضيم الذي وقع على رؤس أرباب الأسر ، بإختطاف وإغتصاب حرائرهن ، جرح ينزف لا يعرف قدره إلا من عرف معنى الشرف… لنا عودة.