زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة برشم عرد يا أشاوس
`زاوية خاصة`
`نايلة علي محمد الخليفة`
`برشم عرد يا أشاوس`
أب قيد إشتهر وسط أهله وأبناء جيله ، بالفراسة والشجاعة ، رغم انه لم يكن مليح الزي ، ولا يمتلك صفات الرجل الخارق الفارس ، الذي يجعل بنات عمومته يتغزلن فيه ، إلا أن الظروف قد خدمته ، فهو يمتلك فرس أصيل ورمح ذو سنان حادة ، وهي مؤهلات لم تتوفر لأقرانه ، الذين يخرجون للصيد والفزع ، راجلين لا يحملون إلا العصي والسكاكين ، فيظفر اب قيد بثمين الصيد ، ويثخن صدر كل من يعترض سبيله .
كانت كلتوم حرم اب قيد المصون ، كلما جلست في مجلس النسوة ، تتباهى بشجاعة زوجها وفراسته ، التي أهلته ، ليكون فارساً على أبناء قبيلته ، ودائما ماتُنشد ، (أب قيد كان قنص بجيب السمينة ، واب قيد كان ضرب ، دم عدوه بسيل مطر العينة ،واب قيد فارس القبيلة ، البفش الغبينة).
شاءت الأقدار أن يقع أب قيد ، في يد شاب كان يتحين الفرصة ، لأخذ ثأر والده ، الذي قتله أب قيد ، فذات يوم كان أب قيد في قيلولة ، تحت شجرة ظليلة وفرسه مربوط إلى جواره ، قفز الشاب على ظهر الفرس ، وتناول الرمح بيمينه ، وقبل أن يستوى تماما ، لم يرى من أب قيد إلا باطن قدميه ، فأخذ يركض خلفه ويطلق السهام ، فأصابه سهم من الخلف ، وأحتمى بنسوة كن يحتطبن من الغابة ، فإحترامن لهن كعادة أهل البادية تركه الشاب ، وعاد إلى مربط الفرس ومكان قيلولة أب قيد ، فأخذ أغراضه من ملابس واواني الطبخ ، فأتضح أن أب قيد الفارس ، هرب من الشاب وهو لا يرتدي سوى خرقة شفافة ، لحرارة الجو وقت ذاك.
إمرأة من النسوة اللائي احتمى بهن أب قيد ، شقت ثوبها لتستره به ، فتناوله على استحياء ، وهو يطأطىء رأسه إلى الأرض ، ومن باب الشمت بعد تفشى أمر أب قيد ، وما لحق به من فضيحة ، فصاحت إمرأة بأعلى صوتها ،(أب قيد انكسر قيدو ، والفارس دلى إيدو ، خلى هدومو تحت الشدر ، وحاجات تانية حامياني ، لامن سترتو التومة بت علي ، بنص توبها) ، فشنو هسه ناس متحرك الصياد ، طبقوا نفس النظرية في الزول القال عليه الجبوري فارس قبيلة ، فما كان من حسين برشم ، إلا أن نجى من الموت بأعجوبة ، فترك عربته المصفحة ومستنداته وملابسه ، وكما قالت المرأة عن أب قيد ، خلى حاجات تانية حامياني ، بحوزة فرسان متحرك الصياد كمعروضات ميدان ، وهم يرددون تعال شيلها كان تقدر ، برشم عرد يا أشاوس…لنا عودة.